الإثنين 17 يونيو 2024

لا وقت لترحيل التحديات

مقالات27-5-2024 | 12:42

لم يكن الرئيس السيسي راغبا خلال افتتاحه عددا من المشروعات القومية في الوادي الجديد، أن يكون قاسيا ولا أن يعكر صفو أجواء احتفالية بظهور إنجاز ما إلى النور بل كان عرضه للتحديات بمثابة تحفيز لمزيد من العمل ومزيد من الجدية في مواجهة الواقع دون خجل أو تجميل فلا سبيل أمامنا إلا أن نضع أسباب أوضاع أغضبتنا لعقود وسنوات ودرنا في رحاها طويلا على طاولة الحقيقة لكنها الحقيقة التي تبني وعيا لا ترسخ إحباطا أو تشاؤما وليس هناك من سبيل إلا كسر التساؤلات إلى بسرد الحقائق لتزول الشبهة ويزداد الطريق وضوحا وتجدد العزائم فلا وقت لترحيل التحديات في مسار الأمة الناهضة والراغبة في تغيير واقعها والسبب في ذلك هو أن التحديات المتراكمة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات وتعطيل التنمية ومعالجة التحديات فور ظهورها يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والنمو المستقر ولا يكون ذلك إلا بتحليل البيانات والتنبؤ بالمستقبل لاستباق الأزمات ووضع استراتيجيات للتعامل معها ببناء مؤسسات قوية وشفافة قادرة على تنفيذ السياسات بفعالية لتكتسب القدرة على اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة للتعامل مع التحديات فور ظهورها لا بديل أمانا إلا بتعميم التفكير النقدي وتشجيع الابتكار في حل المشكلات وليكن استثمارنا في البحث والتطوير لتقديم حلول جديدة للتحديات المستجدة وتنويع مصادر الدخل الاقتصادي لتقليل التأثير السلبي لأي أزمة في قطاع معين ولتكن ثقافتنا تعزيز قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة لتنمية الاقتصاد وخلق فرص عمل والتخلص من ثقافة تتريب وتهاب بل وتشكك في الشراكات الاستراتيجية سواء مع دول ومنظمات دولية أو أفراد لمواجهة التحديات المشتركة فالعصر عصر تبادل المعرفة والخبرات والتعلم من تجارب الدول الأخرى وتبادل الخبرات وتأسيس شراكة مع المواطنين في صنع القرار عبر تعزيز دور المجتمع المدني في رصد وتقييم السياسات لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الاستعداد لمواجهة التحديات ودور كل فرد في ذلك فهكذا فقط يمكن للدول الناهضة مواجهة التحديات بفعالية وتحقيق تنمية مستدامة تعزز من قدراتها على التكيف مع المتغيرات المستقبلية فالتعامل الفوري مع التحديات يضمن عدم تراكمها ويحول دون تأثيرها السلبي على مسار التنمية.

إن الرسالة الأبرز من حديث الرئيس السيسي، هي أن رفع الصوت بالتحديات وكلفة مواجهتها ليس عيبا نخجل منه بل هو جزء أساسي من الحوكمة الرشيدة والإدارة الفعالة فمن شأن الاعتراف بالتحديات والمصارحة المساعدة في بناء الثقة مع المواطنين والمجتمع الدولي بل يعزز من فرص إيجاد حلول ناجحة ومستدامة ومسئولية كل مخلص في هذا الوطن هي مشاركة المعلومات حول التحديات والمشاكل الحالية وفتح النقاش الموضوعي والملائم حول كلفة مواجهتها فإطلاع المواطنين على التحديات يجعلهم أكثر استعدادا للمشاركة في الحلول والعمل الجماعي للتغلب على العقبات ويكون أكثر استعدادا للتعاون والتكيف مع السياسات والإجراءات اللازمة لمواجهتها كما يساعد متخذ القرار في اتخاذ قرارات مالية مستدامة تؤمن استقرار الاقتصاد على المدى الطويل ويساعد على تحديد الأولويات وتوجيه الجهود نحو القضايا الأكثر أهمية وهو مفيد أيضا لتجنب الأخطاء وتحسين الأداء الحكومي بشكل مستمر ونحن نعيش في عالم قانونه ينص على أن الدول التي تعترف بتحدياتها وتجتهد في مواجهتها تكون أكثر قدرة على الحصول على الدعم والمساعدة الدولية وأخيرا ينجح هذا النهج في تقليل الشائعات ومنع انتشار المعلومات المضللة التي قد تضر بالاستقرار الاجتماعي فجدار الثقة بين الحكومة والمواطنين يزداد قوة  عندما يكون هناك اعتراف حقيقي بالمشاكل وجهود حقيقية لحلها وبالتالي فإن رفع الصوت بالتحديات وكلفة مواجهتها يمثل خطوة مهمة نحو بناء مجتمعات قوية وقادرة على التكيف مع المتغيرات والمضي قدما نحو مستقبل أفضل وتملك الشجاعة في مواجهة التحديات والشفافية في مناقشة كلفة مواجهتها ولا شك أن هذا النهج من علامات القيادة الرشيدة والمسئولة ودائما وأبدا سيظل المصريون أكبر من التحديات التي تواجههم ولو كره الكارهون.