الثلاثاء 18 يونيو 2024

الصين داعم قوي للقضايا العربية ووقف العدوان على غزة.. دبلوماسي: تطابق في وجهات النظر بين الجانبين

منتدى التعاون العربي الصيني

تحقيقات29-5-2024 | 19:25

أماني محمد

فصل جديد من العلاقات العربية الصينية، ينطلق مع انعقاد الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني، والذي تستضيفه بكين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء الإمارات والبحرين وتونس، وتنطلق فعالياته غدا، بحضور الرئيس الصيني تشي شين بينج.

وعلى مر تاريخها، كانت الصين من الدول القريبة من الموقف العربي في عدة قضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تؤكد دوما ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة حل الدولتين، وهو ما اتضح في المحافل الدولية أو المباحثات الثنائية بين زعماء العرب والرئيس الصيني وحكومتها.

الموقف الصيني من القضايا العربية

في ظل التغيرات والاضطرابات التي شهدتها المنطقة العربية والشرق الأوسط، ظلت الصين تؤكد موقفها الدعم للاستقرار في المنطقة وإحلال السلام، وكان من أبرز المواقف الصينية في هذا الملف، الوساطة الصينية التي نجحت في استئناف العلاقات بين السعودية وإيران في مارس عام 2023، والتي أسفرت عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كخطوة مهمة لحل النزاعات والخلافات وتعزيز روابط حسن الجوار.

وأعرب عن الدعم الصيني لتصبح فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، واستئناف "حل الدولتين" من أجل تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، وكانت الصين قد اعترفت بالدولة الفلسطينية في عام 1988.

وتحاول الصين بالتعاون مع الدول العربية لاء صوت "الجنوب العالمي" من خلال مجموعة العشرين ومنظمة شانغهاي للتعاون ومنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ومجموعة دول البريكس وغيرها من المنصات الدولية، حيث أكد الرئيس الصيني في عدة مناسبات أنه يترابط مصير الصين والدول العربية بشكل وثيق غير مسبوق

وجدد الرئيس الصيني، في رسالة تهنئة إلى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خلال القمة العربية في دورتها الـ33 التي استضافتها المنامة هذا الشهر، رغبته في العمل مع الدول العربية من أجل التنمية المشتركة، وأن يساهم الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي في مواصلة تعميق التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات وتحقيق منفعة أكبر لشعبي الجانبين.

الموقف الصيني من الحرب في غزة

أما فيما يخص قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية، فكانت الصين صاحبة موقف داعم للموقف العربي بإقامة حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، ومع اندلاع العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي، دعت الصين عدة مرات إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ومنع اتساع رقعة الصراع والعودة إلى السلام.

وفي نوفمبر الماضي، خلال قمة بريكس الافتراضية الاستثنائية بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، طرح الرئيس الصيني مبادرة صينية لإنهاء هذه الجولة من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة، كما جدد دعوته لوقف فوري وشامل ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، خلال زيارته الأخيرة لفرنسا في مطلع مايو الجاري.

وفي يناير الماضي، عقدت جلسة مباحثات بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الصيني وانغ يي، الذي زار القاهرة حينها، وطرح الجانبان وجهات النظر حول القضية الفلسطينية والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بما في ذلك الأزمة في قطاع غزة، وارتكز الموقف حينها على 7 محاور أساسية، كان على رأسها ضرورة الوقف الفوري والكامل لإطلاق النار، ووقف كافة أعمال العُنف والقتل واستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، وكذلك رفض أعمال التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم، كما تم التأكيد على الدعوة إلى الإفراج عن الرهائن والمُحتجزين من الجانبين.

وناشد الجانبان المجتمع الدولي والمانحين الدوليين لتقديم كافة سبل الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية لتسهيل قيامها بممارسة المهام المنوطة بها على أكمل وجه بكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع تحمل الدولي مسئولياته لخلق أُفق سياسي للسلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والتعايش بين الشعبين، وذلك من خلال البدء في تنفيذ رؤية حل الدولتين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة,

وكذلك عقد مؤتمر دولي للسلام لإيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية من خلال إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة الأراضي على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، واتفق الجانبان على استمرار التواصل والتنسيق لإيجاد حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية وفقاً للمُحددات الدولية ذات الصلة.

منتدى التعاون العربي الصيني

وسينطلق غدا، الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني، والذي سيشهد اعتماد ثلاث وثائق رئيسية وهي "إعلان بكين، و"البيان المشترك بشأن القضية الفلسطينية"، و"البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني بين عامي 2024 و2026".

قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الموقف الصيني من القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والعدوان على غزة من المواقف التي تستحق كل التقدير والاحترام، فهو موقف واضح وإيجابي ولا مأخذ عليه، فهي تتحدث دائما عن ضرورة وقف إطلاق النار ومعالجة الأوضاع الإنسانية بشكل كامل ودائم وشامل والافراج عن الرهائن وأن يكون هناك أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الموقف الصيني ينعكس في المؤتمرات الدولية وفي مواقف الصين في مثل هذه المناسبات، وفي اجهزة الامم المتحدة سواء في مجلس الامن او في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن المنتدى العربي الصيني له تأثير كبير على الموقف الصيني في إطار العلاقات الصينية العربية وفي إطار العلاقات الصينية المصرية، فهناك كثير من تطابق وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا السياسية الاخرى، سواء القضايا السياسية الإقليمية أو الدولية.

وأشار إلى أن هناك نوع من التعاون في المسار الاقتصادي بين الصين وبين الدول العربية وخاصة مصر، وكذلك المجال الاستثماري والبنية التحتية، ومنها مبادرة الحزام والطريق، وكذلك تواجد دول عربية وخاصة مصر والسعودية في مجموعة البريكس، وهي مجموعة نشأت أساسا بين مجموعة من الدول الخمس ذات الاقتصادات الواعدة، وانضمام مصر إليها مهم والصين كان لها دور ايجابي وبناء في انضمام مصر إلى هذا التجمع.

وشدد على أن المنتدى على مدى الفترة الطويلة منذ إنشائه حتى الان هناك تطورات ايجابية بين الطرفين في كل المجالات ومنها أيضا المجال الامني والعسكري والاقتصادي والسياسي والاجتماعي بشقيه الصحة والتعليم وبناء القدرات، وهناك تنامي وتعاظم في العلاقات ما بين الجانبين العربي والصيني، سواء في إطار العلاقات الصينية العربية الثنائية أو في إطار الجامعة العربية، فزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الى الصين، شهدت اليوم مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي تم التوقيع عليها في مجالات عديدة، وخاصة فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي الاستثماري والبنية التحتية.

وأكد حليمة أن المنتدى في اجتماعه الوزاري العاشر يستهدف التحضير لاجتماعات قمة المنتدى، ووضع البرنامج التنفيذي للعامين المقبلين وكذلك متابعة ما تم تنفيذه في الاجتماعات السابقة، ووضع برنامج زمني وآليات تقوم بعملية الإشراف والتنفيذ والمتابعة، مضيفا أن العلاقات القائمة بين الجانبين على أساس من نوع من الشراكة الاستراتيجية الشاملة، فهي حاليا في إطار التعاون الاستراتيجي شامل لكافة المجالات.