الأحد 22 سبتمبر 2024

سفاح التجمع .. أسرار غرفة الصوت المعزولة

سفاح التجمع

الجريمة29-5-2024 | 22:40

تابع القضية: هويدا علي.. كتب التفاصيل: بيمن خليل

رجل هادئ حنون في العلن، وحش شرس قاتل للنساء في الخفاء، كيف يمكن للإنسان أن يحمل وجهين متناقضين تمامًا، وكيف تتشابك الأسباب والدوافع في نسيج معقد من الجرائم البشعة، فهل هي لذة أم انتقام؟  من هذا السؤال نكشف حكاية سفاح التجمع.


بدأت القصة في العقار رقم "279" بإحدى الكمبوندات الشهيرة بالتجمع الخامس، عندما تساءل الناس عن سر اصطفاف عربات الشرطة ورجال المباحث أمام هذا العقار تحديدًا، قبل أن تنتشر الأخبار عن مقتل ثلاث سيدات داخل غرفة "معزولة الصوت" بطريقة بشعة بعد تعذيبهن، وإلقاء جثثهن على الطرق الصحراوية بمحافظتي الإسماعيلية وبورسعيد.


القاتل هو أحد ساكني هذا العقار، يدعى "كريم"، رجل متعلم وثقافته واسعة، خريج الجامعة الأمريكية، وتيك توكر شهير يتخطى متابعوه ثمانية ملايين متابع على "التيك توك"، يقدم محتوى لتعليم اللغة الإنجليزية، أنيق في ملابسه، وجاذب في لغته، يستمع إلى محتواه التعليمي آلاف البشر، ويُعجب به مثلهن من النساء، فكيف تكونت في داخله روح الجريمة، وكيف تحول من إنسان ناجح يفيد الناس إلى سفاح قاتل ينهي حياتهم؟ 


زعم "سفاح التجمع"، أنه طلق زوجته "أخصائية التجميل"، بسبب خيانتها له مع أعز أصدقائه، ولحبه الشديد لها لم ينتقم منها، فهل كان هذا دافعه الرئيسي لينتقم من النساء حتى يرى فيهم انتقامه من زوجته؟ أم السبب هو تأثير الموسيقى الصاخبة التي كان يستمع إليها بصوت عالٍ، مع تأثير المخدرات التي كان يدمنها؟ أم أفلام الأكشن والجريمة التي كان يستمتع بمشاهدتها، خاصة فيلمه المفضل "سايكو" فيلم الرعب النفسي الذي أنتج عام 1960 بأمريكا؟ أي من هذه الأسباب دفعه لارتكاب جرائم قتل النساء؟.

منذ عام، تلقى كريم اتصالًا من سيدة تطلب منه تعليمها اللغة الإنجليزية، هنا، اشتعلت شرارة نفسه المظلمة، دعاها لشقته، وشربا معًا الخمر والمخدرات، ثم مارسا العلاقة الحميمية، فجأة انهال عليها ضاربًا بالكرباج بوحشية، معلنًا عن ميوله السادية، ربما رأى فيها صورة زوجته الخائنة، وبعد أن ضربها قتلها، وحرضه شيطانه علي ممارسة الفاحشة مع الجثة التي ألقى بها بعد فعلته البشعة في الصحراء، لتكون أول ضحاياه.
 وتكرر الأمر مع ضحية أخرى، باستخدام نفس أسلوب الاستقطاب والقتل، ثم ممارسة أفعال فاحشة مع الجثة.
ظل السفاح مجهولًا لدى رجال الشرطة، بلا اسم أو وجه، كائنًا بلا ظل، إلى أن جاءت اللحظة التي كُشف فيها السر من خلال ضحيته الثالثة "رحمة" البالغة من العمر تسع عشرة سنة، استطاع السفاح إغواءها بوعد العثور لها على عمل مناسب، شرط تعلم اللغة الإنجليزية، نجح في اصطحابها إلى بيته، لكن لسوء حظه، كانت رحمة قد اتصلت بصديق لها وحكت له التفاصيل قبل ذهابها معه.
عندما اختفت رحمة، سألت والدتها صديقها عنها، فأخبرها بما قالته له قبل رحيلها، قامت والدتها بإبلاغ الشرطة التي عثرت على كريم بعد أن رصدته كاميرات المراقبة جالسًا مع رحمة، كُشف أمر كريم محمد الملقب بـ "سفاح التجمع" وتم القبض عليه بعدما رصدته كاميرات المراقبة مع ضحيته الأخيرة، واعترف بجرائمه بهدوء وثبات دون أي ندم أو شعور بالذنب. 
اعترافات السفاح تؤكد ساديته ووحشيته، أقر أنه اعتاد التعرف علي الفتيات واصطحابهن لمسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة وتعاطي المواد المخدرة معهن ومعاشرتهن جنسيا، وعند وقوعهن تحت تأثير المواد المخدرة يعطيهن عقاقير مذهبة للوعي ثم يقتهلن ويصور مقاطع فيديو باستخدام هاتفه المحمول، ثم يرتكب أفعال جنسية غير مألوفة مع جثمان الضحايا ويلقي الجثمان في الصحراء بعد ذلك.
ما يحدث في الواقع أحيانا يفوق أبشع أفلام الرعب والجريمة، والسؤال هل انتهت قصة سفاح التجمع عند هذا الحد أم هذه مجرد البداية للكشف عن المزيد من الأسرار؟