الثلاثاء 18 يونيو 2024

الأرابيسك والمتاهات في الكنائس القوطية.. تأثير زخرفة المتاهات على الفكر الإسلامي والغربي

زخرفة المتاهات

ثقافة30-5-2024 | 17:16

إسلام علي

استخدمت زخرفة "المتاهات"، في جميع الحضارات القديمة بدءًا من العصور الحجرية إلى العصور الحديثة، امتازت هذه الزخارف في بداية نشأتها بالمعاني الثقافية، خاصة في العصور المصرية القديمة واليونانية إلى نهاية العصور الوسطي، فاحتوت العديد من المعاني الصوفية خاصة في كاتدرائيات العصور الوسطى بأوروبا. 

يعد أٌقدم أنواع المتاهات التي وصلت إلينا ترجع إلى العصر الحجري الحديث، وهي محفورة على الصخور في جزيرة كريت فضلا عن تواجدها في العديد من الأماكن في أوروبا، وظهرت مرة أخرى في العصور اليونانية، وارتبطت بالمعاني الرمزية والروحية، فعلى سبيل المثال، في العصر اليوناني ارتبطت المتاهات بأسطورة مينوتور في كريت

استخدمت زخرفة "المتاهات" في جميع الحضارات، بدءًا من العصور الحجرية القديمة حتى العصور الحديثة، في بداياتها، كانت هذه الزخارف تحمل معاني ثقافية مميزة، خاصة في الحضارة  المصرية القديمة واليونانية، واستمرت حتى نهاية العصور الوسطى، فاحتوت هذه المتاهات على العديد من المعاني الصوفية، خاصة في كاتدرائيات العصور الوسطى في أوروبا.

يعد أقدم أنواع المتاهات التي وصلت إلينا من العصر الحجري الحديث، حيث تم العثور عليها محفورة على الصخور في جزيرة كريت، بالإضافة إلى وجودها في العديد من الأماكن في أوروبا في نفس الفترة، وظهرت المتاهات مرة أخرى في العصور اليونانية، وارتبطت بالمعاني الرمزية والروحية، مثل أسطورة مينوتور في كريت في العصر اليوناني.

استحدث الرومان العديد من الأشكال الخاصة بالمتاهات، فعرفوا معناها الروحي، فتفننوا في زخرفتها بالفسيفساء، ولم يقتصر وضعها في الأماكن الدينية فقط، بل وضعت في الأماكن المدنية كالقصور. 

وكنتيجة لازدهار الفكر الديني في العصور الوسطي، وضعت الأشكال الهندسية والنباتية على أساسات من أشكال المتاهات، فأخذ المسلمون فكرة المتاهات وتم تحويلها إلى زخارف الأرابيسك التي تتميز بالأشكال الحلزونية، فانتشرت زخارف الأرابيسك الإسلامية على ضوء الفكر القديم الخاصة بالمتاهات الحلزونية.

انتشرت زخارف المتاهات في العصر القوطي في أوروبا، فوضعت هذه الأشكال في مركز العديد من الكنائس، كدليل على معناها الروحي، من أشهر الأمثلة على ذلك هي متاهة كاتدرائية شارتر في فرنسا.
وفي عصر النهضة، استخدمت المتاهات في قوالب فنية لا تحتوي على المعاني الروحية أو الدينية كالعصور السابقة، فأطمست معانيها وتم نسان أصلها الثقافي، وبدأ استخدامها في القصور الإيطالية والفرنسية كدليل على الفن المعماري فقط وليس فن الرمزيات. 

 

الجوانب الثقافية والرمزية للمتاهات

ومن الناحية الثقافية عند الإغريق، فرمزت هذه الأشكال إلى العالم المادي الذي كان بداخله وحش أسطوري يدعى مينوتور يقتل كل من يقرر الانغماس فيه، فاعتبره الإغريق "إي العالم المادي"، سجنا ينبغي الخروج منه.

وعلى الجانب الآخر، امتازت زخرفة المتاهات في العصور الوسطى، بنقل وتغيير مستوى العقل الواعي، وإدخاله في حالة روحية وإبعاده ولو لدقائق عن ضجيج العالم المادي، وذلك عن طريق ألوان ونسب هندسية محددة، فضلا عن المواقع  والأماكن التي توضع فيها هذه الزخارف، فكانت ترمز هذه الزخارف في الكنائس القوطية، إلى رحلة الحج الروحي للوصول إلى الخلاص من العالم المادي، فهي رمزية للوصول إلى الخالق. 

أما في الجانب الإسلامي، فكانت ترمز إلى الطريق الروحاني المتعرج الذي يقابل الإنسان فيه العديد من العقبات التي قد تحجزه عن الخالق، ثم يجتازها ويصل في النهاية إلى الاتحاد مع الجانب الإلهي.

وكانت المتاهات تمتلك معاني تاريخية، وهي تمثل تجسيدًا للقدرة البشرية على الإبداع وحل المشاكل المعقدة، فضلا عن التأمل والتفكير في الحياة الأبدية.