يعرف العالم عن كريستوفر كولومبوس، بأنه المستكشف الأول للأمريكتين، وذلك عند وصوله إلى الجزر الكاريبية في 12 أكتوبر من عام 1492م، ولكن يجهل العديد من الناس الجوانب المظلمة من شخصيته و دوافعه الحقيقية للوصول إلى الأراضي الجنوبية من أوروبا.
وصل كريستوفر كولومبوس إلى جزر البهاما، وبدأ بعدها مباشرة في استعباد السكان الأصليين خاصة شعوب "الأراواك والتاينو" اللذين كانوا يسكنون في جزر البحر الكاريبي وفلوريدا، وكان من سمات هذه الشعوب الطيبة والمسالمة مما عرضهم للاستغلال من قبل كولومبوس، الذي أجبرهم على العمل في المناجم.
كان كولومبوس مسئولا عن نظام يدعى "إنكوميندا"، والذي بموجبه يسمح للأسبان باستعباد هذه الشعوب بداعي حمايتهم وتعليمهم للمسيحية، واتبعه في نفس النهج الاحتلال الفرنسي والإنجليزي بعد ذلك، مما سمح لهم باستعباد الشعوب بدافع الحماية.
أشارت تقارير تاريخية متعددة، إلى أن العديد من السكان الأصليين قد تعرضوا للقتل والاغتصاب والتعذيب في حقبته، فكان من يتأخر في تلبية الحصص المفروضة عليه من العمل الشاق في المناجم خاصة جمع الذهب، يتعرض لبتر الأطراف أو القتل، فضلا عن وفاة الكثير من السكان نتيجة العمل الشاق.
وعلى جانب آخر، أحضر كولومبوس العديد من المبشرين بالمسيحية، وفرض على السكان الأصليين الدين المسيحي، وتبع ذلك تدمير الثقافات الروحية والمعابد الخاصة بالسكان الأصليين والممارسات الدينية، وذلك لآجل نشر المسيحية ما بينهم.
وفرض كولومبوس على السكان الأصليين، العديد من الثقافات الجديدة مثل القيم والعادات الأوروبية، فضلا عن اللغة الأسبانية، وذلك لأجل تدمير اللغات والثقافات القديمة، بالإضافة إلى تدمير كل الحرف الفنون التقلدية عند القبائل.
قاوم السكان الأصليين، بعدها ذلك الاحتلال الأسباني المتمثل في كريستوفر كولومبوس، وقاموا بالعديد من الثورات، ولكن لقمع هذه الثورات، قام كولومبوس بفرض النظام مرة أخرى بالقوة عن طريق الإعدامات الجماعية والتعذيب.
وفي الأخير، ما يتم تصويره عن كولومبوس في التاريخ الأوروبي دائمًا ما يكون إيجابيًا، مما يطمس الكثير من الفظائع التي ارتكبها، وهذا الطمس يساهم في التقليل من حجم الدمار الثقافي والاجتماعي الذي ألحق بالسكان الأصليين.