الثلاثاء 18 يونيو 2024

نيويورك تايمز: الهجوم العسكري على رفح الفلسطينية لن يحقق أهداف إسرائيل

جيش الاحتلال

عرب وعالم1-6-2024 | 11:20

أ ش أ

رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، اليوم السبت ، أن التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية بجنوب قطاع غزة لن يحقق أهداف إسرائيل في توجيه الضربة الحاسمة لمقاتلي حركة حماس بل سيعمق بؤس الفلسطينيين، الذين ما زالوا يواجهون الجوع على نطاق واسع.

وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إن الجيش الإسرائيلي سحب قواته من بلدة جباليا شمال قطاع غزة أمس الجمعة، تاركا وراءه مشاهد من الدمار، بينما تقدم بشكل أعمق في وسط رفح، على الرغم من رد الفعل الدولي العنيف والضغوط من الحلفاء لتقليص الهجوم الأخير والموافقة على خطة وقف إطلاق النار.

ونقلت الصحيفة عن بيان الجيش الإسرائيلي القول إن القوات الخاصة الإسرائيلية تشارك في "غارات مستهدفة مبنية على معلومات استخباراتية" في وسط رفح حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية المتاحة تجاريا والتي التقطتها شركة بلانيت لابز يوم الخميس الماضي أن الجيش الإسرائيلي أقام مواقع في أجزاء من وسط رفح، في حين يمكن رؤية المركبات العسكرية والدبابات على مشارف منطقة تل السلطان غرب رفح الفلسطينية.

وتابعت الصحيفة أنه مع احتدام القتال في غزة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم أمس الجمعة في واشنطن إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وفي بيان صدر بعد تصريحات بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "إن الحرب لن تنتهي حتى تتحقق جميع أهدافها، بما في ذلك عودة جميع المحتجزين والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية".

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من ما يقرب من ثمانية أشهر من القتال، لم تحقق إسرائيل بعد أهدافها المعلنة المتمثلة في الإطاحة بحماس وإعادة ما يقرب من 125 محتجزا لدى حماس منذ هجوم 7 أكتوبر الماضي.

وأوضحت الصحيفة أنه في بلدة جباليا الشمالية، وهي نقطة محورية أخرى للحملة الإسرائيلية في غزة، قال الجيش إنه نفذ أكثر من 200 غارة جوية خلال أسابيع من القتال العنيف مع نشطاء حماس، وإن قواته انسحبت من شرق جباليا بعد انتشال جثث سبعة محتجزين وتدمير أجزاء عديدة من المنطقة، كما إنه ما زال يقوم بعمليات قتالية في وسط غزة.

ولهذا، أعرب محللون عسكريون عن شكوكهم في أن الهجوم على رفح الفلسطينية سوف يوجه لحماس الضربة الحاسمة التي تتوق إليها إسرائيل لكنه أدى إلى تعميق بؤس الفلسطينيين، الذين ما زالوا يواجهون الجوع على نطاق واسع في القطاع ، حيث تقول الأمم المتحدة إنه منذ بدء الهجوم، انخفضت كمية المساعدات الدولية التي تصل إلى جنوب غزة بشكل حاد، على الرغم من حدوث ارتفاع طفيف في الآونة الأخيرة في وصول السلع التجارية.

ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، قوله يوم الأربعاء الماضي إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ستستمر على الأرجح حتى نهاية العام.

وكان السكان الذين عادوا يوم الجمعة إلى المنطقة التي كانت مكتظة بالسكان في جباليا وما حولها يتوقعون أن يجدوا دمارا نسبيا للمنطقة إلا أنهم وجدوا دمارا لا يوصف كما قالوا حيث نقلت عن أحد العائدين قوله إنه وعائلته ساروا على طول الطرق المدمرة لمدة ساعة تقريبا في ظل الحر الشديد ورأوا أنه لا يمكن لأي مركبة أن تتنقل في الشوارع التي تسدها أكوام الركام من المنازل والمتاجر المدمرة. وأثناء سيرهم، مر عمال الإنقاذ وهم يحملون الجرحى والقتلى على نقالات بينما تم العثور على بعض الجثث في الشوارع، وتم استخراج جثث أخرى وانتشالها من تحت الأنقاض، وكانت قد بدأت بالفعل في التحلل.

وقال عن شوارع جباليا: "حتى سيارات الإسعاف لا تستطيع المرور عبرها لنقل الجرحى والشهداء".

ووفقا للصحيفة، كانت بعض المباني قد دمرت بالفعل قبل الهجوم الإسرائيلي الأخير على المنطقة، وفقا للصور التي التقطت في أبريل الماضي، لكن بحلول أواخر شهر مايو الماضي، بدا أن المزيد من الهياكل في تلك المناطق قد سويت بالأرض وتم القضاء على جميع النباتات تقريبًا.

وتظهر صور الأقمار الصناعية لشرق رفح بتاريخ 22 مايو الماضي مشاهد مماثلة للدمار منذ بدء الهجوم هناك في أوائل مايو حيث تبدو المنطقة وكأنها أرض قاحلة قاتمة في صور الأقمار الصناعية.

وقد أعرب كبار المسؤولين الإسرائيليين عن إحباطهم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم توضيحه استراتيجية واضحة للخروج من الحرب حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس، مؤخراً إنه سيترك الحكومة إذا لم تضع خطة لغزة بحلول 8 يونيو الجاري.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى قول الجنرال شلومو بروم، عميد إسرائيلي متقاعد إنه طالما أن إسرائيل ليس لديها نهاية دبلوماسية في غزة، فإن قواتها ستظل تجد نفسها متورطة في معارك مستمرة ضد الفلسطينيين هناك.