الثلاثاء 18 يونيو 2024

مساجد تاريخية.. مسجد السلطان المؤيد شيخ فخر مساجد عصر المماليك

مسجد السلطان المؤيد شيخ

ثقافة4-6-2024 | 02:48

أحمد البيطار

يعد مسجد السلطان المؤيد شيخ أو مسجد المؤيد أحد المساجد الأثرية الشهيرة بالقاهرة، ويوصف بأنه فخر مساجد عصر المماليك، والذي بدأ بناءه منذ نحو 609 عام وتحديدًا في عام 1415م بأمر من أحد حكام الدولة المملوكية السلطان المؤيد أبي النصر الظاهري.

قصة بناء المسجد

كان موقع المسجد قديماً سجناً عرف باسم «خزانة شمائل»، ويقع حالياً بالسكرية بمنطقة الدرب الأحمر في وسط القاهرة، وتوفي المؤيد شيخ في 1421م وكانت قبة المسجد لا تزال تحت الإنشاء، وانتهى العمل بها في 1421م، وإلى ذلك الوقت كان كثير من ملحقات المسجد لم يشرع في بنائها كما هو مخطط مثل القبة القبلية وبيوت الصوفية بالخانقاه.

وقد سُجن فيه المؤيد شيخ بتهمة التآمر على البلاد، وذلك قبل أن يتولى السلطة، وقد وعد أثناء وجوده بالسجن بأنه إن خرج من هذا السجن سوف يهدمه ويقوم ببناء مسجد ومدرسة بدلًا منه، وقد أوفى بوعده بالفعل، فبعد خروجه من السجن وتولى السلطة شرع فى هدم السجن، وقام بشراء الأملاك المجاورة له، وهدمها، ثم أقام هذا المسجد الذى سُمى باسمه ومعه المدرسة، وكانا أجمل مسجد ومدرسة فى العصر المملوكى فى ذلك الوقت.

وفي المسجد ضريحين تحت القبة، أحدهما للسلطان المؤيد شيخ، والآخر لأبنائه الصارمي إبراهيم والمظفر أحمد وأبي الفتح موسى

حدود المسجد

وللمسجد أربع حدود، يطل حده الجنوبي الشرقي على شارع المعز لدين الله وبه الواجهة الرئيسية والمدخل، ويطل حده الشمالي الشرقي على شارع الأشرقية، وحده الشمالي الغربي به الميضأة ومساكن الطلبة، وحده الجنوبي الغربي يطل على شارع تحت الربع «شارع أحمد ماهر حالياً»، بينما الزاوية الجنوبية للمسجد متداخلة مع البرج الغربي لباب زويلة، ويجاور المسجد عدة مساجد أثرية أخرى مثل مسجد الصالح طلائع، وزاوية الناصر فرج بن برقوق.

 يتكون الجامع من فناء أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة، تزين الجدران وزرات رخامية ملونة بإرتفاع المحراب، وبجواره المنبر المطعم بالعاج والصدف، وعليه كتابات تحمل اسم وألقاب المؤيد الشيخ.

امتاز الجامع بظاهرة فريدة من نوعها حيث شيدت مئذنتا الجامع فوق أثر آخر وهو باب زويلة المجاور للجامع والذي يرجع للعصر الفاطمي، وأصبح كلاهما عنصرًا معماريًا متكاملًا بشكل أكثر من رائع، تحمل المئذنة الغربية اسم منشيء الجامع، والأخرى تحمل اسم محمد بن القزاز مهندس المئذنة.

ومن التحف الرائعة التي تزين هذا المسجد الباب الكبير بالمدخل وهو يحمل اسم السلطان حسن، وقد نقله المؤيد شيخ من مدرسة السلطان حسن إلى جامعه هذا، وهو من أجمل الأبواب الخشبية المصفحة بالنحاس.

نبذة عن السلطان المؤيد شيخ

السلطان الملك المؤيد أبو النصر سيف الدين شيخ بن عبد الله المحمودي الظاهري الجركسي الأصل، لُقب المؤيد شيخ بالمحمودي نسبة إلى أستاذه الخواجة محمود شاه اليزدي، ولُقب بالظاهري نسبة إلى الظاهر برقوق الذي اشتراه واعتنى به، وكني بأبي النصر للدلاله على أنه منصور في كل تحركاته وأن النصر لا يفارقه، وهو السلطان التركي الـ 28 الذي يحكم مصر والرابع من الجراكسة وأولادهم.

ولد المؤيد شيخ عام  1368م، وقدم القاهرة عام  1381م ، اشتراه الخواجة محمود شاه اليزدي تاجر المماليك، الذي باعه إلى الظاهر برقوق وكان وقتئذ أتابكاً للعسكر، فأعتقه وعنى بتربيته وتعليمه فنون الحرب من فروسية واللعب بالرمح ورمي النشاب والضرب بالسيف والمصارعة.