الثلاثاء 18 يونيو 2024

تاريخ الفنانين بالذكاء الاصطناعي

إلهام شاهين

4-6-2024 | 12:55

عمرو والى
آثار استخدام الذكاء الاصطناعى فى مجال الفن الكثير من الجدل فى أوساط الفنانين، فهناك مَن يعتبره معززاً للإبداع، وهناك من يراه مهدداً للتجربة الإنسانية التى لا تخلو من مشاعر ينقلها الفنان إلى الجمهور، وبعيداً عن هذا الجدل فقد شهدت الآونة الأخيرة تدشين مجموعة من الفنانين لمشروع جديد يهدف إلى تجديد أرشيفهم الفني، والحفاظ على ذكريات مشوارهم من خلال الرقمنة والذكاء الاصطناعى. «الكواكب» تستعرض تفاصيل هذا المشروع، وأبرز النجوم المشاركين فيه، وذلك من خلال السطور التالية. البداية جاءت عندما تعاقد عدد من الفنانين والنجوم على فكرة مشروع مبتكرة لتجديد أرشيفهم الفنى والحفاظ على ذكريات مشوارهم من خلال الرقمنة والذكاء الاصطناعى. واتفق النجوم وأبرزهم إلهام شاهين، محمود حميدة، بشرى، بسمة، أحمد زاهر، شيرى عادل وغيرهم مع شركة متخصصة لرقمنة أرشيفهم الفنى بطريقة حديثة، حيث يستهدف هذا المشروع الحفاظ على التراث الفنى بتكنولوجيا متماشية مع عصر الذكاء الاصطناعى، كما سيتم من خلاله الكشف عن أرشيف صور وذكريات خاصة لم تُنشر من قبل. وأكد هؤلاء الفنانون وغيرهم ضرورة الحفاظ على أرشيفهم الفنى، من خلال هذه الفكرة المبتكرة قبل ضياع المادة وسط العشوائية الإلكترونية، وسيتم الكشف خلال الفترة المقبلة عن تفاصيل وصور خاصة بكل فنان لم يكشفها للجمهور من قبل، وتحمل الكثير من الذكريات والمعلومات القيمة. يعد كل من محمود حميدة وإلهام شاهين وبشرى أول مَن تحمسوا للفكرة، ودعموها بقوة، ما شجع العديد من زملائهم على الانضمام إليهم؛ خوفاً من ضياع أرشيفهم الفنى مستقبلاً. بداية الفكرة وكشف المسؤول عن مشروع أرشفة تاريخ الفنانين عن طريق الذكاء الاصطناعى خالد حميدة، نجل الفنان الكبير محمود حميدة، عن إطلاق نسخته النهائية التى ستكون مرجعاً مهماً لأرشفة الفن المصرى. وأكد خالد حميدة أن ضياع المادة الخاصة للعديد من النجوم والفنانين وعلى رأسهم والده الفنان محمود حميدة كان المحفّز الأساسى لإطلاق هذه الفكرة التى تحمس لها الكثيرون. وأوضح أنه بجانب دعم وحماس الفنان محمود حميدة للمشروع، تفاعلت أسماء مهمة مع فكرة أرشفة ذكرياتهم، منهم سيد رجب وخالد الصاوى وبشرى وأحمد شاكر عبداللطيف وغيرهم. وأكد أن العديد من الفنانين لديهم تاريخ كبير يستحق الحفاظ عليه وأرشفته تقديراً لما قدموه للسينما والفن المصرى؛ أبرزهم نبيلة عبيد ولبلبة وحسين فهمى وغيرهم. واستكمل قائلاً: «تجميع أرشيف الفنانين والسينمائيين فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات أمر مهم وضرورى قبل أن يُنسى تاريخهم، ونستعين بأولادهم وأحفادهم لتجميع أكبر قدر ممكن وإتاحته عبر البلات فورم» واستطرد: «كثير من الفنانين قالوا إن المواد الخاصة بهم تمت سرقتها، أو حُرقت، كما أن الأشرطة النادرة التي تحتوى على أرشيفهم النادر تم تسجيل مواد جديدة عليها، وغيرها من القصص التي سمعتها، وجعلتنى حزيناً وحريصاً على تجميع ما تبقى من كنوز مبعثرة». وأشار خالد حميدة إلى أن المنصة التى على وشك الإطلاق ستحتوى على قاعدة بيانات قوية جداً، وستوفر أفلاماً ومسلسلات إذاعية لم يسمع عنها من قبل، وأيضاً ستكون مصدراً موثوقاً عن المعلومات الخاصة والشخصية عن الفنانين تمت مراجعتها من أصحاب الشأن شخصياً. وختم حميدة قائلاً: «المشروع مختص بنشر معلومات مصدرها الفنانين، وتمت زيارتهم فى منازلهم لجمع هذه المعلومات، والتوثيق من خلال جلسات مع الفنانين ومعرفة معلومات منهم كبيرة عن تاريخهم، فالمنصة عبارة عن بروفايل عن تاريخ الفنان من بداية حياته حتى اليوم». أهداف المشروع وخلال مؤتمر صحفى شهد حضور مجموعة من الفنانين منهم محمود حميدة وإلهام شاهين وشيرى عادل وداليا البحيرى وداليا مصطفى وسوزان نجم الدين والإعلامية بوسى شلبى وبشرى وأحمد شاكر عبد اللطيف وصفاء الطوخى، تم الإعلان عن التفاصيل الكاملة لهذا المشروع. وقال الفنان محمود حميدة: «عاصرت ذلك المشروع منذ أن كان فكرة لخالد ابنى، وكنت فى ذلك الوقت لم أملك معلومات كافية عن النظام الرقمى، وكنت غائباً عنه، وخارج وعيى تماما". وقالت الفنانة إلهام شاهين «أتمنى أن يعرف الناس الجانب المشرق للفن". وأضافت: «فى هذا المشروع سنركز على التاريخ المشرف والمحترم للفنانين». واستطردت حديثها: «تستهدف هذا المبادرة الحفاظ على التراث الفنى بتكنولوجيا متماشية مع عصر الذكاء الاصطناعى، كما سيتم من خلال المشروع الكشف عن أرشيف صور وذكريات خاصة لم تنشر من قبل» وقالت الفنانة بشرى: «الموضوع مهم لإحياء ذكرى الراحلين، والذى حمسنى لهذا المشروع أنه ليس مرتبطاً بنجومية أحد، ولكن له علاقة لأى عاشق للتمثيل ولديه أرشيف قبل مجيء السوشيال ميديا والهواتف الذكية، والذى شجعنى أنه مشروع غير هادف للربح، وأشكر الأب الروحى محمود حميدة، والمتجددة دائماً إلهام شاهين على دعمهما الدائم». وأعرب الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف عن سعادته بالمشروع قائلاً: «نجتمع فى ظاهرة تحدث لأول مرة فى مصر، وتشرفت أننى كنت فى وقت من الأوقات مديراً للمسرح القومى، وتعاملت معه بروح الطفل، واكتشفت أن هناك مجموعة من المهتمين بفن التمثيل، أقاموا جمعية للحفاظ على المسرح المصرى، والفنان المصرى بذل مجهوداً كبيراً، واليوم علينا دور أن نحافظ على الفن والفنانين من خلال هذا المشروع، كى يعرف الجميع تاريخنا الحقيقى، وأحببت أن أكون جزءاً فاعلاً فى هذه الفكرة، ونفكر كيف نحافظ على صناعتنا وهذا أمر مهم جداً للأجيال القادمة». تفاعل إيجابى وانضم الفنان سيد رجب إلى مشروع رقمنة ذكريات الفنان باستخدام الذكاء الاصطناعى للحفاظ على التراث الفنى. وقال سيد رجب إنه تحمس لهذه الفكرة وقرر الانضمام لها خوفاً على تاريخه الفنى من الضياع، ولاسترجاع ذكرياته الكثيرة. واستطرد سيد رجب فى بيان له قائلاً: «وجدت أن جزءاً من أرشيفى سيكون فرصة جيدة لذكر تاريخى ومشوار فرقة الورشة، وتذكر الزملاء الذين اقترن بهم عملى مع الفرقة؛ الأحياء منهم والذين رحلوا عن عالمنا». وهو نفس الأمر بالنسبة للفنانة لقاء سويدان والفنانة مروة عبد المنعم، حيث أعلنتا انضمامهما للمشروع. ووصفت لقاء سويدان مشروع رقمنة ذكريات الفنانين بأنه فكرة مهمة جداً، موضحة: «لو كل فنان حط تاريخه وحكاياته وخبراته وقال معلومات ناس كتير متعرفهاش عن الفن مُطعَّمة بالصور والفيديوهات هتكون حاجة كبيرة وعظيمة». وأضافت فى بيان لها أن هذا المشروع سيكون بمثابة تأريخ عن الفن والفنانين للأجيال القادمة قائلة: «كل واحد هيبقى عنده ذاكرة ديجيتال لأولاده وأسرته» أما الفنانة مروة عبد المنعم، فعبرت عن إعجابها بالفكرة قائلة: «طول عمرى بحب أى حاجة قديمة، وبشوف إنها مينفعش تترمى، وكنت بجمع حاجتى كذكريات وتاريخى لأولادى يشوفوها». وأشارت مروة عبد المنعم، فى بيان لها، إلى أنها تحمست لفكرة وجود منصة أو مكان موحد يجمع تراث الفنانين للحفاظ عليه وتجميعه بأيديهم وتركه للأحفاد فى المستقبل.