أصبحت إسرائيل وحيدة أكثر من أي وقت مضى بفعل حربها على غزة المستمر منذ السابع أكتوبر الماضي، وسط انحسار الدعم الأمريكي فيما يتعلق بمواصلة الحرب، وانعدام الدعم الأوروبي.
ويحاول الرئيس الأمريكي جوبايدن دفع الأطراف تجاه مسار التهدئة في أسرع وقت ممكن، وذلك لما كان للحرب من تأثير على شعبيته في الأوساط الأمريكية، مما يهدد سعيه للبقاء في منصبه لأربع سنوات أخرى.
على الصعيد العالمي، اختلفت الإجراءات التي اتخذت الدول في مواجهة ذلك العدوان الغاشم مابين القطيعة الدبلوماسية وتخفيض العلاقات، وصولا إلى حظر دخول الإسرائيليين إلى أراضيها، وعقوبات طالت في الوقت نفسه مستوطنيها.
واضطرت إسرائيل إلى تعديل عمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد مناقشات مكثفة مع المسؤولين الأميركيين لتجنب تجاوز "الخط الأحمر" لإدارة جو بايدن وإثارة أزمة في العلاقات مع أقرب حليف لها، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين.
وأضاف الصحيفة عن المصادر، إن إسرائيل جمدت خطتها الأصلية للقيام بعملية عسكرية بتوغل فرقتين في رفح، وهي عملية أعرب البيت الأبيض عن قلقه من أنها قد تؤدي إلى تصاعد عدد الضحايا في الصراع الذي أدى بالفعل إلى عشرات آلاف الضحايا المدنيين.
وبدلًا من ذلك، اختارت إسرائيل شن حملة عسكرية تركز على إغلاق الحدود بين غزة ومصر، بالإضافة إلى تكثيف الغارات على رفح، طبقًا للمصادر.
وأكدت أن إعادة التجهيز لخطة الحرب الإسرائيلية مكنت إسرائيل من الابتعاد عن تحذيرات الرئيس جو بايدن بأن تتجنب القيام بعملية برية كبيرة في رفح أو المخاطرة بتخفيض الدعم العسكري الأميركي.
قرار دولي لوقف إطلاق النار
وفي إطار مقترح التهدئة الإسرائيلي الذي قدمه بايدن، ستتجة الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجلس الأمن الدولي بغية تبني قرار يدعم مقترح وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت ليندا توماس جرينفيلد، المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، مساء أمس الإثنين، إن العديد من الزعماء والحكومات، بما في ذلك الزعماء في المنطقة، أيدوا هذه الخطة، مضيفة أن واشنطن تدعو مجلس الأمن إلى الانضمام إليهم في الدعوة لتنفيذ الاتفاق المطروح دون إبطاء ودون شروط أخرى.
وتتضمن المرحلة الأولى من المقترح الإسرائيلي الذي قدمه بايدن 6 أسابيع، وتشمل وقفًا كاملًا وشاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة، بالإضافة إلى إطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، في السجون الإسرائيلية.
وفي المرحلة الثانية من المقترح، يتم إطلاق سراح بقية الرهائن والجنود وإدامة وقف إطلاق النار، بينما تتضمن المرحلة الثالثة ما بعد الحرب وإعادة إعمار غزة.
وسيسمح المقترح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في جميع مناطق غزة، بما في ذلك الشمال حيث فرضت إسرائيل قيودًا طويلة الأمد، وذلك حسبما ذكر بايدن، الذي أضاف، أن المساعدات الإنسانية سترتفع لتشمل 600 شاحنة تعبر إلى غزة يوميًا، وأشار إلى أنه مع وقف إطلاق النار، يمكن توزيع تلك المساعدات بشكل آمن وفعال على كل من يحتاج إليها.
بينما سيقوم المجتمع الدولي بتسليم مئات الآلاف من الملاجئ المؤقتة، بما في ذلك الوحدات السكنية، كل ذلك وأكثر سيبدأ فورًا بعد إتمام الصفقة، على حد زعم بايدن.
اتصالًا، دعمت مجموعة الدول السبع اتفاق إطلاق النار بغزة في ضوء ماحدده بايدن، وزعمت المجموعة، أن الإتفاق سيقود إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وزيادة كبيرة ومستدامة في المساعدات الإنسانية بجميع أنحاء غزة، ونهاية دائمة للأزمة، مع ضمان مصالح إسرائيل الأمنية وسلامة المدنيين في غزة.
في الوقت نفسه، دعت المجموعة، حماس إلى قبول هذه الصفقة التي تبدي إسرائيل استعدادا للمضي بها، وحضت الدول المتمتعة بنفوذ لدى حماس على المساعدة في ضمان قيامها بذلك.
وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وكندا واليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
على الجانب الآخر، استهجنت حركة حماس ضغوط واشنطن والغرب عليها لقبول اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن غزة، على اعتبار أنها، التي تُعيق التوصل إلى اتفاق.
وقالت حماس، إن إسرائيل غير معنية بالتوصل إلى صفقة جادة في غزة، ولا تزال تراوغ تحت الغطاء الأميركي الذي يسهم في التضليل.
وتنتظر حماس موقفًا واضحًا من إسرائيل بالاستعداد لوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل من قطاع غزة، ودون ذلك، لن يجري التوصل لاتفاق.
وكانت وسائل إعلام عبرية، قد أفادت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعد شركاءه في الائتلاف بعدم وقف الحرب، مشيرًا إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق منخفضة جدًا.