الخميس 20 يونيو 2024

قصص دار الهلال النادرة| «الحسد» قصة قصيرة لـ أليفة رفعت

الحسد قصة قصيرة لـ أليفة رفعت

كنوزنا5-6-2024 | 11:10

بيمن خليل

يذخر أرشيف مؤسسة دار الهلال منذ تأسيسها عام 1892م، بالعديد من القصص النادرة، والكنوز الأدبية، المكتوبة على أيدي كتاب بارزين، وبعد مرور عقود، قررت بوابة دار الهلال، إعادة نشر هذه التحف القصصية النادرة من جديد، والتجول في عوالم سردية مختلفة ومتنوعة، من خلال رحلة استكشافية في أرشيف دار الهلال العريق.

نشرت مجلة الهلال في عددها الصادر في 1 سبتمبر 1978، قصة قصيرة بعنوان "الحسد" للكاتبة أليفة رفعت، وتتناول القصة فكرة الحسد في صداقة حميمة بين سميحة وبهيرة، ولكن هل ستظل تلك الصدقة قوية؟ إحداهن كيف تتصرف وكيف ستسير الأمور.

قصة الحسد 

بهيرة صديقتي منذ الطفولة في منزلة الأخت لي لأني بلا أخوات، وأقوم في نفسها مقام أختها التي توفيت منذ أعوام، المحبة والصداقة المتينة تربط بيننا منذ تعاهدنا على الإخلاص وأصبحنا نتكاشف بالأسرار.

قالت ذات صباح تسر لي شاكية: "أصبحت یا سميحة لا أقوى على العيش بغير كريم وهو عني لاهِ.. هذا المتمرد المستهين بمشاعري! وكلما شعر بخضوعي لحبه ازداد في تباعده وتجافيه.. منحته کل کنوزي ومع هذا قلبه حدید بارد.. إني أتعذب، احترق!..

وقلت في إخلاص حنون: "المرأة تحب وتعبد كلما تنسم الرجل في أجواء كوكبها كلمة المستحيل.. وغلطتك يا صديقتي أنك تريقين مشاعرك وتتهافتين.. فأنا تجدينني صامدة متحكمة رغم جيشان حبي لسمير، وقد تفلت مني أحيانا بارقات تحيي أمله فتتدفق مشاعره ويترامى مفتونا مدلها.. والغريب أني مع ذلك أتعذب وأحترق.. وهذا هو اللغز في الحب!".

وذهبت بهيرة صديقتي الحميمة في الحال إلى سمير ووسوست له: إلى متى ستظل مسحورا بهذه الفتاة؟ ألا تدري أنها لا تحبك نصف ما تحبها وتغدق عليها؟.. هي بخيلة لا تبذل ما يبرهن على صدق عاطفتها.. أرايت كم أنا كريمة سخية لا أنتظر المقابل من حبيبي الجاحد؟.

وفي المساء حين التقيت برجلي كشر لي عن أنيابه هادرا.. "اغربي عن وجهي يا بخيلة!.. بهيرة خر منك، تحب بصدق.. تعطى بلا مقابل".

وصرخت بكبرياء أنوثتي: "كأنك لم تكن في حياتي أبدا.. أبدا!" ومضيت لا أدري.. هل أبکي جرح قلبي والحب الذي أضاعة الكبرياء، أم أبکي تمزق نفسي وفجیعتي في الصداقة التي أضاعها الحسد.