تشتهر مصر بآثارها العريقة منذ آلاف السنين، فمنها القطع الأثرية ذات التراث الفريد، فهذه القطع من الممكن أن تكون خنجرًا أو تمثالًا أو عمودًا، وتتم دائمًا عملية البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة.
ويتم العثور على القطع الأثرية من خلال البحث والتنقيب عنها حتي يتم جمعها ووضعها في متاحفنا المصرية، فالقطع الأثرية ذات أهمية ثقافية يجب الحفاظ عليها.
تعود لوحة القرابين التي تسمى بـ "لوحة الهبات"، إلى عصر الفرعون تحتمس الثالث، وهي مصنوعة من حجر الجرانيت الأسود على شكل جعران، ويزين قمة اللوحة المستديرة قرص الشمس المجنح، الموجودة الآن بمتحف كفر الشيخ.
يتضمن الجزء العلوي من اللوحة، الفرعون تحتمس الثالث راكعًا أمام المعبودة وادجيت، وفي الجزء السفلي مقدمة مكونة من 8 أسطر؛ تشمل الأسماء والألقاب الملكية، ونجد قائمة بأنواع وأعداد القرابين والهبات التي قدمها الفرعون تحتمس الثالث لمعبد بر وادجيت بمدينة تل الفراعين بوتو.
والجدير بالذكر أن لوحة القرابين في مصر القديمة، عبارة عن لوحات حجرية، ذات قمة مستديرة على قمتها قرص الشمس المجنح، ونقش عليها تصور لمقدم القرابين أمام المعبودات وتسجيل للهبات من القرابين أو الأراضي المقدمة للمعابد عليها مقابل تمنيات للمتوفي في أن يحصل على قرابين في العالم الآخر، وكثر ظهور اللوحات في الفترة ما بين الأسرة التاسعة عشر وحتى العصر الروماني، وصُنعت لوحات الهبات من مختلف أنواع الأحجار مثل الحجر الجيري والرملي والجرانيت.
تولي الملك تحتمس الثالث حكم مصر فعليًا بعد وفاة الملكة حتشبسوت، حيث كانت الوصية على العرش لعدة سنوات، فكان ملكًا بالاسم لذلك لكونه صغيرًا جدًا، حتى أصبح واحدًا من أهم الملوك المحاربين في الدولة الحديثة، وقام بسلسلة من الحملات العسكرية جعلت مصر واحدة من القوى العظمى في العالم القديم، وخاض معركته الشهيرة في "مجدو" التي تُعد نموذجاً للتخطيط الاستراتيجي العسكري.