الجمعة 31 يناير 2025

ثقافة

ديوان العرب| أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ.. قصيدة عروة بن الورد

  • 6-6-2024 | 11:23

عروة بن الورد

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تعد قصيدة «أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ» للشاعر عروة بن الورد، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف "عروة بن الورد" بأنه أحد أبرز الشعراء في العصر الجاهلي الذين كتبوا قصائد تميزت بالوصف والإنسانية وقوة التشبيه، وعلى رأسها قصيدة «أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ».

 تعتبر قصيدة « أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 27 بيتًا، كتب عروة بن الورد هذه القصيدة ليخير زوجته بين النوم والطعام، وتحدث عن كرمه وعطائه للناس.

وإليكم القصيدة:

أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ

وَنامي وَإِن لَم تَشتَهي النَومَ فَاِسهَري

ذَريني وَنَفسي أُمَّ حَسّانَ إِنَّني

بِها قَبلَ أَن لا أَملِكَ البَيعَ مُشتَري

أَحاديثَ تَبقى وَالفَتى غَيرُ خالِدٍ

إِذا هُوَ أَمسى هامَةً فَوقَ صُيَّرِ

تُجاوِبُ أَحجارَ الكِناسِ وَتَشتَكي

إِلى كُلِّ مَعروفٍ رَأَتهُ وَمُنكَرِ

ذَريني أُطَوِّف في البِلادِ لَعَلَّني

أُخَلّيكِ أَو أُغنيكِ عَن سوءِ مَحضِري

فَإِن فازَ سَهمٌ لِلمَنِيَّةِ لَم أَكُن

جَزوعاً وَهَل عَن ذاكَ مِن مُتَأَخِّرِ

وَإِن فازَ سَهمي كَفَّكُم عَن مَقاعِدٍ

لَكُم خَلفَ أَدبارِ البُيوتِ وَمُنظَرِ

تَقولُ لَكَ الوَيلاتُ هَل أَنتَ تارِكٌ

ضُبُوّاً بِرَجلٍ تارَةً وَبِمِنسَرِ

وَمُستَثبِتٌ في مالِكَ العامَ أَنَّني

أَراكَ عَلى أَقتادِ صَرماءَ مُذكِرِ

فَجوعٌ لِأَهلِ الصالِحينَ مَزَلَّةٌ

مَخوفٌ رَداها أَن تُصيبُكَ فَاِحذَرِ

أَبى الخَفضَ مَن يَغشاكِ مِن ذي قَرابَةٍ

وَمِن كُلِّ سَوداءِ المَعاصِمِ تَعتَري

وَمُستَهنِئٍ زَيدٌ أَبوهُ فَلا أَرى

لَهُ مَدفَعاً فَاِقنَي حَياءَكِ وَاِصبِري

لَحى اللَهُ صُعلوكاً إِذا جَنَّ لَيلُهُ

مُصافي المُشاشِ آلِفاً كُلَّ مَجزَرِ

يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ

أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ

يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ ناعِساً

يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ

قَليلُ اِلتِماسِ الزادِ إِلّا لِنَفسِهِ

إِذا هُوَ أَمسى كَالعَريشِ المُجَوَّرِ

يُعينُ نِساءَ الحَيِّ ما يَستَعِنُّهُ

وَيُمسي طَليحاً كَالبَعيرِ المُحَسَّرِ

وَلَكِنَّ صُعلوكاً صَفيحَةُ وَجهِهِ

كَضَوءِ شِهابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ

مُطِلّاً عَلى أَعدائِهِ يَزجُرونَهُ

بِساحَتِهِم زَجرَ المَنيحِ المُشَهَّرِ

إِذا بَعُدوا لا يَأمَنونَ اِقتِرابَهُ

تَشَوُّفَ أَهلَ الغائِبِ المُتَنَظَّرِ

فَذالِكَ إِن يَلقَ المَنِيَّةَ يَلقَها

حَميداً وَإِن يَستَغنِ يَوماً فَأَجدَرِ

أَيَهلِكُ مُعتَمٌّ وَزَيدٌ وَلَم أَقُم

عَلى نُدَبٍ يَوماً وَلي نَفسُ مُخطِرِ

سَتُفزِعُ بَعدَ اليَأسِ مَن لا يَخافُنا

كَواسِعُ في أُخرى السَوامَ المُنَفَّرِ

يُطاعِنُ عَنها أَوَّلَ القَومِ بِالقَنا

وَبيضٍ خِفافٍ ذاتِ لَونٍ مُشَهَّرِ

فَيَوماً عَلى نَجدٍ وَغاراتِ أَهلِها

وَيَوماً بِأَرضٍ ذاتِ شَتٍّ وَعَرعَرِ

يُناقِلنَ بِالشُمطِ الكِرامِ أُلي القُوى

نِقابَ الحِجازِ في السَريحِ المُسَيَّرِ

يُريحُ عَلَيَّ اللَيلُ أَضيافَ ماجِدٍ

كَريمٍ وَمالي سارِحاً مالُ مُقتَرِ

الاكثر قراءة