أثار إعلان منظمة الصحة العالمية عن أول حالة وفاة بشرية لمصاب بسلالة من إنفلونزا الطيور المعروفة باسم (إتش 5 إن 2) في المكسيك، حالة من القلق، بشأن خطورة الفيروس وعودته للظهور وظهور سلالات جديدة منه، وهل يؤدي ذلك لخطورة على البشر أم أن الأمر غير مقلق.
فيروس إنفلونزا الطيور
وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن السلالة المعروفة من فيروس إنفلونزا الطيور والموجودة منذ مئات السنوات هي "إتش 5 إن 1"، وهي سلالة عادية وتظهر كل فترة إصابات بها، مضيفا أنه في 2005 حدث تفش للفيروس ومشكلة كبيرة لإنفلونزا الطيور، وتم إعدام مزارع كثيرة للغاية في أنحاء العالم بما فيها مصر، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه في ذلك الحين قدرت الخسائر بمليارات الدولارات بسبب إنفلونزا الطيور آنذاك، فهو فيروس يصيب الدواجن وحتى الماشية، فقد يتواجد الفيروس في ألبان الماشية، لذلك لابد من بسطرته لتجنب الإصابة به، مضيفا أن هذه السلالة العادية لا تنتقل بين البشر، لكنها يمكن أن تنتقل من الطيور أو الماشية للإنسان، وحدث ذلك في حالات قليلة، فمنذ بدء إحصاء الإصابات من عشرات السنوات وحتى الآن قدرت أعداد الإصابات به نحو 700 حالة.
وأضاف أن انتقال الفيروس بين البشر قليل ونادر للغاية، لكن الأزمة الراهنة في حالة وفاة الرجل المكسيكي أنه توفير بسلالة مختلفة وهي (إتش 5 إن 2)، فهذه السلالة لم تنتقل بالأساس للبشر، كما أن الشخص الذي توفي بالفيروس لم يكن يتعامل مع الدواجن من قبل، مضيفا أن هذا الأمر هو المثير في الواقعة ومشكلة لأنه غير معروف حتى الآن كيفية انتقاله للمتوفى، كما أن الشخص المتوفى كان مصابا بأمراض أخرى كثيرة تجعل الإصابة عند حدوثها تؤدي لتفاقم حاد، وهذه مشكلة كبيرة أيضا.
وشدد على أنه حاليا الدراسات تجرى لبحث وتحديد ما إذا كان هناك اختلاط بين المتوفى وأي حيوان مصاب أم لا، وهل الفيروس انتقل من إنسان لآخر، مشيرا إلى إنه إذا ثبت انتقاله من إنسان آخر فحينها ستكون هناك مشكلة في هذه السلالة إنها قد تنتقل من إنسان لإنسان، لكن في جميع الأحوال فإنفلونزا الطيور لا تؤدي إلى جائحة بين البشر نادرا للغاية ما يحدث أمر كذلك.
وقال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة ورئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إن إنفلونزا الطيور لا تنتقل بين البشر، إلا أن هناك تخوف من أن يحدث له تحورا فيما بعد بما يؤدي لانتقاله بينهم، مضيفا أن حالة الوفاة المعلنة في المكسيك كانت لرجل مصاب بالفعل بنمط لفيروس إنفلونزا الطيور "إتش 5 إن 2"، ولا يوجد دليل حتى الآن على أن الفيروس انتقل للمتوفى من شخص مصاب بالفيروس.
وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الدليل الأكيد حتى الآن هو أن الإصابة من الطيور وهو أمر طبيعي، فالفيروس ينتقل من الطيور إلى البشر لكن بصورة ليست كبيرة، مضيفا أن التخوف الآن من انتقاله بين البشر وهو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية، التي لديها حالة من القلق مما يعرف بالوباء "إكس".
وأضاف الحداد أن الوباء "إكس" الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية بعض العلماء تنبأوا بأن يكون لإنفلونزا الطيور وأن يتحور الفيروس ويصيب البشر، مؤكدا أنه حتى الآن لم يحدث ذلك لكن سجلت حالة وفاة لإنفلونزا الطيور لشخص تعرض للفيروس.
أول وفاة بمتحور إنفلونزا الطيور
المتوفى بسلالة إنفلونزا الطيور، هو رجل مكسيكي، 59 عاما، كان يعاني من اعتلالات طبية كامنة متعددة، وأصيب بالفيروس ودخل إثر ذلك للمستشفى، حتى توفير في 24 أبريل الماضي، وفقا لإعلان منظمة الصحة العالمية، وذلك بعد إصابته بحمى وضيق في التنفس وإسهال وغثيان وضيق عام.
ووفقا للمنظمة، فهذا الرجل هو أول حالة مؤكدة مختبريا في جميع أنحاء العالم للعدوى البشرية بالسلالة (إتش 5 إن 2) من إنفلونزا الطيور، وغير معروف حتى الآن مصدر التعرض للفيروس في هذه الحالة، إلا أنه تم الإبلاغ عن فيروسات إيه (إتش 5 إن 2) في الدواجن في المكسيك".
وفي مارس الماضي، تم اكتشاف تفش لإنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن صغيرة في ميتشواكان، المتاخمة لولاية مكسيكو حيث كان يعيش الشخص المصاب، حسبما أوضحت منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن الضحية لم يكن لديه تاريخ من التعرض للدواجن أو الحيوانات الأخرى وكان يعاني من حالات طبية كامنة متعددة، حيث أفاد أقارب له بأنه كان طريح الفراش بالفعل لمدة ثلاثة أسابيع قبل ظهور الأعراض الحادة.
وبناء على ذلك تقيم منظمة الصحة العالمية الخطر الحالي على عامة السكان الذي يشكله هذا الفيروس على أنه منخفض، وذلك وفقا للمعلومات المتاحة.