الخميس 20 يونيو 2024

الشيخ إمام.. سيرة نضال وأغنية

الشيخ إمام

ثقافة7-6-2024 | 02:38

بيمن خليل

يظل صوت الشيخ إمام من الأصوات الخالدة التي لا تُنسى، ذلك الصوت الأصيل الذي عبر عن آمال الشعب وآلام المقهورين والمظلومين، لُقِّب بـ «صوت الشعب» و«خليفة سيد درويش»، لأنه لم يكن مجرد مطرب يشدو بأغانِ الحب، بل كان صوتًا ثوريا يحمل رسالة الحرية في إطار من الملحمة النضالية، ونحتفي بذكرى وفاته في مثل هذا اليوم 7 يونيو 1995.

ولد الشيخ إمام في 2 يوليو من عام 1918م، في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة وكانت أسرته فقيرة، وهو الابن الوحيد الذي نجا في هذه الأسرة بعد وفاة 7 من إخوته الذكور، ثم أتى من بعده أخ وأخت.

تعرض إمام في السنة الأولى من عمره لمرض يسمى "الرمد الحبيبي" وعلى إثره فقد بصره، بسبب الجهل في علاجه من استخدام العلاجات البلدية التي كان يصفها البعض في ذلك الوقت، على الرغم من ذلك أعطاه الله ذاكرة قوية، وقضى طفولته في حفظ القرآن الكريم، على يد الشيخ عبد القادر ندا؛ رئيس الجمعية الشرعية في أبو النمرس.

تعلم الشيخ إمام العود على يد كامل الحمصاني، وبدأ يميل نحو التلحين، حيث كتب العديد من الكلمات ولحنها، وبعد إحدى زياراته لحي الغورية، احترف الغناء هناك والتقى مجموعة من أهالي قريته فانخرط معهم في عالم الموسيقى والعمل بالإنشاد وتلاوة القرآم الكريم.، كما التقى في هذه الفترة بأحد كبار علماء الموسيقى وهو الشيخ درويس الحريري الذي أعجب بصوته وتبناه في تعليم الموسيقى، وكذلك تعلم من الشيخ زكريا أحمد.

وفي رحلته الغنائية، وجد الشيخ إمام شريكًا له في الكلمة والنضال، وهو الشاعر الثائر أحمد فؤاد نجم، الملقب بالفاجومي، فكونا معا ثنائيا عظيما، امتزجت فيه الكلمة الصادقة مع اللحن الطربي، ليتركا لنا أغاني مازالت في الوجدان.

في منتصف الثمانينيات، حصل الشيخ إمام على دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإقامة بعض الحفلات في فرنسا، وحققت حفلاته إقبالًا جماهيريًا ونجاحًا كبيرًا، وسافر بعدها في جولات غنائية في الدول العربية والأوروبية، حيث كانت حفلاته تحظى بإقبال كبير، لكن الخلافات بدأت تنشب بينه وبين ثلاثي فرقته، إمام ونجم ومحمد علي عازف الإيقاع ولم تنته إلا قبل وفاة الشيخ إمام بفترة قصيرة.

ومن أشهر أغانيه، "صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر"، و"مصر يمة يا بهية"، و"جيفارا مات"، و"شيد قصورك"، و"أنا رحت القلعة وشفت ياسين" وغيرها من الأغاني الشعبية التي عبرت عن المجتمع الذي عاش فيه، كما ساند ودعم الشيخ إمام القضية الفلسطينية وغنى لها العديد من الأناشيد ومنها "يا فلسطينية" و"فلسطين دولة بناها الكفاح" وغيرها.