الثلاثاء 18 يونيو 2024

لماذا تلاحق صواريخ إسرائيل مكاتب الأونروا في فلسطين؟.. تقرير يوضح

الأونروا

تحقيقات7-6-2024 | 23:32

محمود بطيخ

منذ بدء الحرب في قطاع غزة، والأونروا هي الأيد الناعمة التي تقدم المساعدات الإنسانية إلى المواطنين، المستهدفين من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وعملت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، من البداية على توفير أماكن آمنة لساكني القطاع والمحاولة بكل السبل الممكنة أن توفر المأكل المشرب للأطفال والشيوخ والنساء وكل قاطني القطاع.

إلا أنه وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، بدأ جيش الاحتلال توجه صواريخه إلى الأونروا فقصف مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة، ومن ناحية أخرى أشغل المستوطنون النار في مقرها الميداني في القدس.

ومن هنا يأتي السؤال لما تتعرض الأونروا للانتهاكات من قبل قوات الاحتلال.

نشأتها وبداية عملها في قطاع غزة

تأسست الوكالة بقرار من الأمم المتحدة في عام 1949، بموجب القرار رقم 302 (د-4) من الجمعية العامة، بهدف تقديم الدعم والحماية وكسب التأييد لحوالي 5.6 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، لإنهاء معاناتهم.

تتم تمويل الأونروا من خلال التبرعات الطوعية التي تُقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

يعمل في الوكالة أكثر من 30 ألف موظف في خمس مناطق عمليات مختلفة، لتقديم الدعم بشكل مباشر.

تضم الأونروا مقرين رئيسين في عمان وغزة، بالإضافة إلى مكاتب ميدانية في كل من الأردن، ولبنان، وسوريا، والضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية)، وقطاع غزة، إضافة إلى مكاتب اتصال في نيويورك، وواشنطن، وبروكسل، والقاهرة.

محاولة التضليل على الأنوروا

تعرضت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لموجة من الانتقادات اللاذعة، حيث حاول المستفيدون تشويه سمعتها بوساطة معلومات مضللة، وشملت الانتقادات الموظفين والعمليات التي تقوم بها في فلسطين، وتفاقم الوضع بشكل كبير منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023.

اتهمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 12 من موظفي الأونروا بالتورط في هجوم شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، دون تقديم أي دليل يثبت هذه الاتهامات.

أدت هذه الاتهامات إلى تجميد مساعدات عدة دول كانت تقدمها للأونروا، وأثارت القلق داخل المنظمة مما دفع بعض المستوطنين والمتظاهرين في الضفة الغربية المحتلة إلى استهداف موظفيها، وحتى طالبوا بتفكيك الوكالة نفسها، ما يعتبره الفلسطينيون خيانة من قبل المجتمع الدولي.

بعض الموظفين الذين تم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية في غزة بعد اعتقالهم، أكدوا أنهم تعرضوا لضغوط من السلطات الإسرائيلية لإدلاء بشهادات كاذبة تشير إلى صلة الوكالة بحركة حماس.

وفي إطار هذه الأحداث، كشف تقرير صادر عن الأونروا في فبراير 2024 عن تفاصيل مزاعم بسوء المعاملة داخل السجون الإسرائيلية، وكانت هذه المزاعم قدمتها مجموعة من الفلسطينيين المجهولين، بمن فيهم عدد من العاملين في الوكالة، وهذا دفع إلى دعوات لإجراء سلسلة من التحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان بعد انتهاء الحرب.

اتهامات الإسرائيل في حق الأونروا

أشار مسئولون إسرائيليون إلى أن مشكلة الأونروا ليست مقتصرة على بعض الأفراد المتورطين في أحداث طوفان الأقصى، بل تمثل بالأساس ملاذًا لأيديولوجية حماس المتطرفة.

ومع ذلك، تؤكد الأونروا التزامها بقيم الأمم المتحدة والمبادئ الإنسانية الأساسية، وتتخذ إجراءات حاسمة عندما يُثبت انتهاك سلوك موظفيها أو تقديم دلائل على انحيازهم، مع تطبيق عقوبات تأديبية مثل الغرامات والإيقاف وخفض الرتبة، وفي بعض الحالات إنهاء الخدمة.

ويُشير بعض الأشخاص إلى أن حماس تُحول المساعدات التي تقدمها الأونروا، لكن حتى الآن لم تتوفر دلائل محددة تثبت تلك الادعاءات، ولاسيما فيما يتعلق بالتحويل المنهجي للمساعدات في غزة من قبل حماس أو جماعات أخرى.

وزعمت إسرائيل أن المدارس التابعة للأونروا تُستخدم الكتب المدرسية التي تمجد الإرهابيين وتعزز الكراهية لإسرائيل، إلا أن الواقع يظهر أن الأونروا تعتمد المناهج التي تقدمها الحكومة المضيفة، مع اتباع أفضل معايير التدريس المتوافقة مع قيم الأمم المتحدة واليونسكو، وتقوم بمراجعة الكتب المدرسية بانتظام لضمان توافقها مع هذه القيم والمعايير، وتتخذ إجراءات صارمة ضد أي خطاب يحتوي على الكراهية أو التحريض على التمييز أو العنف.

وختامًا.. لا يوجد الكثير لقوله عما تقدمة منظمة الأونروا في قطاع غزة، إلا أنها تعد الملجأ للكثيرين الذين يعانون في قطاع غزة، والضفة الغربية، بسب التضييق عليهم من قبل سلطات الاحتلال، وما تقوم به إسرائيل في نهاية الأمر هو أنها تحاول أن تمنع عن الفلسطينيين شريان الحياة الذي يساعدهم على العيش، لتقطع عنهم كل السبل التي تمكنهم من العيش بحرية مثل باقي شعوب العالم.

ومن هنا يأتي السؤال أين المجتمع الدولي مما تقوم به إسرائيل من انتهاكات دولية سواء في حق ساكني قطاع غزة والضفة الغربية، وكأنه لا يكفي ما تقوم به منمجازر في حق الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم البيوب على ؤؤوس ساكنيها كذلك تحاول قطع عنهم كل ما يمكنهم من العيش بما في ذلك الأونروا.