صدر حديثا كتاب «التراث الخفي: الأسطورة السومرية والرواية الخليجية للسيرة الهلالية» للكاتب والباحث فتحي عبد السميع، عن دار وعد للنشر والتوزيع، ولوحة الغلاف للفنان محمود الشنقرابي، ويقع الكتاب في 210 صفحة من القطع المتوسط.
يتكون الكتاب من قسمين متداخلين، ويبدأ بمقدمة عن التراث الخفي الذي يتم نقله من منطقة تراثية قديمة، إلى منطقة تراثية أحدث منها بقرونٍ طويلة، وبشكلٍ تختفي فيه ملامح المنطقة الأولى أو تذوب في المنطقة الجديدة، وتعيش بشكل خفي في ظل مناخٍ سياسي وديني واجتماعي مختلف.
وينطلق القسم الأول «الرواية الخليجية للسيرة الهلالية» من ملاحظة غياب الرواية الخليجية للسيرة الهلالية، رغم انطلاق السيرة منها، ووجود أحداث كثيرة وقعت في نجد وبلاد السرو وعبادة، ورغم وجود روايات كثيرة للسيرة في الشام وشمال إفريقيا وجنوبها.
ويتكون هذا القسم من أربع نقاط، تتضمن «حكاية العقيلي» و«حكاية الأميرة عالية»، بالإضافة إلى قصة «أبو زيد العقيلي»، التي تتألف من ثلاث نقاط: «خلاصة أحداث الهلالية»، و"تحرير الهلالية من بني هلال»، و«سيرة الهلالية كتجربة إنسانية»، والنقطة الرابعة تتعلق بالرواي والمقدس.
ويذهب الكاتب إلى وجود رواية خليجية للسيرة، لكنها مفقودة، ويمكن اقتفاؤها في الحكايات الشعبية الصغيرة من خلال قراءة تلك الحكايات قراءة فنية تقدر الرموز وترصد التلميح قبل التصريح، ويقدم الكتاب نموذجا تطبيقيا يكشف من خلاله كيفية اختفاء الهلالية في الحكايات الشعبية.
أما القسم الآخر «الأسطورة السومرية في السيرة الهلالية»، فيذهب إلى أن الأسطورة السومرية تعيش في طيات السيرة بشكل خفي ويقوم بذكر الشواهد التي تؤكد ذلك، وتثير الكثير من الأسئلة الجديدة حول الهلالية التي يعتبرها الكاتب عملا إبداعيا إنسانيا رفيع المستوى، وينادي بتحريرها من بني هلال وتاريخهم.
وفي خاتمة كتابه قال الكاتب إن هذا الكتاب يأتي في إطار اهتمامه بالتراث الخفي، والذي بدأته بدراسة بعنوان «المسيح الخفي»، المنشورة في كتابه «وجوه شهريار»، ويعني بالتراث الخفي تلك المادة التراثية التي تنتشر في نصوص أدبية لا علاقة لها بتلك المادة الأولى في الظاهر، وتبدو بعيدة كل البعد عنها، بحيث يقرأها الدارسون المتخصصون دون أن ينتبهوا لها.
وأشار إلى أن التراث الخفي هو التراث الذي يسري في طيات التراث الأحدث دون أن يترك علامات تجعلنا نتعرف عليه بسهولة، بل يذوب ذوبانا شديدًا في التراث الأحدث، ولا يمكننا رصده أو اكتشافه بسهولة، وقد لا نكتشفه.
عن الكاتب
فتحي عبد السميع هو شاعر وباحث مصري حاصل على جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2023، من مواليد محافظة قنا عام 1963م، رئيس تحرير «سلسلة الإبداع الشعري» التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأمين عام مؤتمر أدباء مصر «دورة المشهد الشعري» في الإسكندرية عام 2009م، وأمين عام مؤتمر إقليم وسط وجنوب الصعيد عام 2011م، وعضو اتحاد كتاب مصر، ومنسق مهرجان الجنوب للشعر العربي، وعضو مجلس إدارة مركز الثقافة اللامادية بجامعة جنوب الوادي.
صدر للكاتب العديد من الدواوين والكتب البحثية والنقدية، ومنها، الخيط في يدي ـ هيئة قصور الثقافة 1997، تقطيبة المحارب ـ كتاب حتحور، 1999 ط 2 مكتبة الأسرة 2002، خازنة الماء ــ شعرـ المجلس الأعلى للثقافة 2002، فراشة في الدخان ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2002، تمثال رملي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2012، الموتى يقفزون من النافذة ـ هيئة قصور الثقافة 2013، أحد عشر ظال لحجر ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2016، عظامي شفافة وهذا يكفي، مختارات شعرية، دار بتانة 2023.
ومن الكتب النقدية والفكرية صدر له، الجميلة والمقدس ـ نقد ـ دار الهلال 2014، القربان البديل ـ طقوس المصالحات الثأرية ـ الدار المصرية اللبنانية، 2015، شعرية الحدث، مختارات وقراءة نقدية، الهيئة العامة لقصور الثقافة 2015، الشاعر والطفل والحجر ـ سيرة ذاتية ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2016، وجوه شهريار، سلسلة كتاب اليوم، العدد، 711 مؤسسة أخبار اليوم، ديسمبر 2022.