فريضة الحج خصها الله سبحانه وتعالى بزمان معين ومكان محدد، فجعل زمانها أشهر الحج (شوال، ذي القعدة، وذي الحجة)، وجعل مكانها مكة المكرمة البلد الحرام، وأقام مواقيت مكانية ليحرم عندها من قصد البيت حاجا أو معتمرا.
والإحرام هو أول عمل يقوم به الحاج أثناء أدائه فريضة الحج، وهو الدخول في المناسك بالامتناع عن المحرمات.
ومواقيت الإحرام، هي محطات للاستعداد وبوابات يتهيأ فيها ضيوف الرحمن لدخول بيت الله الحرام، وشرعت تعظيما له، ويلزم الحاج أو المعتمر الإحرام منها سواء كان قادما بالطائرة أو عن طريق البر أو البحر.
وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الأماكن بشكل مفصل ومحدد، فجعل لكل جهة من الجهات ميقاتا للإحرام، وهي خمسة أماكن للإحرام، بناء على المنطقة التي يأتي منها الحاج.
- أهل المدينة ومن يأتي من جهتهم، ميقات "ذو الحليفة"، والحليفة تصغير الحلفاة، وهو نبات معروف، وسمي المكان بذي الحليفة لكثرة ذلك النبات فيه؛ وهو أبعد المواقيت عن مكة المكرمة بمسافة نحو 420 كيلومترا، ويعرف اليوم بـ "أبيار علي".
- أما أهل الشام ومصر والسودان والمغرب العربي وعموم أفريقيا والقادمون عبر البحر، فميقاتهم عند "الجحفة" وهي قرية قديمة اجتحفها السيل وجرفها فزالت، وتبعد عن مكة بمسافة 187 كيلومترا، وهي قريبة من مدينة رابغ شمال غربي مكة (تبعد عن مكة 204 كلم) والتي يحرم منها الحجيج اليوم.
- أما ميقات أهل المشرق فهو "ذات عرق" وهو لأهل العراق وإيران ومن كان في جهتهم، ويبعد عن مكة شرقا مسافة قدرها 92 كيلومترا.
- وبالنسبة لأهل نجد والقادمين من جهتهم.. فميقاتهم في "قرن المنازل" ويعرف اليوم بـ (السيل الكبير) وهو قريب من الطائف ويبعد عن مكة بمسافة 94 كيلومترا.
- أما أهل اليمن والجنوب والقادمون من جهتهم، فميقاتهم "يلملم" ويلملم اسم لجبل في تلك المنطقة، والمكان يسمى اليوم بـ" السعدية" ويبعد عن مكة 115 كيلومترا.
ويحرم القادمون جوا لأداء مناسك الحج مقابل أحد المواقيت الخمسة، ومن كان في مكة فيحرم من بيته أو من المسجد الحرام.
ولا يجوز للحاج أو المعتمر تجاوز هذه المواقيت إلا بعد الدخول في نية الإحرام وارتداء لباس الإحرام، إن كان مريدا للنسك.