علاقات آثمة وشاذة ، ومخدرات، ونعذيب ، وقتل.. هكذا يمكن تلخيص رحلة سفاح التجمع حتي وصوله إلي محكمة الجنايات بعد أن قررت النيابة العامة فى بيانا لها إحالته للمحكامة بتهمة قتل ثلاث سيدات ، لمعاقبته فيما نسب إليه من وقائع القتل المقترن بإحراز الجواهر المخدرة وتقديمها للتعاطي والاتجار بالبشر.
بدأت خيوط جرائم المتهم تتكشف منذ العثور على جثمان لسيدة مجهولة ملقى بطريق 30 يونيو فى بور سعيد، فبادرت النيابة العامة بالانتقال لمسرح الجريمة لمعاينته ومناظرة الجثمان، وأصدرت قرارها برفعِ البصمات العشرية والتصوير الجنائي لجثة المجني عليها وصولًا لتحديد هويتها، وندبِ الطب الشرعي لتشريح الجثمان، وطلبِ تحريات الشرطة التي توصلت إلى تحديد شخصيتها وشخص قاتلها الذي تعرف عليها واصطحبها لمسكنه بدائرة قسم شرطة القطامية لتعاطي المواد المخدرة، وحال وقوعها تحت تأثير تلك المواد، قام بقتلها وتخلص من جثمانها بمكان العثور عليه، فأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره، ونفاذًا لذلكَ أُلقِيَ القبض عليه من مسكنه والسيارة التي استخدمها في نقل الجثمان وكذا هاتفيْه الخلوييْن.
سفاح التجمع أقر في التحقيقاتِ بأنه اعتاد التعرف على الفتيات واصطحابهن لمسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة، وتعاطي المواد المخدرة معهن، ومعاشرتهن جنسيًا، وحال وقوعهن تحت تأثير تلك المواد المخدرة، يقوم بإعطائهن عقاقير مذهبة للوعي، ثم يقتلهن ويصور تلك المقاطع باستخدام هاتفه.
وأقر المتهم بواقعة قتل المجني عليها التي أيدها فحص وتفريغ النيابة العامة للهاتفيْن؛ حيث أسفر ذلك عن وجود مقاطع فيديو يظهر بها المتهم حال إتيانه أفعالًا جنسية غير مألوفة مع جثمان المجني عليها، كما أسفر عن ارتكاب المتهم لواقعة مماثلة مع سيدة أخرى، كان قد عُثر على جثمانها يوم السبت الموافق الثالث عشَر من شهرِ أبريل الماضي على جانب الطريق -في اتجاه محافظة الإسماعيلية-، وقد حرر عنها المحضر الرقيم ٩٠٩ لسنة ٢٠٢٤ إداري مركز القنطرة غرب.
وقامت النيابة العامة بمطابقة ما أسفر عنه ذلك الفحص من صور لتلك السيدة وما بجسدها من علامات مميزة توصلت النيابة العامة لشخص تلك السيدة، وبمواجهة المتهم أقر تفصيليا بواقعة قتلها، فانتقلت النيابة العامة رفقة المتهم بالانتقال إلى مسكنه حيث أجرَى محاكاة تمثيلية لكيفية ارتكاب الواقعتيْن، وأرشد عن مكان احتفاظه بالأدوات المعدة لتعاطى المواد المخدرة، وكميات من العقاقير الطبية آنفة البيان، كما عُثر على المتعلقات الشخصية لإحدى المجني عليهما.
وحصرت النيابة العامة حالات العثور على الجثامين المجهولة، التي جرت في وقت معاصر للواقعتيْن آنفتيْ البيان، وفي محيط مسكن المتهم، فوقفت على واحدة منها -حرر عنها المحضر الرقيم ١٩٠٥٣ لسنة ٢٠٢٣ جنح التجمع الأول- تتشابه معهما في ذات ظروفهما؛ حيث ثبت بتقرير الطب الشرعي؛ العثور بأحشاء المجني عليها -في تلك الواقعة- على ذات العقار الطبي الذي يستخدمه المتهم حال معاشرته للمجني عليهن والذي ضبطته النيابة العامة بمسكنه، فطلبت التحريات بشأنها فجاءت مؤكدة ارتكاب المتهم لواقعة قتل المجني عليها الثالثة، وبمواجهة النيابة العامة له أقر بارتكابها على غرار سابقتيْها.
وأوضحت، أنه ما تأكد بنتيجة الاستعلام الصادر من النيابة العامة عن الأرقام الصادرة والواردة من وإلى هاتفيْ المتهم وهواتف المجني عليهن وتحديد نطاقها الجغرافي بالتزامن مع واقعات العثور على جثامينهن، الذي بتحليله أسفر عن وجود المتهم والمجني عليهن بمسكنه وبمحل العثور على الجثامين في زمان ارتكاب الواقعات الثلاث، كما تأكد أيضًا بفحص النيابة العامة لآلات المراقبة المثبتة بمحطات تحصيل الرسوم بطريق ٣٠ يونيو في اتجاهيه، من عبور المتهم لها تزامنًا مع تخلصه من جثمانيْ المجني عليهما الأولى والثانية. فأمرت النيابة العامة بحبس المتهم، وجارٍ استكمال التحقيقات التي لم تسفر حتى الآن عن ثبوت ارتكاب المتهم لوقائع قتل أخرى، وتم تكليف جهات البحث.
المتهم كشف في اعترافاته خلال التحقيقات عن كثير من الوقائع المثيرة وقال إن أول من علمته هذة الافعال المشينه هى الدادة التى ربته :"كانت أول علاقة لما بابا وماما سافروا حفل عمرو دياب وسابونا لوحدنا".
كما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على سيدة تدعى "حنان"، لاتهامها بالتورط في واقعة "سفاح التجمع".
وكشفت التحريات أن المتهمة كانت تستقطب الضحايا للمتهم.
قررت الجهات المختصة في محافظة بورسعيد حبس المتهمة 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
وأثبتت التحقيقات أن رجال الأمن توصلوا إلى تورط "حنان" في القضية، مما دفع النيابة إلى إصدار قرار بضبطها وإحضارها.
كما كشفت لبنى، زوجة "سفاح التجمع" ، عن تفاصيل مرعبة ومعاناة طويلة عاشتها معه، حيث أوضحت أنها عاشت معه حياة مليئة بالتهديدات والعنف، موضحة أنها لم تر ابنها منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأوضحت لبنى،أنها تعرفت على كريم "سفاح التجمع"، منذ عشر سنوات، وكان يهددها ويضربها بانتظام بعد الزواج، حتى أنه حاول قتلها عدة مرات.
وأكدت لبنى أن كريم كان مختلفًا تمامًا داخل المنزل وخارجه، حيث كان يظهر بشخصية مختلفة أمام الناس، مشيرة إلى أنها حاولت مرارًا وتكرارًا التواصل مع ابنها، لكنها لم تتلقى أي رد، وكانت تعيش في خوف دائم من كريم ووالدته، التي وصفتها بأنها متورطة في تصرفاته السيئة وتدعمه في أفعاله.
وكشفت أيضًا أن كريم كانت لديه مشاكل مشابهة في أمريكا، وأن والدته اشترت له شهاداته الأكاديمية وهي التي ختمتها، مؤكدة أنه لا يحمل الجنسية الأمريكية.
لبنى أعربت عن رغبتها الشديدة في استعادة حضانة ابنها، مشددة على أنها ستلجأ للقانون لتحقيق ذلك، كما نفت معرفتها بأي فيديوهات نشرت على "الدارك ويب"، وأكدت أنها تحتاج إلى ابنها، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، بجانبها بسبب خوفها المستمر من كريم وأسرته.