السبت 27 يوليو 2024

حكومة الحرب جاءت لتصنع الأمجاد فوقفت على الأطلال.. الداخل الإسرائيلي لـ نتنياهو: حان وقت الرحيل

حكومة الحرب الإسرائيلية

تحقيقات10-6-2024 | 14:29

محمود غانم

الكثيرمن الغموض يحوم حول مصير حكومة الحرب الإسرائيلية، بعد تقديم ثلاثة وزراء استقالتهم منها، بسبب سياسات رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تعيق قرارات إستراتيجية مهمة لاعتبارات سياسية، حسبما ذكروا.

وجاء قرار استقالة كل وزير على حدى، ففي البداية قدم بيني جانتس، الوزير في حكومة الحرب استقالته، حيث علل ذلك قائلًا: "إن نتنياهو يمنعهم من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي".

وكان جانتس  قد هدد الشهر الماضي بأنه سيستقيل من حكومة الحرب، إذا لم يوافق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على خطة لفترة ما بعد الحرب في غزة بحلول الثامن من يونيو.

لم تمضي سوى دقائق حتى أعلن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، جادي آيزنكوت، هو الآخر تقديم استقالته، متهمًا نتنياهو بتجنب اتخاذ قرارات حاسمة مطلوبة لتحقيق أهداف الحرب.

وبالمثل، قدم حيلي تروبير من حزب "معسكر الدولة" استقالته من حكومة الطورائ، أسوة بقرار "جانتس"و"آيزنكوت".

حكومة الطورائ الإسرائيلية
كان الهدف الأساسي من تشكيل حكومة الحرب الإسرائيلية، هو صناعة أمجاد تضاهي الحاصل عام 1967، لكن ما جرى كان مغايرًا لذلك تمامًا.

وأعلن عن تشكيل حكومة الحرب الإسرائيلية -الحالية- في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي شنتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، وذلك لأول مرة منذ عام 1967، من أجل قيادة حالة الحرب التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية ضد حركة حماس في قطاع غزة.
 

وضمت حكومة الحرب نتنياهو وجانتس ووزير الدفاع الحالي يوآف جالانت، بالإضافة إلى كل من القائد السابق للجيش من حزب جانتس جادي آيزنكوت ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر مراقبين.

وجاء تشكيل الحكومة نظرًا لاهتزاز ثقة الإسرائيليين بالحكومة والجيش، حيث تزايدت المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة طوارئ، وقد تعززت هذه الدعوات بعد اتضاح حجم الخسائر التي ألحقتها المقاومة في الصفوف الإسرائيلية.

وعلى مدى شهور الحرب بدى الخلاف بين جانتس ونتنياهو جليًا واضحًا، حول السياسات المتعلقة بالحرب على غزة، فيما يحظى الأول بدعم شعبي واسع، يضاهي الأخير، وأحيانًا أظهرت استطلاعات الرأي تفوقه، بالإضافة إلى ثقة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.

وفي وقت سابق، أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية أن 48% من الإسرائيليين يفضلون جانتس في رئاسة الحكومة، مقابل 34% حصل عليها نتنياهو.

والشهر الحالي، أظهر استطلاع لصحيفة ذاتها، أن 42% من الإسرائيلين يفضلون جانتس في رئاسة الحكومة، مقابل 34% يفضلون نتنياهو لهذا المنصب، في حال جرت انتخابات في إسرائيل اليوم، في حين قال 24% من الإسرائيليين إنهم لا يملكون رأيًا محددًا بشأن الشخص المفضل لديهم لقيادة الحكومة.

ما تأثيرات الاستقالة؟

وحول ذلك، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية عن دبلومسي غربي، إن كل دول الغرب الداعمة لإسرائيل بدأت تدرك أن الاستمرار بدعمها بعد استقالة الوزيرين في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس وغادي آيزنكوت بات أصعب.

وأضاف "الدبلوماسي"، أنه لم يبق في دائرة صنع القرار من نرى أنه شريك سوى وزير الدفاع، مشيرًا إلى أن جميع حكومات الدول الكبرى في الغرب لا تقيم علاقات مع وزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف.

أصداء الاستقالة في الداخل الإسرائيلي

في البداية، علق نتنياهو بالقول"ليس الوقت المناسب للانسحاب، بل وقت توحيد القوى"، مضيفاً "بابي سيظل مفتوحاً أمام أي حزب صهيوني مستعد للمساعدة في تحقيق النصر على أعدائنا، وضمان سلامة مواطنينا".

من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إن قرار جانتس وجادي آيزنكوت بالخروج من الحكومة الفاشلة مهم وصائب، مضيفًا "حان وقت استبدال هذه الحكومة المتطرفة بحكومة عاقلة تعيد الأمن والمخطوفين، وتستعيد مكانة إسرائيل الدولية".

فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعلون:" الحكومة الوهمية الفاسدة فقدت شرعيتها برحيل جانتس وآيزنكوت".

وتابع: "الحكومة التي تسببت في أسوأ فشل أمني في تاريخنا ليس لديها تفويض أو رغبة لإخراجنا من الأزمة"، متهمًا إياها بعدم القدرة على اتخاذ قراربشأن إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، مطالبًا بإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن من أجل إنقاذ البلاد من الدمار.

في الوقت نفسه، دعا زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان إلى تشكيل ائتلاف صهيوني، قائلًا:" إعلان جانتس انسحابه من الحكومة جيد، وحتى لو جاء متأخرًا فهو خير من عدمه، حان الوقت لتشكيل ائتلاف صهيوني".

على الجانب الآخر، ندد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، باستقالة جانتس، التي وصفها بأنها تأتي لأسباب سياسية غير مسؤولة، وهدفها تفكيك التلاحم، داعيًا "الأحزاب الصهيونية" للإنضمام إلى حكومة الوحدة من أجل تحقيق النصر، مضيفًا:" استقالة غانتس حققت ما كان يهدف إليه السنوار ونصر الله وإيران".

في حين، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن جفير، من نتنياهو أن يضمه إلى "مجلس الحرب"، متابعًا:" حان الوقت لاتخاذ قرارات شجاعة وتحقيق ردع حقيقي وتحقيق الأمن لسكان الجنوب والشمال". 

وفي هذا الإطار، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، إن انسحاب بيني جانتس من حكومة الطوارئ لا يغير الواقع. 

وأضافت، أنه تقع على عاتق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية إقرار الصفقة المقترحة لتبادل الأسرى.