قدمت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية تحليلاً في عددها الصادر اليوم حول محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاحتواء الأحزاب المعارضة من اليمين المتطرف داخل فرنسا، خاصة بعد نجاحها في انتخابات الاتحاد الأوروبي الأخيرة.
وفي مقالها الافتتاحي، أشارت الصحيفة إلى أن قرار ماكرون بحل الجمعية الوطنية والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة يعتبر رهانًا محفوفًا بالمخاطر، مشيرة إلى أن الناخبين الفرنسيين يجب أن يختاروا بين الأحزاب الرئيسية والمجموعة القومية المتشككة في مبادئ أوروبا، والتي قد تجعل فرنسا في صراع مع الاتحاد الأوروبي.
وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبي فوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة ماري لوبان بنسبة 31.5% من الأصوات، وهو ما جعل حزب ماكرون يحصل على المركز الثالث.
ورأت الصحيفة أن ماكرون يواجه خيارات محدودة في هذه المرحلة الحرجة، حيث يجب عليه الانتظار إلى نهاية فترته الرئاسية في حال فوز الأحزاب اليمينية بالانتخابات المبكرة، مما قد يقلل من نفوذه ويجعل من الصعب عليه إعادة بناء ائتلاف انتخابي.
وأكدت الصحيفة على أهمية مشاركة فرنسا بشكل كامل في الاتحاد الأوروبي، وعلى ضرورة تجنبها السقوط في يد اليمين المتطرف.
وفي الختام، أشارت إلى أن المواجهة المتوقعة مع اليمين المتطرف في فرنسا قد تؤدي إلى تبعات خطيرة على الديمقراطية الفرنسية ومستقبل أوروبا.