يعد أصل لعبة الشطرنج إلى الآن مجهولا، فالبعض ينسبها إلى بلاد فارس أو الهند، نسب ابن خلدون تلك اللعبة لرجل هندي يسمى "صصه بن داهر" وكان رجل ذا صيت بحكمته في عصور الهند القديم، ووجد في بلاد الهند لعبة تسمى "شاتورانجا"، وهي تعني باللغة الهندية ذات الفروع الأربعة للجيش الهندي، وهم العربات والفرسان والفيلة بالإضافة إلى المشاة، لكن لم تكن هذه اللعبة كالشطرنج الحالي، ولكن ربما كانت سلفها في الماضي البعيد ومنها نبعت.
ذكر في إحدى المخطوطات التي ترجع إلى بلاد فارس في القرن الرابع عشر الميلادي، أن سفيرا حضر إلى البلاط الفارسي ومعه شطرنجا، ومنذ ذلك الحين، نقل المسلمون في بلاد فارس تلك اللعبة إلى العرب.
أجرى الفرس بعض التعديلات على هذه اللعبة، وبعدها أخذها المسلمون منهم ونقلوها إلى أوروبا، تم تعديل بعض القطع سواء عند العرب أوالغرب، مثل "الملك" الذي تحول إلى "الملكة"، و"الفيل" الذي تحول إلى "الأسقف" و"العربة" أصبحت تدعى القلعة، فضلا عن البيدق وهو الجندى المشاة.
عرفت لعبة الشطرنج عند العامة والخاصة، منذ ابتداعها، ففي الدولة الإسلامية، أعجب بها العديد من الخلفاء، واشتهر أعلام الدولة الإسلامية بلعب هذه اللعبة ومنها "ابن النديم"، وأبو بكر الصولي، والعدني وإبن النديم.
ويذكر أيضا أن الموسيقي العراقي أبو الحسن علي بن نافع الموصلي، هو الذي نقل تلك اللعبة إلى الأندلس في القرن التاسع الميلادي، ومنذ ذلك الوقت أنتشرت هذه اللعبة في العديد بين المستعربين والمسيحيين في الأندلس، ووصلت هذه اللعبة إلى فرنسا، عن طريق انتشارها في شمال أسبانيا.
وكانت أولى السجلات الرسمية التي تذكر الشطرنج في أوروبا، تعود إلى عام 1058، وذلك عندما نقلت إدارة الكونتيسة أرمسند قطع الشطرنج من برشلونة إلى دير القديس جايلز، في فرنسا، وبعدها حث الكاردينال دامياني من أوستيا البابا غوريغوري السابع بحظر انتشار هذه اللعبة بين رجال الدين.
وعلى الجانب الآخر، وجدت قطع الشطرنج في مدن أسيا الوسطى المختلفة مثل فرغانة وسمرقند وذلك في القرن السابع والثامن الميلادي، ومنها إنتقلت إلى روسيا، وفي القرن العاشر الميلادي، كان للفايكنج فضل كبير في قطع الشطرنج والنقود العربية إلى الإسكندنافية في القارة الأوروبية.
وجاء في أحداث أحداث الملحمة الإيسلندية، التي كتبت عام 1155، أن الملك الدنماركي "كنون الكبير"، كان يلعب الشطرنج، فضلا عن الإثباتات التاريخية على أن لعبة الشطرنج كانت تلعب في أيسلندا، وفي الثماني قرون الأخيرة، تطور الشطرنج بعدها كثيرا إلى أن وصل في منتصف القرن الثامن عشر لنموذج شطرنج آلي.
وأهدى المجري وولفغانغ دي كمبيلين لملكته الإمبراطورة ماريا تيريزا التي كانت مهووسة بالشطرنج، آلة روبوت تسمى المسلم الحديدي وسميت فيما بعد "التركي العثماني، وأخذت الآلة تلعب الشطرنج بمهارة فائقة وتهزم لاعبين من المستوى الرفيع آنذاك، وكانت هذه الآلة أول مزيج من الهندسة الميكانيكية والحيل العجيبة؛ قد حشر داخلها لاعب شطرنج بارع. وكان الناس يسافرون أميالاً ليشاهدوا أعجوبة الروبوت اللاعب الذي يلبس العمامة والزي العثماني مدةً دامت خمساً وثمانين سنة.