السبت 18 يناير 2025

تحقيقات

تنسيق مصري أردني فلسطيني.. سياسيون: القمة الثلاثية استمرار لمباحثات التهدئة في غزة ووقف العدوان

  • 11-6-2024 | 23:11

القمة الثلاثية

طباعة
  • أماني محمد

قمة ثلاثية بين مصر والأردن وفلسطين، استضافها الأردن اليوم، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني ابن الحسين، عاهل الأردن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمناقشة مستجدات الأزمة الراهنة في عزة، على هامش انعقاد مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة بالأردن اليوم.

وأكد سياسيون أن هذه القمة من شأنها التنسيق الثلاثي لبحث التهدئة في غزة، في ظل العدوان المستمر منذ ثمانية أشهر.

رؤية واضحة

ويقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك جهودا مستمرة ساعة بساعة ويوم بيوم، لمتابعة الأوضاع في غزة وفي سبيل المزيد من الضغط القانون والدبلوماسي والسياسي على الاحتلال ووقف العدوان على فلسطين وقطاع غزة تحديدا، سواء بمؤتمرات أو لقاءات ثنائية أو متعددة الأطراف أو مباحثات هاتفية.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن هذه المباحثات تؤدي لكشف الأمور أمام صانع القرار في مختلف بلدان العالم، مؤكدا أن مصر والأردن هما الدولتان الأكثر امتلاكا لرؤية واضحة في العالم العربي، كما أن لهما تجربتين في عقد اتفاقيات سلام مع إسرائيل دون مواربة وتبادلوا السفراء والبعض بشكل حمى أمن البلدين.

وأشار بيومي إلى أهمية استمرار التنسيق والمباحثات في هذا الصدد لتقديم المساعدات لقطاع غزة في ظل ما يعانيه من تدهور في الوضع الإنساني، موضحا أن القمة الثلاثية اليوم خاصة والمؤتمر الإنساني للاستجابة الطارئة لغزة، هما استكمال للمزيد من عرض القضية على أكبر ساحة ممكنة بما يحقق خطوات إيجابية في اتجاه حل القضية الفلسطينية.

وقال إن الحل أمامه معركة طويلة للغاية ويجب إعداد العدة والتعامل مع المعركة بطول النفس وعدم التعجل واستمرار الضغط بكل السبل في سبيل حل القضية الفلسطينية بناءا على حل الدولتين، مشددا على أهمية تنظيم البيت الفلسطيني من الداخل، فوضع إعادة وضع قطاع غزة على المسار الديمقراطي من خلال سلطة فلسطينية منتخبة بصفة شرعية سواء كانت النتيجة مسؤولون من حماس أو من غيرها لكن أن يكون من يمثلون الشعب الفلسطيني تحديدا في غزة منتخبون بطريقة شرعية.

ولفت إلى أن الأقدر على هذا الأمر هما مصر والأردن بالتشاور مع السلطة الفلسطينية والقيادات الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر على أطيب علاقة مع كافة الأطراف من كل الفصائل الفلسطينية.

 

ضرورة لمواجهة التحديات

ومن جانبه، يقول الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إن القمة الثلاثية اليوم في الأردن تعكس مرحلة من مراحل التنسيق المشترك على المستوى الإقليمي بين الدول الثلاثة، بالقيادة المصرية والتنسيق المستمر مع الطرفين الأردني والفلسطيني بصفة دائمة، فظل حجم التحديات المتصاعد بشكل كبير.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن التحديات المرتبطة بفكرة المصالح والقوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، والتي حد حلقاتها الأزمة في غزة، والمستمرة للشهر السابع حاليا، مشيرا إلى أن التنسيق يعكس حجم العلاقات المشتركة التي تجمع الدول الثلاث كمان مصر والأردن وفلسطين .

وأكد أنه منذ اللحظات الأولى مصر كان لها دور ريادي في التعامل مع هذه الأزمة وخطت خطوات سريعة في إطار محاولة احتواء الموقف من خلال عقد قمة القاهرة التي كانت في الأيام الأولى من الأزمة في أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن مصر أيضا واصلت التنسيق بشكل مستمر، فحجم اللقاءات والاتصالات التي تمت على مستوى مصر والأردن في الفترة الأخيرة تجاوز 12 لقاءا تقريبا.

وشدد على أن هناك تفاعل مشترك على مستوى اللقاءات وعلى مستوى الاتصالات المباشرة بين القيادتين المصرية والأردنية في هذا التوقيت، وهذه الاتصالات تعكس أن مصر لديها رؤية متعلقة بحجم التهديدات التي تمثلها هذه الأزمة في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر على كافة الأطراف، ليس فقط من خلال الأزمة الفلسطينية ولكن التصعيد على القوى الإقليمية ممثلة في مصر من جانب والأردن من جانب آخر.

ولفت الشيمي إلى أن هناك محاولة لتفريغ القضية الفلسطينية من محتواها وتصفيتها عن طريق تهجير أهل قطاع غزة من أراضيهم، وفي مرحلة تالية سيتجه الجانب الإسرائيلي الى التعامل مع سكان الضفة في اتجاه تهجيرهم ناحية الأردن، مشيرا إلى أن هذا يمثل بطبيعة الحال تهديدا للأمن القومي الإقليمي بشكل عام والمصري الأردني بشكل خاص وتهديد للقضية الفلسطينية.

وأكد أن مصر تتصدى لهذه التهديدات بطريقة تعكس حجم الدور المصري وأهمية أن يكون هناك رؤية متعلقة بهذا الدور، ومن ثم أهمية التنسيق المشترك ما بين الدول الثلاث، مشيرا إلى أن هذا يتجسد من خلال الحلقات التفاوضية في الفترة الأخيرة، وخاصة عمليات التفاوض التي تأخذها مصر مع الأطراف المعنية في هذه الأزمة في ظل مشاركة أمريكية قطرية.

وأشار إلى أن الموقف المصري يقوم على عدة مرتكزات منها الحلول السلمية من جانب، وأن يكون هناك محاولة كسر استراتيجية تجويع الشعب الفلسطيني والحصار في ظل حجم جرائم الحرب التي ترتكب من يوم لآخر تجاه الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن هذا ما أكدته القيادة المصرية في الفترة الأخيرة في أكثر من حدث.

وأضاف أن مصر والأردن يلعبان أدوارا مستمر في تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، فعلى مدار سنوات طويلة، لدى البلدين إرثا طويلا في التعامل مع إسرائيل، فكانتا في مطلع الدول التي أرادت أن يكون هناك في التعامل في ظل أطر السلام والتهدئة في المنطقة، فمصر خاضت حرب ضد إسرائيل بالفعل ولكن مع انتهاء هذه الحرب اتجهت مصر للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي، وتلتها الأردن.

وقال إنه لهذا السبب من المهم أن يكون هناك تنسيق مستمر مصري وأردني لكافة مراحل الصراع وليس فقط من أجل حل هذه الأزمة الأخيرة، لأنه وفقا الرؤية المصرية لم يكون هناك مخرج للصراع العربي الإسرائيلي إلا من خلال وجود طرق سلمية تتحول من خلالها هذه الأزمة إلى منفذ إيجابي للشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود طويلة من الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بما يلي تطلعات الشعب الفلسطيني ويحقق مطالبه المشروعة، لذلك من المهم استمرار التنسيق المصري الأردني، كنقطة انطلاق لتنسيق اكبر على المستوى العربي، لان حجم المخاطر والتحديات لا تطول فقط مصر الأردن، ولكن تمارس تجاه كافة الأطراف الإقليمية العربية بشكل عام.

 

القمة الثلاثية

وخلال القمة، أكد القادة الثلاث ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار بقطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2735 الصادر بالأمس 10 يونيو والقرارات الدولية والأممية الأخرى ذات الصلة، فضلاً عن تشديدهم على الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية في ظل تداعياتها الكارثية أمنياً وإنسانياً، ومطالبتهم بالنفاذ الكافي والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق القطاع، وفتح المعابر البرية كونها الوسيلة الأكثر فاعلية في إيصال المساعدات الإغاثية، وانسحاب إسرائيل من مدينة رفح الفلسطينية.

وجدد القادة تأكيدهم ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ودعوا لتكاتف الجهود الدولية لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية، ذات السيادة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية، بوصفها السبيل الوحيد لمنع توسع الصراع وتحقيق السلام والاستقرار والتعايش بالمنطقة، فضلاً عن رفضهم للممارسات الإسرائيلية في مدن الضفة الغربية المحتلة، ورفضهم لأي مساس بالمقدسات الدينية أو محاولات توسيع الأنشطة الاستيطانية.

وأكد الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس أهمية دور مصر المحوري في جهود الوساطة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ودعى الزعماء الثلاثة المجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بالقانون الدولي ووقف عدوانها الغاشم ضد أهالي قطاع غزة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة