الخميس 20 يونيو 2024

قصص دار الهلال النادرة.. «قصة توأمين» للأديب الأمريكي الفكاهي مارك توين

قصة توأمين

كنوزنا12-6-2024 | 12:39

بيمن خليل

يذخر أرشيف مؤسسة دار الهلال منذ تأسيسها عام 1892م، بالعديد من القصص النادرة، والكنوز الأدبية، المكتوبة على أيدي كتّابًا بارزين، وبعد مرور عقود، قررت بوابة دار الهلال، إعادة نشر هذه التحف القصصية النادرة من جديد، والتجول في عوالم سردية مختلفة ومتنوعة، من خلال رحلة استكشافية في أرشيف دار الهلال العريق.

نشرت مجلة الهلال في عددها الصادر في 1 مايو 1944، قصة قصيرة للأديب الأمريكي الفكاهي مارك توين، تدور القصة حول فكرة "تؤامين"، يعتقد الناس أن واحدا منهم قد مات، حيث لا يعرفون بالتحديد أيهما هو الذي مات وأيهما لا يزال على قيد الحياة؟ هناك سر غامض يحيط بموتهما، فيا ترى ما هو هذا السر؟

نص القصة

س: هل هذا أخوك؟

ج: نعم، نعم! لقد ذكرتني به الآن، نعم أنه كان أخي.. وكان اسمه "وليم"، وكنا نحن نسميه "بل"، مسكين أنت يا بل!.

س: مسكين! لماذا؟ أهو قد مات؟

ج: أظن ذلك.. وإن كنا لا نجزم بذلك، فإن في الأمر سرا غريبا لم ندركه إلى الآن.

س: إنه لأمر يدعو إلى الأسف البالغ، إلى الحسرة الشديدة، لقد اختفى ولم تعرفوا مقره، أليس كذلك؟

ج: نعم اختفى، فقد دفناه.

س: دفنتموه دون أن تعرفوا إذا كان قد مات أو لم يمت؟!

ج : لا، لا! لا شيء من هذا القبيل.. لقد كان ميتا كل الموت!.

س: إني إذن لا أفهم مما تقول شيئا، إذا كنتم قد دفنتموه، وكنتم تعرفون أنه مات.

ج: لا، لا، كنا نظن أنه مات.

س: الآن فهمت، تعني أنكم ظننتموه ميتا، ثم ردت إليه الحياة!.

ج: كلا، لم ترد إليه الحياة، لم يحدث شيء مثل هذا بل مات وظل ميتا.

س: إني لم أسمع في حياتي شيئا مثل هذا، شخص مات، ثم دفن، فأي سر يحيط بهذه المسألة الواضحة.

ج: لا، ما زال في الأمر سر خطير، صدقني أننا لم نعرف بعد سر المسألة، فقد كنا توأمين، وقد اختلط أحدنا بالآخر وهم يغسلوننا في الحمام، وما زلنا في بداية العمر.. أذكر أن ذلك حدث بعد ولادتنا بأسبوعين اثنين، ثم حدث أن غرق أحدنا، ولكنا لا ندري مَن الذي غرق، فبعضهم يظن أن الذي غرق هو "بل" وبعضهم يعتقد أنني الذي غرقت.

س: حقا، هذا سر عجيب، ولكن ما رأيك أنت في الأمر؟

ج: الله وحده يعلم سر الأمر، وإن هذه الحادثة المخيفة المؤلمة قد نشرت فوق حياتي كلها غمامة سوداء، ولكني أستطيع أن أفضي إليك بسر لم أطلع عليه أحدا من قبل، لقد كان لأحد الطفلين علامة خاصة به، بقعة كبيرة في ظهر يده اليسرى، وكان ذلك الطفل هو أنا، والذين شهدوا الطفل بعد غرقه يقولون أنهم رأوا في ظهر يده اليسرى هذه العلامة، وبذلك عرفت من منهما الذي غرق، أو منهما لا يزال حيا..