الثلاثاء 18 يونيو 2024

مفدي زكرياء.. شاعر الثورة الجزائرية ومؤلف نشيدها الوطني

مفدي زكريا

ثقافة12-6-2024 | 10:54

بيمن خليل

تحتفل الجزائر اليوم بذكرى ميلاد الشاعر الجزائري الكبير مفدي زكرياء، مؤلف النشيد الوطني الجزائري «قسما»، وشاعر الثورة الجزائرية، والذي أثرى الحركة الأدبية والسياسية بإسهاماته وكان له دور فعال في النضال الوطني.

يعد الشاعر الكبير مفدي زكرياء من أبرز شعراء الثورة الجزائرية وأيقونة الأدب الوطني، كان صوتًا مدويًا للتحرر من الاستعمار الفرنسي، من خلال قصائده الحماسية التي اشعلت روح المقاومة في نفوس الجزائريين، وسطر بكلماته ملحمة النضال من أجل الحرية والاستقلال.

ولد مفدي زكرياء في 12 يونيو 1908م، ببني يزقن، إحدى القصور السبع لوادي مزاب، فب غرداية، بجنوب الجزائر، واسمه الحقيقي هو «الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى»، ونال لقب «مفدي» من زميله في الدراسة الفرقد سليمان بوجناح، وأصبح هذا اللقب هو اسمه الأدبي الشهير.

بدأ مفدي زكرياء تعليمه بحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ اللغة العربية، ثم واصل تعليمه في مدينة تونس بسبب عمل والده هناك، حيث التحق بجامعة الزيتونة وتخرج فيها، خلال فترة إقامته في تونس عاصر شعراء تونسيين بارزين وارتبط بهم مثل الشاعر محمد العربي الكبادي، وأبو القاسم الشابي، مما أثرى مسيرته الأدبية.

شارك مفدي بفعالية في الحركة الأدبية والسياسية، وعندما اندلعت الثورة الجوائرية، انضم إليها ليصبح شاعر الثورة الذي يردد أناشيدها، وعضوًا في جبهة التحرير، هذا الانخراط في النضال الوطني جعل السلطات الفرنسية تعتقله مرات متتالية، قبل أن يتمكن من الفرار من السجن عام 1959، حيث أرسلته جبهة التحرير إلى خارج الحدود، فجال في العالم العربي.

ألّف مفدي زكرياء النشيد الوطني الجزائري «قسمًا»، الذي بدأ استخدامه عام 1963 بعد استقلال الجزائر عن فرنسا، لحن هذا النشيد الموسيقار الكبير محمد فوزي 1956، وقدمه هدية للشعب الجزائري، حيث نال القبول لما يحتويه من حماسة وطنية.

من أبرز الأعمال الأدبية للشاعر الجزائري مفدي زكرياء: ديوان «تحت ظلال الزيتون»، «اللهب المقدس»، «من وحي الأطلس»، « إلياذة الجزائر»، بالإضافة إلى عدد من دواوين الشعر التي لا تزال مخطوطة تنتظر من يقوم بإحيائها.

رحل مفدي زكرياء عن عالمنا في يوم 17 أغسطس 1977، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وتراثًا نضاليًا عظيمًا، بعد رحلة طويلة من العطاء والكفاح من أجل وطنه الجزائر.