ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) الأمريكية أن زعماء مجموعة السبع يسابقون الزمن في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن استخدام الأرباح من الأصول السيادية الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا في محاولة لتعزيز الدعم لكييف، وذلك في الوقت الذي يواجهون فيه وابلا من الصعوبات السياسية على الصعيد الداخلي. وقالت الصحيفة - في مقال أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الخميس - إن اتفاقا محتملا بشأن خطة لأعضاء مجموعة السبع لإقراض ما يصل إلى 50 مليار دولار لأوكرانيا بدعم من العائدات المستقبلية من الأصول الروسية ، من المتوقع أن يكون محور القمة السنوية للمجموعة التي تبدأ اليوم الخميس في منطقة بوليا بجنوب إيطاليا.
ولكن المفاوضات حول شكل الصفقة قد وصلت إلى نهايتها، إذ تفاوضت عواصم مجموعة السبع حول شكل الاتفاق بما في ذلك من سيتحمل المخاطر النهائية لقرض لأوكرانيا فضلا عن الكيفية التي سيتم بها توزيع الأموال. ونسبت الصحيفة إلى جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي قوله - في حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة بينما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسافر إلى إيطاليا أمس الأربعاء - إنه متفائل بشأن التوصل إلى اتفاق..مضيفا :"أعتقد أننا نحرز تقدما جيدا في التوصل إلى نتيجة يمكن من خلالها استخدام تلك العائدات من تلك الأصول المجمدة بشكل جيد".
وأشارت (فاينانشيال تايمز) إلى أن القمة تأتي في وقت يشهد اضطرابات سياسية في عدد من الدول الرئيسية في مجموعة السبع ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، إذ يخوض بايدن سباقا صعبا ضد الرئيس السابق دونالد ترامب. ومن المقرر إجراء الانتخابات في المملكة المتحدة في 4 يوليو مع توقع إقالة ريشي سوناك من منصب رئيس الوزراء إذ من المرجح أن يخسر حزبه المحافظ أمام حزب العمال للمرة الأولى منذ 14 عاما.
وفي الوقت نفسه تمخضت انتخابات الاتحاد الأوروبي التي جرت الأسبوع الماضي عن ارتفاع عدد الأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا وألمانيا، مما وجه ضربات قوية للمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللذين دعيا إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة تبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال مسؤولون غربيون : إن الاتفاق على تقديم دعم إضافي لأوكرانيا باستخدام الأصول المجمدة سيكون علامة على أن زعماء مجموعة السبع ما زالوا متحدين في دفاعهم عن كييف، فضلا عن أولويات سياستهم الخارجية الأوسع. ومضت الصحيفة تقول : إن دول مجموعة السبع تبذل جهودا حثيثة من أجل إقناع إسرائيل وحماس بالاتفاق على صفقة لوقف إطلاق النار والتي من شأنها أن تمهد الطريق لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، والذي سيكون أيضا محور المناقشات في بوليا.
لكن المحادثات بشأن أوكرانيا وروسيا - بما في ذلك الأصول المجمدة - سوف تهيمن على القمة، بحسب الصحيفة.. ويأتي ذلك وسط مناشدات مستمرة من القيادة الأوكرانية للحلفاء الغربيين لتقديم المزيد من الدعم العسكري لكييف في الوقت الذي تحارب فيه روسيا.
وقال سوليفان ك :"إن الاتفاق بشأن الأصول المجمدة سيتضمن إطارا محددا تماما بشأن ما سيتضمنه.. لكنه أضاف أنه سيتعين على الخبراء أن يستقروا على "التفاصيل التشغيلية الأساسية لأي شيء يتم الاتفاق عليه في إيطاليا"...ضمن إطار زمني محدد". وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي :"ما زلنا نتجادل حول الجوانب الفنية، وبشكل أساسي من أجل أن يعمل الأمر وفقا للخطوط التي وضعناها..في مرحلة ما يجب تغطية المخاطر المتبقية من خلال شخص ما".
وقال دبلوماسيون من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الكتلة - التي تمتلك الأغلبية الساحقة من الأصول السيادية الروسية التي جمدتها الدول الغربية في الأيام التي أعقبت الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022 - لن توافق على تحمل مخاطر مالية لدول أخرى.
ومضت الصحيفة تقول : إنه لم يكن بوسع بروكسل أن تعطي ضمانات قوية للولايات المتحدة بأن عقوباتها ــ التي تجمع أرباحا على الأصول الروسية بقيمة نحو 3 مليارات يورو سنويا، ويتعين تجديدها كل ستة أشهر ــ ستظل سارية إلى أجل غير مسمى، ومن ثم فإن كل دولة ستحتاج إلى لتحمل شريحة من المخاطر.
وفي حين أن هناك اتفاقا واسع النطاق على إجمالي الحزمة البالغة 50 مليار دولار إلا أنه لا يوجد اتفاق حول كيفية حساب الشرائح الفردية، إذ يرى بعض المسؤولين أنها يجب أن تعتمد على الناتج المحلي الإجمالي في حين يقترح آخرون تقسيمها على أساس المبلغ النسبي للأصول المجمدة التي يحتفظ كل عضو في مجموعة السبع بها في أراضيه.
وقال شخصان مطلعان على المحادثات : إنه من المتوقع أن يلعب البنك الدولي دورا في صرف الشريحة الأمريكية من حزمة القروض.
وعلى الرغم من خلافاتهم، كان القادة مصممين على التوصل إلى اتفاق في بوليا حيث سيشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه من المتوقع أن يلتقي بايدن بزيلينسكي بشكل منفصل في القمة للتوقيع على اتفاقية أمنية ثنائية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية.