الأربعاء 26 يونيو 2024

شِعره تميز بالكشف عن تعقيدات النفس البشرية.. سالفاتوري كوازيمودو الحائز على جائزة نوبل

الشاعر الإيطالي سالفاتوري كوازيمودو

ثقافة17-6-2024 | 17:40

إسلام علي

يعد الشاعر والمترجم الإيطالي، سالفاتوري كوازيمودو، من أبرز الشخصيات الأدبية في القرن العشرين، والجائز على جائزة نوبل للأدب عام 1959، ولد "سالفاتوري كوازيمودو" في 20 أغسطس 1901، في موديكا، صقلية، وكانت عائلته تنتمي إلى الطبقة العاملة، فكان والده يعمل كمهندس سكك حديدية، انتقلت عائلته عدة مرات خلال طفولته بسبب عمل والده، التحق كوازيمودو بالمدرسة التقنية في مسينا، ثم التحق بجامعة بوليتكنيكو في باليرمو لدراسة الهندسة.

انتقل "سالفاتوري" بعدها إلى روما في عام 1919،  حيث عمل كمهندس في البداية، ولكنه سرعان ما تحول إلى الأدب والشعر، تزوج مرتين، وكانت حياته الشخصية مليئة بالصعوبات والمآسي، بما في ذلك وفاة زوجته الأولى، والتي أثرت بشكل كبير على شعره وأعماله.

 

أسلوبه الأدبي

تتميزت أعمال كوازيمودو بالعديد من المميزات التي جعلته من أهم رجال الأدب في القرن العشرين، فكان دائما ما يتجه إلى الطبيعة، التي صارت جزءً أساسيا من شعره، حيث يصف جمال صقلية وتأثير الطبيعة على الحياة الإنسانية، واتصف شعره أيضا بمشاعر الحزن والوحدة والبحث عن معاني الحياة.

 

أعماله الشعرية

بدأ "كوازيمودو" بنشر قصائده في أوائل العشرينيات، ولكن مجموعته الشعرية الأولى "المياه واليابسة" نشرت في عام 1930، تضمنت أعماله العديد من المجموعات الشعرية، التي تعكس تطور أسلوبه وموضوعاته عبر السنين.

 

المجموعة القصصية "أوبرا بوفيرا"

عكست هذه المجموعة الشعرية، تأثيرات الطبيعة و موطنه صقلية على حياته، والتي عبر فيها عن تفاصيل الحياة اليومية، مع التركيز على الجوانب الصغيرة التي تشكل جوهر الوجود الإنساني، فضلا عن انعكاس مشاعر الزهد والتقشف في الأبيات بشكل عام، حيث يقدم صورة للحياة التي تخلو من الترف وتعتمد على الأساسيات.

وعبرت القصائد عن بحث الإنسان الدائم عن معنى وجوده وأهمية الحياة بالرغم من بساطتها، اعتمد كوازيمودو في هذه المجموعة على الصدق العاطفي والتجرد من التزييف، مما يتيح للقراء التعرف على عمق المشاعر الإنسانية.

 

"الأمواج والمحال"

نشرت هذه المجموعة الشعرية للمرة الأولى عام 1934، والتي أبرز فيها "كوازيمودو"، اهتمامه المتزايد عن المواضيع الإنسانية، والعلاقات بين البشر في الإطار السيكولوجي، فضلا عن تعبيرة عن تأثير التغيرات الاجتماعية في المجتمع، استخدم "كوازيمودو" في هذه القصدية الرموز للتعبير عن الأفكار الإنسانية، بالإضافة إلى لغته الغنية بالمجازات والتعبيرات العميقة.  

 

"الأرض الموعودة"

نشرت في عام 1950، وأوضح فيها الشاعر تجربته في الحياة ومستوى النضج الذي يصل إليه بعدما استطاع أن يتخطى كل عقبة من العقبات في حياته، وعكست تلك الأبيات الحكمة والتفكير العميق في معنى الحياة، فضلا عن التأثر الواضح  لكوازيمودو في تلك الأبيات عن الأفكار الفلسفية عن الكون والإنسان.

 

المجموعة الشعرية "المياة واليايسة"

تتضمن قصائد وصف جمال الطبيعة وتأثيراتها على الإنسان، وتعبر عن ارتباطه العميق بموطنه صقلية، وجمال بيئتها الطبيعية،  حيث وصف بشكل تفصيلي الطبيعة والأماكن، يشمل شعورا قويا بالحنين إلى الماضي وإلى الوطن.

"الفجوات"

اختلفت هذه القصيدة عن السابق، حيث تناول فيها الشاعر الصراعات الداخلية والتجارب الشخصية، إذ عبر عن التوتر الداخلي الذي كان ينتابه في يوم من الأيام، بالإضافة إلى استخدامه للغة مظلمة وكئيبة التي عكست الحالة النفسية للشاعر.

 

آراء النقاد

حظي كوازيمودو بتقدير كبير من النقاد، الذين أشادوا بقدرته على التعبير العميق عن المشاعر الإنسانية وتعقيداتها، والبعض الآخر، منهم بعض النقاد يرون أن شعره يعكس تحولاته الشخصية والفكرية، مما يجعل كل مجموعة شعرية تعبر عن مرحلة مختلفة في حياته، اعتبره البعض أحد أهم الشعراء في الأدب الإيطالي الحديث بسبب تجديده للأسلوب الشعري وقدرته على الجمع بين البساطة والعمق الفلسفي.

 

مجال الترجمة

كان كوازيمودو أيضا مترجما ماهرا، حيث ترجم أعمالا لأدباء مثل شكسبير وكاتولوس وسافو، وقد أثرت ترجماته على أسلوبه الشعري وزادت من تقديره بين القراء والكتاب.

 

توفي "سالفاتوري كوازيمودو" في 1968، بعد أن ترك إرثا أدبيا كبيرا، حيث تستمر أعماله في إلهام القراء والنقاد حتى اليوم.