الأربعاء 26 يونيو 2024

رحلة عبر الزمن مع أعمال الكاتب الأرجنتيني لويس بورخيس الحاصل على جائزة نوبل

الكاتب الأرجنيتي خورخي بورخيس

ثقافة17-6-2024 | 18:59

إسلام علي

يعد الكاتب والشاعر الأرجنيتي، خورخي لويس بورخيس، أحد أعظم الأدباء في القرن العشرين، ولد  لويس في بوينس آيرس في عام 1899،  ومكث هناك معظم حياته، على الرغم من أنه سافر كثيرًا في شبابه، فعاش في جنيف لأجل الدراسة وتخرج من جامعتها، ورحل بعدها إلى كامبردج وعاش فيه لفترة، نشر أول مجموعة شعرية له في عام 1923، واستمر بعدها في نشر العديد من  المقالات والقصص القصيرة والتي أصبحت سببا في شهرته.

 

أسلوبه الأدبي 

تميز أسلوب "بورخيس"، الأدبي بتعدد الطبقات والتشابك بين الحقيقة والخيال، كما أنه كان منفتحا على التأثيرات العالمية والثقافات المتعددة، ورغم أن بورخيس لم يكن فيلسوفا بمعنى الكلمة، إلا أن أعماله تحتوي على أفكار فلسفية عميقة تتعلق بالميتافيزيقيا، الزمن، والوجود، فكان بورخيس مهتما بالمتاهات واللانهائية، مما يعكس اهتمامه بالفلسفة الوجودية والبنائية.

 

أعماله الأدبية

يحتوي عمله "خيالات" والذي صدر عام 1944، على قصص قصيرة تتناول موضوعات معقدة مثل المتاهات، الزمن، والوجود، وتشمل قصصا شهيرة مثل "تلون، أوقبار، أوربس ترتيوس" و "مكتبة بابل"، عكست هذه القصص اهتمام بورخيس بالأفكارالفلسفية والمفاهيم الميتافيزيقية.

صدر عمله الآخر، "الآلف"، عام 1949، وتضمن قصصا قصيرة تستكشف موضوعات مثل اللانهائية والمتاهات

وعلى الجانب الآخر، كتب لويس العديد من المقالات والتي من بينها، "تحقيقات أخرى"، والتي احتوت على مقالات فلسفية ونقدية تتناول موضوعات متنوعة تشمل الأدب، الزمن، والميتافيزيقيا، وعرض بورخيس في هذه المقالات تأملاته الفكرية العميقة وتحليلاته الأدبية التي تجمع بين الفلسفة والنقد الأدبي.

وفي مجال الشعر، ألّف العديد من المجموعات التي من أشهرها، "حماسة بوينس آيرس"، هذه المجموعة الشعرية تعبر عن حب بورخيس العميق لمدينته بوينس آيرس، والذي تناول فيها  الأماكن والشخصيات والأجواء التي تشكلت في ذاكرته، وتظهر جوانب مختلفة من الحياة في العاصمة الأرجنتينية.

استكشف في عمله الثاني، "الآخر، نفسه" موضوعات الهوية والذات، عكس بورخيس في هذه القصائد رحلته الشخصية والفكرية، ويستكشف العلاقات المعقدة بين الذات والآخر، وكذلك التغيرات المستمرة في الهوية.

آراء النقاد

بورخيس حظي بتقدير واسع من النقاد، الذين أشادوا بإبداعه اللغوي وقدرته على دمج الفلسفة والأدب بطرق جديدة ومبتكرة، بعض النقاد يعتبرونه معلمًا للأدب الحديث، أحد أعظم كتاب القرن العشرين، ومع ذلك، انتقده البعض لعدم تركيزه على الواقع الاجتماعي والسياسي في أعماله، حيث فضل التركيز على المواضيع الميتافيزيقية والفلسفية.

 

توفي بورخيس، عام 1986 ترك تأثيرا عميقا على الأدب العالمي بأعماله المتنوعة والمتعددة الطبقات، حيث استمر تأثيره على الكتاب والمفكرين لعدة أجيال.