كرّست الأمريكية فيرجينيا هيسلوب حياتها كلها من أجل التعليم، والآن، وقد بلغت من العمر 105 أعوام، أكملت أخيرًا رحلتها الأكاديمية.
واحتفلت هيسلوب بحصولها على درجة الماجستير في التربية من جامعة ستانفورد - بعد 83 عامًا من مغادرتها الحرم الجامعي قبل حصولها على الدرجة.
وقالت هيسلوب عن رحلتها التي استمرت طيلة حياتها تقريبًا :"لقد عملت في هذا العمل لسنوات، ومن الجميل أن يتم تكريمي بهذه الدرجة العلمية".
وفي عام 1941، قبل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية مباشرة ومع اقتراب استدعاء خطيبها للخدمة العسكرية، قررت هيسلوب التخلي عن أطروحتها، وعلى الرغم من ذلك، فإن الوقت الذي قضته في جامعة ستانفورد، والذي بدأ عام 1936، كان مثمرًا، إذ حصلت على شهادة البكالوريوس في التربية وانتقلت مباشرة إلى الدراسات العليا.
كانت هيسلوب تتطلع إلى الالتحاق بكلية الحقوق، لكن والدها رفض دفع الرسوم، لذلك اختارت الطريق الأقصر إلى مهنة التدريس، وبعد أن أكملت دراستها للحصول على درجة الماجستير، لم يكن عليها سوى تقديم أطروحتها النهائية.
ولكن بدلاً من إكمالها، أخبرت قناة NBC Bay Area أنها غادرت المدينة لقضاء شهر عسل في أوكلاهوما بالقرب من موقع زوجها في الجيش في فورت سيل، وقالت: "ليست فكرتي عن مكان لقضاء شهر العسل، لكن لم يكن لدي خيار في هذا الشأن".
في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى التضحية بحياتها المهنية من أجل الزواج وتكوين أسرة مستقبلية على أنها مساهمة في المجهود الحربي وتضحية من أجل أمريكا.
انتقلت هيسلوب، التي نشأت في لوس أنجلوس، إلى ياكيما، واشنطن، بعد الحرب، حيث انضم زوجها جورج إلى أعمال تربية الماشية العائلية.
وقالت لصحيفة ياكيما هيرالد ريبابليك في عام 2018: "لم أعود إلى التدريس، لكنني أشعر أنني استخدمت شهادتي في التدريس بشكل جيد من خلال العمل في اللجان وفي مجالس الإدارة ومحاولة تحسين الفرص التعليمية في كل فرصة أحصل عليها".
وفي يوم الأحد، قدم دانييل شوارتز، عميد كلية الدراسات العليا للتربية في جامعة ستانفورد، شهادة الماجستير إلى هيسلوب، مع ابتسم ابتسامة عريضة عندما وصفها بأنها "مدافعة شرسة عن المساواة وفرصة التعلم".