كتب "أوراق الغرفة 8" وهو على فراش الموت، وتُعد أخر دواوينه الشعرية، سميت القصيدة بذلك لأنها حملت رقم غرفته في المستشفى، التي شهدت نزاعه مع آلامه في معهد الأورام، يعد هذا الديوان من أشهر دواوين أمل دنقل الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده والذي عُرف بنبوغه الأدبي وأشتهر بدواوينه الشعرية.
يحتوي ديوان دنقل على قصائده دنقل الأخير، ومنها: "ط ضد مَن"، و"زهور"، وقصيدة "لعبة النهاية"، و"السرير"، "الطيور"، و"الخيول".
يبدأ دنقل ديوانه الغرفة 8، بقصيدة "الجنوبي" إلي كتبها في فبراير 1983م، فكان يتحدث عن نفسه في طفولته، ويسترجع ذكرياته منها، قائلًا:
هل أنا كنتُ طفلاً
أم أن الذي كانَ طفلاً سواي؟
هذه الصورُ العائليةُ..
كان أبي جالسًا، وأنا واقفٌ.. تتدلى يداي
رفسةٌ من فرس
تركتْ في جبيني شجًّا، وعلَّمت القلبً أن يحترس
أتذكرُ.. سالَ دمي
أتذكرُ
ماتَ أبي نازفًا
أتذكرُ..
هذا الطريقَ إلى قبرِهِ..
أتذكرُ
أختي الصغيرةَ ذاتِ الربيعين.
لا أتذكرُ حتى الطريق إلى قبرها
المُنْطَمِس
أَوَ كانَ الصبي الصغير أنا؟
أم تُرى كان غيري؟
