ثورة يوليو، جاءت ميلادا حقيقيًّا من رحم المعاناة، كما انبثقت ثورة (يونيو) من رحم الأزمة، ويوليو مثل يونيو كثيفة العناوين، مكتوبة بحبر القلب.
يوليو مثل يونيو، ويونيو ابنة يوليو، كلتاهما علامة على طريق مجد أمة تستحق الخلود، طريق خطته أمة، طريق طويل كتب علينا كمصريين ومن كتبت عليه خطى مشاها .
يوليو فتحت الطريق بطاقة دفع جبارة، لا تزال تدفع الوطن نحو العزة والكرامة، يونيو سكنت الضمير الوطني، ضمير المصريين، والضمير الجمعي لا يكذب.
الأجيال التي خرجت إلى الميادين في (يونيو) لم تجد اسمًا تتغنى بخصاله سوى (ناصر)، ولم ترفع سوى صور ناصر إلا مقرونة بصور السيسي، مع حفظ الألقاب، ولم تنادِ على السيسي إلا على وقع صوت عبد الناصر، وما رفعت شعارات سوى شعارات ثورة (يوليو )، "ارفع راسك فوق أنت مصري"، أليس هذا شعار ثورة يوليو قال به عبد الناصر، "ارفع راسك يا أخي".
72 عامًا مضت على ثورة يوليو، مر بنا رؤساء وحكومات، هل تبقى في الذاكرة سوى ناصر، ومن يرى السيسي يتذكر ناصر، الإخلاص في حب الناس خصلة المحبين.
يوليو كانت الترجمة الأمينة لكل نضالات الوطن، ناصر نفسه كان تجسيدًا لكل رجالات هذا الوطن، فيه أفكار محمد عبده، وثورية سعد زغلول، ونضالات عرابي، وتشوف مصطفى كامل، امتص الرحيق، وأخرج للوطن ومن الوطن أجمل ما فيه، والوطن جميل وناصر جميل، وتألق السيسي وتألق الوطن، وتألقت الأمة من وراء المنقذ، وصار الرجل عنوان وطن والوطن في أمة والأمة تباهي، والعالم ينظر إلى هامة مصر في الشرق ترتفع، وما تعودوا من الشرق إلا انكسار الحلم في دوح الوطن! .
يؤرخ لمصر ما قبل يوليو وما بعد يوليو، وكانت يوليو مفرق التاريخ المصري، ويونيو إن شاء الله تكمل المسيرة، يوليو تقف شاهقة شاهدة على ما قبل من ملكية واستعمار واستغلال وعبودية، وما بعد من استقلال وعزة وكرامة.. يونيو بنت يوليو وكلتاهما وجها القمر المصري .