الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

عروسة بكود!

  • 25-6-2024 | 16:50
طباعة

 كثيرين من الناس لا يخلدون للنوم بسهولة وأحسب نفسي من هؤلاء، ومن قبيل الاسترخاء ومحاولة النوم أتنقل بالجوال بين صفحات و برامج الميديا المتعددة و التي يعتبرها البعض إضاعة للوقت، ومع ذلك نفعلها نحن وكثيرون مثلنا، وأن كنت علي النقيض أراها ساعة إيجايية لقراءة ما يدور في المجمتع، فهي أشبه بنشرة أخبار كوميدية خفيفة ومختصرة، ومنها أيضا يتم متابعة أخبار بعض المشاهير وخناقات البلوجر ، ساعة متنوعة من خلال الشاشة مابين اختراعات وأكلات وتحليل وسياسة ونقد وسخافة وخناقة وفن، والعديد من التخصصات المتعددة المتشابكة والمتنوعة، عالم افتراضي أشبه بفيلم "النداهة" يجذبك لأسفل مثلما تم سحب الفنانة ماجدة خلال أحداث الفيلم والساعة تجر ساعة والعمر يجري..

وكانت الصدمة عندما وقعت عيني على فيديو لعروسة بكود! برامج للزواج تعرض فيديوهات لعرايس أختار كما شئت وكل عروسة لها كود خاص للتعرف عليها وتميزها، ليس بجديد انتشار برامج وصفحات التعارف لتسهيل الأرتباط ولكنها كانت تحتوي علي مجرد صورة شخصية وبعض البيانات القليلة وكان أغلبهم من دول عربية، وربما كان هناك بعض التلاعب من الشباب للفكاهة والتسالي، وكنا نري معظم العروض لفتيات فمن النادر أن نرى صورة لعريس وبياناته ليس لأن الرجال أكثر حياءا ولكن لأن معظم الباحثين عن الزواج والمواصفات والشروط من النساء وربما تكون بعض الشخصيات وهمية على سبيل المزح.

ولكن ما أسخف أن تري تلك الصفحات تتحول من مجرد صور وبيانات لفيديوهات قصيرة مصورة وبجوار العروسة أدمن أو صاحب الأكونت يشرح إمكانياتها وطموحاتها وأنها لا يوجد لديها مانع من الإقامة في بلد العريس شرط حسن المعاملة وتقديم ضمانات مالية!.

حقا إنها لتجارة بشرية ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن نطلق عليها خاطبة تلك المهنة الشريفة التي كانت مهامها تزويج الفتيات المحترمات منذ الثلاثينات ممن لا يخالطون ولا يعملون وليس لديهم مجال للتعارف فظهرت الخاطبة في فترة زمنية معينة.

تلك البرامج و الحلقات والفيديوهات على عينك يا تاجر ما إلا كبح لسمة الحياء وكشف لستر بيوتنا عن طريق صفحات لبعض الأشخاص ممن يفقدون هوية العادات والتقاليد ويتميزون بجلدهم السميك وكله من أجل المال. حلقات اختراق المنازل والخصوصية في تدهور مستمر وللأسف تم استسهال دخول الكاميرات للمنازل لتصوير يوميات أم فلان وزوجة فلان وعروسة علان، و يعتبرون أنفسهم مشاهير بل وأتجه بعض الفتيات لتصوير فيديوهات مع والديهم لتعلن للمشاهدين أنهم على علم بما تفعله وأن كلا بموافقاتهم بل يشاركونها الفيديوهات يتحدثون بقصص ومصطلحات لا تتناسب مع قيم مجتمعنا، ربما تم إلقاء القبض علي بعضهم بتهمة تصوير فيديوهات خادشة للحياء ، ولكن الأغلبية مازالوا ينشرون سمومهم لحصد الأموال ليس ذلك فقط بل يستهون أجيال جديدة وفتيات في سن المراهقة من أجل الثراء السريع .

برامج الخاطبة التي ظهرت حديثا اختار عروستك عن طريق كود موجود بجوارها أسوأ ما رأينا وخطورته تكمن في التلاعب فإذا فرضنا حسن النية وهذا مستحيل، فكيف يتحقق الشخص من أصل وفصل العروس، فأنت هنا ترتبط بفتاة لا تعلم عنها إلا ملامح صور وفيديو يغلفها خداع الفلتر وبعض البيانات الشخصية والتي قد تكون وهمية ، فهل ستكون أمهاتنا في ٢٠٥٠ عرايس بكود! ، الزواج ميثاق غليظ واختيار شريك الحياة ليس بلعبة أو رقم مكود بل هو استكمال لحياة أبدية، اختيار الشريك له شروط وضحها رسولنا محمد صل الله عليه وسلم " تنكح المرأة لأربع.. لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك..

الاكثر قراءة