قالت صحيفة (لوبوان) الفرنسية اليوم الثلاثاء : إن الألمان يتابعون بصدمة وذهول الفوضى التي تشهدها الساحة السياسية في فرنسا قبل أيام قليلة من الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية ، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر جولتين يومي 30 يونيو الجاري و7 يوليو المقبل.
وأضافت الصحيفة ، في تقرير لمراسلها في برلين ، أن الذعر والقلق واضحان في أروقة السلطة في برلين حيث تحدث المستشار الألماني أولاف شولتز الذي التزم الصمت منذ الإعلان عن حل الجمعية الوطنية..قائلا :"أشعر بالقلق حيال الوضع السياسي في فرنسا وأتمنى ألا يفوز حزب مارين لوبان في هذه الانتخابات ولكن القرار يرجع للفرنسيين".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مراقبين ألمان تشكيكهم في نجاح ما وصفوه ب"مناورة" الرئيس الفرنسي .. مشيرين إلى أنه بعد حصول حزب التجمع الوطني على نسبة 4ر31% في الانتخابات الأوروبية مقابل 9ر15% لحزب البديل من أجل ألمانيا فإنه سيكون من الصعب أن يسجل جوردان بارديلا تراجعا يوم /الأحد/ المقبل..لافتين إلى أن هناك شيئا مشتركا بين حزبي التجمع الوطني والبديل من أجل ألمانيا وهو أن كلا الحزبين سجلا أفضل نتيجة في تاريخهما في الانتخابات الأوروبية.
وأشارت (لوبوان) إلى أنه من الصعب على الألمان تخيل العواقب التي قد يتحملها الاتحاد الأوروبي فضلا عن العلاقات الفرنسية الألمانية نتيجة لوصول حزب التجمع الوطني إلى السلطة..لافتة إلى أن العديد من المراقبين في برلين يساورهم قلق مشترك بشأن تعرض المحرك الفرنسي الألماني لخطر التوقف فجأة خاصة وأن الزعيم الألماني أيضا في وضع سيىء ، كما أن الخلافات العميقة بشأن السياسة الأوروبية تعمل على تمزيق الشركاء الثلاثة في الائتلاف الحاكم وخاصة فيما يتعلق بالسياسات الزراعية وسياسات الهجرة.
وحصل التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) على 30% من الأصوات فيما حقق حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للمهاجرين والمتشكك في الاتحاد الأوروبي مكاسب كبيرة، حيث حصل على 9ر15% من الأصوات بنسبة زيادة 11% قياسا بانتخابات البرلمان الأوروبي عام 2019.
وجاء في المرتبة الثالثة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه شولتز بحصوله على 9ر13% ليسجل أسوأ أداء في انتخابات ديمقراطية على مستوى ألمانيا منذ أكثر من قرن لتيار يسار الوسط، والذي كان تاريخيا أحد الأحزاب المهيمنة في السياسة الألمانية.
وكانت الانتخابات الأوروبية قد جرت على مدار 4 أيام (6 إلى 9 يونيو الجاري) ، حيث صوّت الناخبون في 27 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي لاختيار 720 نائباً لـ5 سنوات مقبلة ، حيث تنتخب كل دولة أعضاءها بما يتناسب مع عدد سكانها، والدول الخمس الأولى التي تضمّ أكبر عدد من النواب في البرلمان الأوروبي حسب عدد سكانها هي: ألمانيا بـ96، فرنسا بـ81، إيطاليا بـ76، إسبانيا بـ61، وبولندا بـ53.
يشار إلى أن النتائج النهائية لانتخابات البرلمان الأوروبي كانت قد أظهرت احتفاظ كتلة يمين الوسط بالصدارة بربع عدد المقاعد ، وحلول الاشتراكيين بالمركز الثاني فيما لحقت خسارة كبيرة وصلت لثلث عدد المقاعد بالليبراليين وأحزاب البيئة.