التين الشوكي.. فاكهة يحبها الكبار والصغار، والتي بدأت بشائرها في الظهور، إيذانا ببدء موسم نجم الصيف، وموسمها قصير لا يزيد عن شهر تقريبا، لكنه الأفضل لبائعيه ولمحبي هذه الفاكهة الصيفية اللذيذة والمفيدة، ففي مثل هذا الوقت من كل عام، وعلى مدار 40 عاما أو أكثر، اعتاد" أبو سلامة"، على بيع التين الشوكي في قلب القاهرة، والذي يقول إن مصر كلها تحبه.
ويقول في حديثه لـ"دار الهلال"، أن "التين الشوكي هذا العام شهد ارتفاعا في الأسعار، فالقفص الواحد، الذي يحتوي على 120 قطعة تقريبا، هذا العام بـ450 جنيها فيما كان العام الماضي في بداية الموسم بـ320 جنيها، ومع نهاية الموسم انخفض لـ210 جنيهات، لذلك فسعر الواحدة من التين الشوكي هذا العام تبدأ من 4 جنيهات".
بدأ بيع الخضروات والفاكهة بمساعدة والده في سوهاج، منذ أن كان طفلا بعمر 6 سنوات، واكتسب عنه مهارات التجارة والبيع وواصل الدراسة حتى حصل على الدبلوم، وانتقل بعد زواجه للعيش في القاهرة، وأصبح الآن أبا لـ4 أبناء في مراحل عمرية مختلفة، استعان على تربيتهم بعربته البسيطة وفواكهها وخضرواتها الموسمية، فبعد انتهاء موسم التين الشوكي، يلجأ أبو إسلام لبيع أي بدائل أخرى المانجو أو العنب أو الكابوتشي أو الفول الحراتي، فيوضح: "الموسم في التين الشوكي شهر أو أقل أحيانا، فالعام الماضي كان موسمه نحو 23 يوما".
واعتاد على التعامل مع صعوبة الشوك في التين الشوكي، وهو أمر لم يعد يزعجه، فقط يحاول التخلص منه بارتداء القفازات والتقاط الشوك الأخرى يدويا، ويرى أن سبب حب المصريين للتين الشوكي نابع من طعمه اللذيذ وسهولة الحصول عليه كما أن موسمه قصير ويشتاق له الجميع، موضحا أن أحد الأطباء اخبره بأن للتين الشوكي 13 فائدة للصحة والجسم، سواء للمعدة وتقوية جدارها وتوفير مصدر للتغذية والفيتامينات وترطيب الجسم.
ويوضح أن التين الشوكي يتميز أيضا بأنه سهل الزراعة ولا يحتاج إلى أي مواد كيماوية أثناء الزراعة ويتحمل الجفاف ولا يحتاج للري المستمر، مضيفا أنه يحصل عليه يوميا من منطقة أبو زعبل في القليوبية والتي كانت تضم مزارع ضخمة للتين الشوكي، لكنها الآن قلت بشكل كبير بسبب تقطيع المزارع وبيعها، لكن هناك بعض المزارع الموجودة التي تقوم بالتوزيع على بائعي التين في أنحاء القاهرة.
وقال إن هناك العديد من المناطق التي تشتهر بزراعة التين الشوكي في مصر مثل الإسماعيلية والبحيرة، لكن منطقة أبو زعبل هي الأفضل بينهم، مشيرا إلى أن هناك تاجر لكل منطقة يشتري المحصول من المزرعة، ويوزعه على الباعة في منطقته ويشترون منه ما يحتاجون وكل يقدر حجم مبيعاته تقريبا ويعرف ما يحتاج للبيع.
ويضيف أن التين الشوكي فاكهة سريعة التلف لذلك لا يتم تخزينه ويباع يوما بيوم، والبائع الذكي هو من يقدر الكمية التي يمكنه بيعها يوميا حتى لا يتبقى منها شيئا ويتلف.
فيما يوضح الشاب أحمد محمود، بائع التين الشوكي، اللذي بدأ بيعه قبل 3 سنوات، أن الأسعار هذا العام أعلى من العام الماضي، حيث تبدأ الأسعار هذا العام من 5 لـ7 جنيهات للواحدة، فيبدأ يومه صباحا بالذهاب لشراء التين من التجار، ثم يبدأ بعد ذلك بيعه أو كما يقول: "فرشه للبيع"، وفي نهاية اليوم يعطيه التحصيل ويحصل منه على اليومية، مشيرا إلى أن قفص التين هذا العام بنحو 500 جنيه أما العام الماضي كان بنحو 300 جنيه.
ويشير إلى أن موسم التين مدته شهر تقريبا، وأشهر أماكن ومناطق بيعه في مصر الإسماعيلية، ويزرع في المناطق الصحراوية، موضحا أن سبب حب الناس للتين الشوكي كونه يتزامن مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وهو ما يدفع الأشخاص لمحاولة الترطيب بالمرطبات الطبيعية ومنها التين الشوكي.
ورغم ارتدائه للقفازات إلا أن ذلك لا يحميه من الشوك، فيقول: "الجوانتي أيضا يدخل الشوك إلى اليد، وحتى الجوانتي الأقوى ينفذ منه الشوك، فهو لا مفر منه لكننا نعرف التعامل معه"، موضحا أنه المواطنين منذ بدء ظهور التين وحتى نهاية الموسم يقبلون عليه ولا يهمهم الأسعار.
ويوضح أنه بعد انتهاء موسم التين الشوكي يعمل في بيع الموز والذي هو من الفواكه أيضا المفضلة للجميع.
يبدأ أحمد يومه للعمل مع أول اليوم قبل الظهيرة، ويستمر حتى ينهي بضاعته، وإن تبقى منها شيئا يمكنه بيعها في اليوم التالي، موضحا أن التين الشوكي يمكنه أن يتحمل يومين بدون أن يتلف.