الأربعاء 15 مايو 2024

فى معرضه «بين الخيال والكلمات» .. رضا عبدالسلام : بدايتى في الأهرام وذروة إبداعى فى المصور

27-2-2017 | 10:46

كتبت : شيماء محمود

«الرسم بين الخيال والكلمات» هو عنوان معرضه الفردى الواحد والاربعين خلال مسيرتة الفنية، التي قضاها فنانًا تشكيليًا و معلمًا للفن بكلية الفنون الجميلة القاهرة، فى ذات الوقت ومنذ ذلك التاريخ وإلى الآن لم تنقطع مزاولته للإبداع أبدًا، لكن يعتبر هذا المعرض مختلفًا شكلا وموضوعًا عن المعارض السابقة، حيث إنه يعرض لأول مرة أعماله كرسام صحفى بصحيفة الأهرام ومجلة المصور منذ عام 1977 وحتى 2006 ليختلف اختلافا كليا من حيث نوعية الوسائط التعبيرية المختلفة وما تمثله من قيمة فنية وجمالية جديدة في طرحها وفي حداثة تشكيلها ولغتها ومذاقها، وإن كانت لا تنفصل بحال عن إبداعاته الفنية الأخرى.

معرض نوعي

عن المعرض يقول رضا عبد السلام : في هذا المعرض حرصت على عرض أكبر عدد من رسومي الصحفية بمجلة «المصور وجريدة الأهرام» ، ورسوم أخرى مستقلة كنت قد أنجزتها في الأعوام القليلة الماضية، من حيث تنوع المواضيع والتقنيات والتوجهات الفكرية والصيغ التشكيلية المتنوعة، وكلها لم يسبق عرضها من قبل، إذن نحن أمام معرض نوعي بكل المقاييس.. أردت أن أقدمه إلى طلاب الفنون والمهتمين بالفن التشكيلى المصري ومحبيه بعرض كافة الأعمال الفنية التي اخترتها بعناية فى القاعات الأربع بمركز الجزيرة للفنون. وتلك فرصة نادرة جدًا بالنسبة لى لمشاهدة أعمالى بصورة استيعادية، تعيد لى ذكرياتي الجميلة مع رحلة الإبداع بكل حلاوتها ومرارتها ومتعتها وتألقها، وأيضًا مشاركة جمهور الفن لها من الذائقة والنقاد والطلاب.

حقبة تاريخية

إن أعمال رضا عبد السلام على تنوعها وغزارتها، تمثل مراحل زمنية مختلفة على مدى أربعة عقود..وبخاصة الرسوم الصحفية الأصلية لم يكن لأحد أن رآها من قبل بمقاييسها الطبيعية، حيث يقول الفنان الكبير رضا عبدالسلام: إنها تمثل حقبة زمنية من تاريخ مصر السياسى والاجتماعي والثقافي في عهد الرئيس السادات الذى اغتيل على يد متطرفين «إسلاميين» عام 1981 وفترة من عهد الرئيس حسنى مبارك ..وأيضا نوعية وقيمة الأقلام التي كانت تكتب من سياسيين وأدباء ومفكرين وصحفيين متمرسين ، حيث قرأت ورسمت لهم وأفدت منهم الكثير، كما كان العمل في الصحافة والكلية في وقت واحد ومحاولة الجمع والتوفيق بينهما أمر صعب، ومع ذلك كان من الضروري معايشة التجربة بأبعادها المهنية والإنسانية، لكن دون شك استفدت كثيرا من الخبرات التى حصلتها طوال هذه الرحلة المزدوجة ذهابًا وإيابًا، بل ومن المؤكد أن العمل في هذين المسارين المتباينين في التوجه قد تداخلا وامتزجا في نسيج واحد فيما بعد ليشكلا معًا جانبًا من شخصيتي الإبداعية التي أنا عليها الآن.

مراحل مشوار وذروة الإبداع بمجلة المصور

متذكرا :فى الأهرام كانت بدايتى.. ومحاولة تحسس الطريق نحو عالم لم يكن لى فيه أدنى معرفة أو خبرة، ومع ذلك أمكنني خلال الأربع سنوات التى أمضيتها أن اكتسب مساحة معقولة من الخبرة المهنية الجديدة والثقة، جعلاني أرسم بشئ من الحرية..فرسمت العديد من الوجوه والقصص والروايات والمسرحيات لكبار الكتاب منهم على سبيل المثال وليس الحصر"زكي نجيب محمود- لويس عوض- يوسف إدريس توفيق الحكيم- سعد الدين وهبة - بنت الشاطيء- نعمات أحمد فؤاد... وآخرون".

غير أن أفضل ما أنجزته في تلك الفترة الزمنية القصيرة هو تلك الرسوم التي جمعت فيها بين الرسم وتقنية الفوتومونتاج والكولاج، ومع ذلك لم أكن راضيًا تمامًا عن إنتاجي، نظرًا لرغبتي الملحة في التعبير الحر.

وعندما أتيحت لى فرصة للعمل بمجلة المصور الأسبوعية بعد تولى الكاتب الصحفي والمحلل السياسى مكرم محمد

أحمد رئاسة تحرير المجلة، شعرت وقتها أنه بإمكاني الرسم بحرية أكبر لأنه أصبح لدي متسع من الوقت للقراءة والرسم عن ذي قبل، لذلك أستطيع أن أقول صراحة إن نوع وكم الرسوم الصحفية التى أنجزتها خلال 26 عامًا على صفحات المجلة كنت راضيًا عنها إلى حد كبير، لقد كانت خطوطًا جديدة وجريئة، اتسمت بالبساطة وقوة التعبير والحداثة في تناولها للمادة التحريرية بكل أشكالها وتنوعها. وبينما كنت أطلق العنان للرسم بالفرشاة والحبر الشيني والصبغات الملونة، أجدني في المقابل استخدم تقنية الفوتومونتاج والكولاج بأريحية ومتعة وكأنني أزاول الفن بحرية داخل مرسمي دونما ضغط، وقد عبرت بريشتي عن كتابات عدد كبير من عظماء الكتاب والمفكرين والنقاد لهذا الزمان على سبيل المثال وليس الحصر أذكر منهم الأساتذة" مجيد طوبيا، لويس عوض، بهاء طاهر، الفريد فرج، صلاح فضل، صبري حجازي، حسين أمين ،راجي عنايت، عبد المعطي بيومي، محمد حسن الزيات ما بعد الأيام، فى أدب الجاسوسية روايات الصديق صالح مرسي/ رأفت الهجان- سامية فهمي"

أما الآن أعاود عرضها مرة أخرى بوصفها أعمالا فنية مستقلة بعيدة عن النصوص التى كانت مصاحبة لها ذات يوم، وإن كان لا يزال العديد منها يحتفظ بروح النصوص ومضامينها الأدبية والفكرية.

فيما توجد عدد من اللوحات المباشرة التي أنجزها الفنان حديثا عام 2016 لكنها تحمل نفس المضمون.

حيث يقول :إنها تمثل عصب اهتمامي وولعي بالتجريب القائم على الجمع والمزاوجة بين وسيطين متباينين الرسم والتعبير بعفوية وحرية على سطح صفحات المجلة وأغلفتها.. وكان من نتيجة ذلك إنجاز أربع لوحات ذات مساحات كبيرة على الوجهين وربما كان الداعي للتشكيل على الوجهين أن صفحات المجلة مطبوعة- وجه وظهر-ولم يكن بمقدورى الاستغناء عن أي منهما ..استيفاء لعملية البناء التشكيلية والبصرية والجمالية والرمزية مع اختلاف كل سطح واستقلاليته عن الأخر..ومن هنا تتطلب مشاهدة اللوحة الالتفاف حولها لمشاهدتها وقراءتها قراءة جمالية، فهي تستدعي بعض التأني لفهم مفرداتها التعبيرية وصيغها التشكيلية ودلالة معانيها الرمزية.

محاولات طموحة

أما المجموعة الثالثة من الرسوم فهي تنقسم إلى نوعين مختلفين في الرؤية والمعالجة الفنية ..تحدث عنهما عبدالسلام قائلا النوع الأول يعود تاريخه إلى عام 2009 وهي منفذة بالصبغات وأقلام الفلوماستر والجواش والكولاج على ورق، وتمثل حالة روحانية تأملية لرؤى مجردة لا تمثل أشياء أو أشكالا بعينها ويمكن قراءتها على أنها حالة وجدانية ذهنية صافية أو تأملية ..والنوع الثانى يعود إنتاجه إلى عام 2015 والمنفذة بالحبر الشيني والكولاج على ورق كانسون وقد تناولت فيها عددًا من التصورات الوجدانية والفكرية لمشاهد ومناسبات وحالات مختلفة من المناطق الشعبية القديمة ذات الطابع الأثري، محاولا ملامسة ومحاورة الصيغ الجمالية وروح الأمكنة العتيقة والعريقة وحركة الناس بطريقة مركبة وفريدة.

تلك كانت بعض من ملامح تجارب فناننا الكبير رضا عبدالسلام الإبداعية العديدة والمستمرة على مدى أكثر من أربعين عامًا من العمل الجاد عبرت بشكل كبير عن فكره وشخصيته الإبداعىة الطموح ومحاولاته الدءوبة نحو التجريب والتجديد بوسائط تعبيرية متنوعة.

    Dr.Radwa
    Egypt Air