أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، السفيرة نبيلة مكرم، أن أجهزة الدولة تبذل ما فى وسعها، وتعمل جاهدة على تحسين أوضاع المصريين بالخارج وربطهم بوطنهم وتوفير كافة الخدمات اللازمة لهم، مبرزة تعاون وزارتها مع مختلف الوزارات المعنية لتحقيق هذا الهدف.
جاء ذلك خلال مشاركتها ضيف شرف لمؤتمر علماء وخبرات السودان بالخارج، المنعقد بالخرطوم فى الفترة من 24 حتى 27 فبراير الجارى.
وكشفت الوزيرة خلال لقائها بعدد من المصريين المقيمين بالسودان، بالنادى القبطى بالخرطوم، بحضور السفير المصرى أسامة شلتوت، والوزير المفوض التجارى عبد الستار الصاوى، ونائب القنصل طارق حسين، والمستشار العمالى أحمد يوسف، وأعضاء السفارة المصرية، عن عدة مبادرات وإجراءات تنتهجها الوزارة للتيسير على المصريين بالخارج، وبناء مزيد من الثقة بينهم وبين وطنهم، معتبرة أن ذلك يمثل تحديا مهما تسعى الوزارة لتحقيقه.
وتطرق اللقاء إلى أحداث العريش؛ حيث أشارت الوزيرة إلى أن انتقال بعض المصريين من هناك يمثل إجراء احترازيا لإحكام السيطرة على الإرهابيين مع ضمان سلامة المدنيين، مؤكدة انتفاض كافة أجهزة الدولة وتحركها بصورة عاجلة؛ حيث تواجدت وزيرة التضامن الاجتماعى، فى موقع الحدث وتبنت صرف معونات عاجلة، ومن ناحيته، قام وزير الشباب، بفتح بيوت الشباب لاستقبال الأسر التى تم نقلها من العريش لحين استكمال إجراءات تأمينها.
وأشارت الوزيرة إلى أهمية الاهتمام بالتناول الإعلامى؛ لتحسين الصورة السائدة ورسم صورة ذهنية تعكس حضارة الشعوب وثقافتها، وأشاد الأشقاء السودانيون بالتجربة المصرية فى الأداء الإعلامى وتدريب الإعلاميين.
وخلال لقائها الجاليات، استعرضت الوزارة ما يلاقونه من مشكلات ووعدتهم بالمتابعة لحلها؛ حيث تدخلت بالفعل لإنهاء أزمة رواتب المعلمين بالسودان، حيث تم صرف مستحقاتهم كاملة بعد أن كانوا يحصلون على نصف رواتبهم فقط.
ونقل أبناء الجالية المصرية بالسودان رسالة تأييدهم للقيادة السياسية فى ظل التحديات التى تواجهها الدولة المصرية والمنطقة بأكملها، مشيدين بالجهود التى تبذلها قواتنا المسلحة للذود عن تراب الوطن والحفاظ على وحدته.
وأوضحت الوزيرة، أنها تدرس حاليا مع وزارة الداخلية تنفيذ إجراء فتح شباك فى المركز الرئيسى لمصلحة الأحوال المدنية ، يختص بأداء كل الخدمات المتعلقة بهذا الشأن للمصريين بالخارج، كما تبحث تطبيق النهج نفسه مع وزارتى الإسكان والاستثمار، للتيسير على المهاجرين والمغتربين فى الحصول على الخدمة.
ونوهت إلى اقتراح لتطبيق ما يسمى "الكارت القنصلى" بالتعاون مع وزارتى الداخلية والخارجية، موضحة أن هذا الكارت يحتوى على بيانات المغترب اللازمة للحصول على الخدمات، منوهة إلى الشروع فى تنفيذ ميزات عديدة للمصريين بالخارج فى مجالات مختلفة كالسياحة وغيرها؛ لتكون حلقة وصل تربطهم بوطنهم.
وأشارت إلى التنسيق مع البنوك المصرية لإصدار "شهادة بلادى الدولارية"، للمصريين بالخارج؛ لدعم الاقتصاد المصرى، والتى تبدأ بمبلغ 100 دولار وتعطى عائد كل 6 أشهر أو عام أو 3 أعوام أو5 أعوام، طبقا لرغبة المودع، موضحة أن الوزارة أدت دورا كبيرا فى الترويج لهذه الشهادات بين المغتربين ودعم ثقتهم فيها، كما أوضحت أهمية الترويج للشهادة فى ظل وجود فرع للبنك الأهلى هناك، ما يجعل الأمر أسهل بالنسبة لهم.
وقالت: إن جهود الوزارة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية فى الحكومة، أثمرت عن فتح مطار سوهاج لاستقبال جثامين المصريين المغتربين المتوفين بالخارج، بعد أن كان يتعذر ذلك لعدم وجود قرية بضائع بالمطار، وهو ما لاقى استحسانا بالغا من المصريين بالخارج.
وأوضحت أن وزارة الهجرة عملت كثيرا مع العقول المهاجرة لجذبها والاستفادة من خبراتها، وذلك من خلال مؤتمر "مصر تستطيع"، الذى تم تنظيمه بالغردقة، للعلماء المصريين بالخارج، وحقق فائدة كبيرة؛ حيث استضاف نحو 30 عالما مصريا من المتخصصين فى المجالات التى تخدم التنمية الاقتصادية فى محور قناة السويس، وأوضحت"مكرم" أن الوزارة ستعقد مؤتمرا صحفيا خلال شهر مارس؛ للإعلان عن نتائج المؤتمر، وأهم الأهداف التى تم تحقيقها من خلاله.
وأضافت وزيرة الهجرة، أنها تولى اهتماما كبيرا بأبناء الجيلين الثانى والثالث من المصريين فى الخارج، مبرزة أنه يتم دعوتهم إلى معسكرات لتعريفهم بالنيل والأهرامات والتاريخ المجيد، فضلا عن تحديات الدولة المصرية ومفهوم الأمن القومى المصرى، لافتة إلى تنظيم أول دورة أمنية لهم فى أكاديمية ناصر العسكرية، والتى حقق المشاركون فيها استفادة كبيرة، لحمايتهم من الاستقطاب من أية جماعات متطرفة، أو تبنى أفكار عدائية ضد وطنهم.
كما أشارت إلى تنظيم سباق رياضى بمشاركة أبناء الجيلين الثانى والثالث يوم 17 مارس المقبل بمحافظة المنيا، بمشاركة لاعب منتخب مصر الكابتن أحمد حسن، ضمن مبادرة "اطمن على نفسك" للوقاية من فيروس "سي"؛ وذلك فى إطار مشاركة الوزارة فى مختلف الفعاليات الوطنية.