الإثنين 1 يوليو 2024

استغل الصحافة لتسويق اختراعه الغير مكتمل.. إديسون مخترع المصباح الكهربائي

توماس إديسون

ثقافة29-6-2024 | 02:44

إسلام علي

واجه توماس إديسون مشكلة كبيرة في عام 1878، تتمثل في إكمال اختراعه وهو المصباح الكهربائي، حيث واجهته مشكلة تنظيم درجة حرارة الفتيلة الداخلية للمصباح، مما يجعلها تذوب بعد دقائق معدودة من إشعالها، وفي نفس الوقت، فضلا عن مشكلته الأخرى وهي وجود العديد من المخترعين في الدول والقارات المجاورة الذين كانوا ينافسونه في نفس الإختراع.

حصل كل من هنري ووادوارد وماتيو إيفانز، وهم علماء كنديين استطاعوا الحصول على براءات اختراع لتصميم غير فعال قبل أربعة سنوات، في نفس الإختراع الذي كان يطمح إديسون في الوصول إليه، وذلك حسبما اشارت مجلة "سميثسونيان".

وقد واجه إديسون في خريف نفس العام 1878، الموعد النهائي لتقديم اختراعه للعالم، فضلا عن أن مقابلة الصحفيين في مختبره الخاص كانت في موعد أقصاه سبتمبر من نفس العام، إي انه لم يكن لديه سوى بعض الأسابيع القليلة ليثبت كفائته أمام العالم وأمام منافسيه.

جاء موعد مقابلة الصحفيين في التوقيت المحدد مسبقا، وتحدث إليهم بطريقة ماكرة، بأن اختراعه قد اكتمل، ووقف أمام الصحافة متباهيا باختراع الذي لم يكن في الأصل قد اكتمل، ووعد الصحافة وقتها بأنها سوف تكون مع موعد بثورة كبيرة في ذلك المجال في بضع أسابيع فقط.

وقال أيضا بأنه سوف يتم التخلص من جميع المصابيع الغازية التي كانت تملأ البيوت الأمريكية والتي كانت خطرة وباهظة الثمن بدون فائدة، وأكد على أن الكهرباء سوف تكون في المقدمة بدلا من الغاز.

 لم يكن اختراع إديسون للمصباح الكهربائي جاهزا بعد، ولكن كان لدى المخترع الدهاء كعادته، فأبلغ الصحفيين أن كل منهم سيحصل على عرض توضيحي لإختراعه في نوفمبر من نفس العام "1878"، وبالفعل جاء الموعد وذهبت الصحافة إلى مختبره في نيوجيرسي، وأخرج إليهم المصباح الكهربائي، والذي لم يكن ليكتمل بعد وكان ينطفيء بسرعة، فكان منه أن يبعد الصحفيين بسرعة ، للتأكد من خروجهم من الغرفة قبل أن تحترق اللمبة.

وتغنت الصحافة بعد ذلك، بوصفهم ل"اللمبة الكهربائية الجديدة "، وقالت عنها أنها لا تتسبب في ازدياد الحرارة في الغرفة، على عكس المصابيح الكهربائية القاسية السابقة والمنتشرة في الولايات المتحدة وقتها، وأعلنت الصحافة عن الاختراع بأنه "كامل"، ومن جانبه ، حافظ إديسون على الشكليات بشكل جيد ، حيث أخبر صحفيا زائرا آخر أن اللمبة المعروضة ستضيء "إلى الأبد ، تقريبًا".

وفي الأخير، تمكن إديسون من استباق الحدث واحداث ثغرات نفسية في نفوس المخترعين الآخريين، والذين كانوا ينافسوه في نفس الوقت على اختراع المصباح الكهربائي، وتمكن إديسون في النهاية من حل المشاكل المتعددة التي كانت تواجهه في انطفاء اللمبة الكهربائية بعد مدة قصيرة من اشتعالها.

أستطاع إديسون عن طريق إقامة علاقات شخصية مع الصحفيين خاصة المعجبين به، أن يكتبوا عنه في الصحف والمجلات، فضلا عن أن معظم الكتابات التي كان يكتبون عنه فيها، لم تكن دائما دقيقة تماما، ومن خلال الصحافة، استطاع منها التسويق لاختراعاته المتكررة، مثل الفونوغراف، والذي بعد إخراجه للنور، وعد الصحفيين باختراع مثله كل عام، مما جعل الصحف وقتها يزداد توزيعها بفضله.

استطاع إديسون عهن طريق المزج  بين الإبتكار التكنولوجي الحقيقي مع بعض الأكاذيب البيضاء والعلاقة الحميمة مع الصحافة ، أن تأتي ثمارها، لم يكن ليستغل فقط احتياج الولايات المتحدة للإنارة الغير متكلفة والباهظة الثمن، بل استغل الموقف أيضا لشهرته.