كشف بحث أكاديمي عن تشابه بين التصميم الذي صممه الفيزيائي نيكولا تسلا عام 1920 والذي يسمى "صمام تسلا"، وأمعاء سمكة القرش، حيث قام تسلا بذلك لأجل ضمان تدفق السوائل في اتجاه واحد دون أجزاء متحركة.

وسبقت الطبيعة تسلا بآلاف وملايين السنين، حيث تساعد الأمعاء الحلزونية عند أسماك القرش، على تحريك الطعام واستخراج كامل السعرات الحرارية منه بكفاءة، وتتميز أسماك القرش بوجود أنواع مختلفة من الأمعاء الحلزونية، وكان لكل منها تصميم فريد من نوعه.

يتميز النوع الأول بالشكل الأساسي والذي يشبه الشكل اللولبي، ويساعد على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي، والنوع الثاني يتميز بتواجد سلسلة متداخلة من القمعات، وهي بدورها توجد في إتجاهين مختلفين، مما يساعد على تحريك الطعام وتكسيره بكفاءة، أما النوع الثالث، وهو لولبي يتميز بتداخل طبقات الأمعاء في هذا الشكل، مما يزيد من مساحة سطحها ويساعد على امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل.

وذكرت مجلة "سميثسونيان"، أن أمعاء القرش دائما ما كانت تلهم العلماء مثلها كأي من  أجساد الحيوانات الأخرى، فالنسبة إلى أمعاء القرش، تسعى باحثة تدعى "سامانثا" في الوقت الحالي إلى استخدام النماذج ثلاثية الأبعاد لأمعاء القرش لاختبار تحريك المواد المختلفة. كما تشير إمكانية وجود تطبيقات في مجالات أخرى مثل معالجة مياه الصرف الصحي وتصميم مرشحات لإزالة تلوث البلاستيك من المياه.

تعتبر أمعاء القرش مثالا رائعا على إبداع الخالق ومدى براعته في التصميم، فبينما سعى نيكولا تسلا إلى اختراع صمام لتدفق السائل باتجاه واحد، سبقته الطبيعة بآلاف السنين بتصميم مذهل يساعد أسماك القرش على البقاء في بيئتها الصعبة.