الإثنين 1 يوليو 2024

رجال من ذهب| قاسم أمين.. من قاضي لنصير المرأة

قاسم أمين

ثقافة29-6-2024 | 12:45

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.

إن كنت تريد إنشاء مجتمع صالح، فالفضل يعود إلى تربية النساء، كان ذلك رأى محرر المرأة، الذي كرس حياته في الدفاع عن حقوقها، والعمل على تحريرها، حتى أصبح للمرأة الحق في التعليم والمشاركة في الحياة الاجتماعية، كما يُعد أحد مؤسسي الحركة الوطنية المصرية وجامعة القاهرة، إنه القاضي والمفكر والفيلسوف المصري، "رائد الحركة النسوية في مصر قاسم أمين".

وُلد قاسم أمين في 1 ديسمبر 1863 في الإسكندرية، كان والده قائدًا جيش الخديوي إسماعيل باشا، أما والدته فهي ابنة أحمد بك خطاب ابن طاهر باشا ابن شقيق محمد علي باشا، قضي حياته بين النخبة السياسية والأثرياء في مصر، مما أسهم في تطور موسوعته الفكرية والثقافية، وبفضل تفوقه ونبوغه حصل على منحة إلى فرنسا الأمر الذي أحدث تغيرًا في حياته والمجتمع المصري.

 تلقى أمين تعليمه الابتدائي في مدرسة "رأس التين"، بعد انتهاء مرحلته الابتدائية انتقل مع أسرته إلى القاهرة، وألتحق هناك بالمدرسة "الخديوية التجهيزية" الثانوية، ثم مدرسة الحقوق والإدارة بالقاهرة، وحصل منها على إجازة القانون عام 1881م، وكان الأول على دفعته، ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا لدراسة القانون، والتحق هناك بجامعة "مونبلييه"، حتى أنهى دراسته بتفوق، كان لاختلاطه بالمجتمع الفرنسي والأوربي أسهم في تغير أفكاره وحياته، فوجد هناك الاهتمام بالمرأة ومشاركتها للرجل عكس ما عاصره  في مجتمعه، عند عودته لمصر من فرنسا أحدث تحولًا جذريًا، أهتم بالإصلاح الاجتماعي وتحرير المرأة.

عمل أمين وكيلاً لنيابة طنطا، بعد عودته من فرنسا، ثم تولى منصب رئيسًا لنيابة بنى سويف، ثم عين قاضيًا، عين قاسم أمين وسعد زغلول مستشارًا بمحكمة الاستئناف بالقاهرة عام 1894م، ثم بدأ يصب اهتمامه أكثر بالمرأة والإصلاح الاجتماعي، تأثر بنظريات وأعمال هربرت سبنسر وجون ستيوارت مل في دفاعهم عن المرأة، أيد الإمام محمد عبده وسعد زغلول في الإصلاح، فكان يرى أن المرأة أساس أي شيء وبفضل تربيتها لأبنائها استطاعت أن تبني مجتمع صالح، كتب في جريدة المؤيد 19 مقالًا عن والمشكلات الاجتماعية في مصر، كما كتب العديد من المؤلفات خاصة بالمرأة.

تُعد مؤلفات أمين هي صاحبة الفضل في تحرر المرأة وجعل لها الحق في الحياة التعليمية والعملية، ومن هذه المؤلفات: "المصريون" الذي نُشر بالفرنسية رادًا على كتاب الدوق داركور، "تحرير المرأة"، و"المرأة الجديدة"، واستطاع قاسم أمين بقلمه ودفاعاته عن المرأة أن يحقق العدالة، وأصبح للمرأة دور في المجتمع حتى وقتنا هذا، واستمرت إسهاماته حتى  رحل قاسم أمين في يوم 23 أبريل عام 1908م، بعدما حرر المرأة ودفع المجتمع للتقدم، وأثرى المكتبة العربية بثقافته وأفكاره.