الإثنين 1 يوليو 2024

الشاعرة أمينة عبدالله: 30 يونيو غيّرت وجه الخريطة العربية

الشاعرة أمينة عبدالله

ثقافة29-6-2024 | 16:21

دعاء برعي

كان لبيان اعتصام المثقفين الذي صدر عن جبهة الإبداع المصري في السابع من يونيو لعام 2013 ضد تغوُّل جماعة الإخوان المسلمين التي سيطرت آنذاك على وزارة الثقافة، الشرارة الأولى لثورة 30يونيو والتي نحن بصدد الاحتفاء بذكراها تأكيدًا على حفظ الذاكرة الجمعية لأجيال مستقبل قادمة، واستمرارًا لمسيرة بناء الدولة المصرية الحديثة.

وتستعيد الشاعرة أمينة عبد الله مع بوابة "دار الهلال" ذكرى ثورة 30من يونيو فتقول: "انتبه الشعب المصري بكامله لخطورة تشكيل المشهد السياسي العربي، خاصة في مصر، حيث استعد الإخوان بدعم ما يسمى الدولة الإسلامية (داعش) وبتراخي رئيس الدولة الإخواني حينذاك عن واجبه في الحفاظ على سلامة المصريين، وما حدث في ثورة 30 يونيو غيّر وجه الخريطة العربية وحمى المنطقة من أحلام التقسيم إلى دويلات صغيرة، وإمارات تابعة لداعش".

وتتابع: "لعب المثقفون دورًا بارزًا في التمهيد لثورة 30 يونيو عندما طالب اتحاد الكتاب بقيادة الدكتور محمد سلماوي سحب الثقة من محمد مرسي الرئيس السابق الذي أتي لحكم مصر من خلفية دينية، كمسئول مكتب الإرشاد عن ملف الرئاسة وليس رئيسًا لكل المصريين، وصعّد المثقفون البيان إلى اعتصام وزارة الثقافة الذي استمر شهرًا كاملًا، تخللته مجموعة مسيرات ووقفات ناهضت ممارسات الإخوان ضد المصريين".

وأكدت عبدالله أن اعتصام وزارة الثقافة مثّل نقلة نوعية، حيث احتشاد قوة مصر الناعمة والتعبير بالفن عن الاستياء والغضب المتصاعد من حكم الإخوان وسيطرتهم آنذاك على وزارة الثقافة، باقامة معارض فن تشكيلي في الشارع، ومسرح شارع شارك فيه حتى سكان المنطقة، ومشاركة بعض دور النشر بمعرض كتاب صغير وفرق غنائية، ولم يتخيل أحد أن يكون فن الباليه حاضرًا في ليالي الاعتصام، ولم يتورط أي من المثقفين في أية أعمال عنف كما أفراد الجماعة المحظورة.

وذكرت الشاعرة أمينة عبدالله أن ثورة 30يونيو حظت بأعلى مشاركات ومسيرات للمثقفين والفنانين من اتحاد الكتاب والأوبرا ونقابة الصحفيين، التي خرجت حفاظًا على الهوية المصرية من الأخونة، وخلط واستخدام الدين لأغراض سياسية، فقد كان الحفاظ على مدنية الدولة وتفعيل دولة القانون حلم كل مصري شريف وليس المثقفين فقط.

وأضافت: "أخونة الدولة من أهم أسباب خروجنا في 30 يونيو، وكذا الإساءة لسيدات مصر والتحرش في ظواهر منظمة، وتفكيك جهاز الدولة وتفريغه من الكوادر الإدارية غير الإخوانية، وسير دولة الإخوان في محو الهوية المصرية، وكان اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة خاتمة لسلسة طويلة من النضال لإسقاط حكم المرشد والتي بدأت في 2012 دفاعًا عن الدستور والحرية".

وكان بيان جبهة الإبداع المصري في السابع من يونيو لعام 2013 قد نص على: "(عندما أسمع كلمة مثقف أتحسس مسدسي) مقولة قالها (جوبلز) وزير دعاية النازى هتلر، وتبناها اليمين الدينى المتطرف فى كل مكان فى العالم كما تبنتها النظم الشمولية الفاشية -وذلك لأن الثقافة هى الرقم الصعب الذى لا يقبل القسمة إلا على نفسة فى المعادلة السياسية كما أنها محصلة التراكم الحضاري الذى أحرزته الجماعة الإنسانية عبر تاريخها الطويل- والمثقف الحقيقي هو أكثر شخص لديه القدرة على إزعاج من يجلس على كرسى السلطة، وذلك لأنه الممثل الرئيسي لضمير أمته -وها قد  حانت لحظة الصدام بين المثقف والسلطة المتمثلة فى اليمين الديني المتطرف المعادي بفطرته المشوهة وتكوينه القطيعي لفكرة الثقافة والإبداع اللذان يفضحان ممارساته فى احتكار السلطة باسم الدين- ومن هنا أدعو كل مثقفي مصر ومبدعيها الشرفاء للوقوف أمام تغوّل ورديكالية الكائن المتأسلم الموتور، مندوب المرشد فى وزارة الثقافة علاء عبد العزيز -لا من أجل من أقالهم من المسؤولين بحجة تطهير الوزارة من الفساد كهدف مضلل، لكن من أجل ثقافة مصر حجر الزاوية الأكبر فى ضميرها وهويتها- أدعوكم زملائي وأصدقائي من مثقفي مصر ومبدعيها للتوقيع على هذا البيان لدحض دعاوي هذا الموتور الذى يزعم أن أكثر مثقفي مصر وخاصة فى الأقاليم يؤيده ويبارك تصرفاته الظلامية التى تهدف بشكل رئيسي لتنميط ومصادرة الفعل الإبداعى والثقافي لصالح فصيل واحد".