يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم وموهبتهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، وأسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموه  بعروض مسرحنا المصري.

 ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار ولنسافر معه في سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».

واللقاء اليوم مع الفنانة القديرة نجمة الكوميديا نبيلة السيد

بداية الرحلة

ولدت نبيلة السيد في 7 أغسطس عام 1938م بحارة الشواربي بشارع محمد علي بالقاهرة، وكان والدها يعمل متعهدا للحفلات ويمتلك محلا للآلات الموسيقية، وكانت بدايتها الفنية بالعمل مع والدها منذ طفولتها كمغنية في حفلات الزفاف، وظهرت للمرة الأولى بالسينما وهى طفلة بفيلم «غزل البنات» كواحدة من تليمذات الأستاذ حمام  الذي قام بدوره الفنان القدير نجيب الريحاني.

رحلة الاحتراف

وبدأت نبيلة السيد احتراف الفن من خلال الأعمال الإذاعية ثم المسرح بمنتصف خمسينيات القرن الماضي،، ثم عملت وخاصة من خلال برنامج «ساعة لقلبك» ثم فرقة «ساعة لقلبك المسرحية»، وكانت أيضا بداياتها الفنية من خلال فرق القطاع الخاص وانتقلت بعد  ذلك للعمل بأكثر من فرقة مسرحية، بعدما نالت فرصتها الأولى أن تجذب الأنظار إليها وإلى موهبتها من خلال مسرحية «30 يوم في السجن» لفرقة نجيب الريحاني.

و وتألقت في التمثيل من خلال مشاركتها في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة، ، وعملت بعد ذلك بعدد كبير من الفرق المهمة والمتميزة في تاريخ المسرح المصري والفن المصري ومن مسرحياتها .«بمبة كشر، ذات البيجامة الحمراء، وكالة نحن معك، العيال كبرت، أولاد علي بمبة، يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت، الفهلوي، عالم يهوس، سيرك يا دنيا، إبتسامة وراء القضبان».

 

وارتبطت نبيلة السيد في المسرح بتقديم أدوار البطولة الكوميدية التي اعتمدت في تقديمها على قوة حضورها و خفة ظلها ومهاراتها الأدائية ، وتميز أداؤها بالتلقائية وقدرتها الكبيرة  على الإرتجال.وتعد فترة الستينيات والسبعينيات للفنانة  نبيلة السيد  من الفترات المهمة في رحلتها  الفنية وخصوصا مع المسرح، والتي قدمت خلالها العديد من الشخصيات الدرامية الثرية ومن بينها شخصية المرأة الشعبية القوية، أو المرأة الجاهلة غير المتعلمة، أو الأم الطيبة الساذجة ومثال لتلك الشخصيات" دور الأم (والدة سعيد صالح) بمسرحية «ذات البيجامة الحمراء»، دور الأم الطيبة بمسرحية «مدرسة المشاغبين»

ثنائي فني شهير

كونت الفنانة  نبيلة السيد مع الفنان محمد رضا ثنائي فني شهير ومتميز، فجسدت شخصية زوجته في عدد من الأعمال الفنية من بينها، ممنوع في ليلة الدخلة، الراقصة والطبال، وبعض المسلسلات وكذلك في  مسرحيتي: «درويش يتألق فرحا، ابتسامة وراء القضبان».  

وتتمثل مشاركات الفنانة  نبيلة السيد  في المسرح المصري فيما يلي :

فرق مسارح الدولة

شاركت مع فرقة المسرح الكوميدي بمسرحية «أصل وصورة» 1963م، و ببعض فرق القطاع الخاص شاركت في «ساعة لقلبك المسرحية» أنا مين فيهم، ما كان من الأول (1958م، دور على غيرها، الستات ملايكة 1960م، البعض يفضلونها قديمة 1961م، ومع فرقة الريحاني شاركت  في مسرحيات «مع إيقاف التنفيذ » 1958م، الملاك الأزرق 1974م، أولاد علي بمبة، يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت 1975م.

- ومع فرقة "الفنانين المتحدين" شاركت في مسرحيات «المغفل 1967م، زنقة الستات، ذات البيجامة الحمراء1968م، العيال الطيبين، وكالة نحن معك (1972)، العيال كبرت (1976)، مع فرقة "تحية كاريوكا" شاركت في مسرحيتي  «فيقة القبطية 1963م، عفريت الست شوقية 1965م،

ومع فرقة  "رمسيس" شاركت في  مسرحية (بنت الهوى (1969) ، ومع فرقة "عمر الخيام"شاركت نبيلة السيد في مسرحية «إفتح يا سمسم »1972م.

ومع فرقة  "أحمد الإبياري"(كوميك تياترو) شاركت  في مسرحيتي  ( الدنيا مقلوبة (1980)، الفهلوي (1983) ، ومع فرقة "المصري المسرحية شاركت في مسرحية ( عالم يهوس (1981)، ومع فرقة "محمد نجم"  في مسرحية ( دول عصابة يا بابا (1984) ، ومع فرقة "المسرح الجديد" شاركت في مسرحية ( سيرك يا دنيا (1982).

كما شاركت  نبيلة السيد أيضا في بعض المسرحيات المصورة ومن بينها ( حفلة جواز بابا، حكاية جواز (1966)، مين يتجوز مجنونة (1971)، حماتي والمنديل (1977)، يا بخت الأطرش (1978)، عريس بالكريمة (1979)، درويش يتألق فرحًا (1981)، أسرار خاصة جدا، حاجة تحير (1982)، عريس لبابا (1983)، عريس حماتي (1984)، ابتسامة وراء القضبان أنا وصاحبي في الكازوزة (1987)، أجازة مرحة جدا (1988م

في السينما .. العالمة بيسة 

شاركت نبيلة السيد في العديد من الأفلام في السينما المصرية وبالعديد من الأدوار في الدراما التليفزيونية، وقدمت من خلال مسيرتها أكثر من مائتي فيلما قدمت من خلالهم الكثير من الشخصيات الدرامية المتنوعة التى حازت كثيرا على إعجاب الجمهور، وانطلقت في رحلة السينما خاصة بعدما تألقت في أداء مشاهدها القليلة التى ظهرت فيها بفيلم «أنا وهو وهي» في شخصية الوصيفة «زينب»، ثم برزت موهبتها في العديد من الأفلام  ومنها: «× رضا بوند، بنت بديعة، عماشة في الأدغال، الشياطين والكورة،، السكرية، فيفا زلاطا، وبالوالدين إحسانا، غريب في بيتي، 

من بينها  شخصية «قمر» الشقيقة الكبرى لراقصة الموالد مباهج التى أصبحت راقصة درجة أولى بفيلم «الراقصة والطبال»، وشخصية العالمة بيسة بفرقة الأسطى نعيمة ألماظية بفيلم «خلي بالك من زوزو»، وشخصية الفتاة القبيحة العانس مسعدة فى «البحث عن فضيحة»، وشخصية الحماة القوية ظريفة أرملة المعلم عاشور ووالدة العروس منى فى فيلم «ممنوع فى ليلة الدخلة».

و تألقت نبيلة السيد أيضا في عدد كبير من الأدوار التليفزيونية منها الأدوار الرئيسية في المسلسلات التلفزيونية المتميزة على مدى ما يقرب من خمسة وعشرين عامًا، وشاركت في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايقرب من ثلاثين عامًا.

جوائز وتكريم 

نالت نبلية السيد العديد من  الجوائز ومظاهر التكريم ومن بينها: جائزة «المركز الكاثوليكي للسينما» عام 1980 م، التكريم  من الرئيس الراحل  محمد أنور السادات والذي عندما شاهدها تبكي من شدة الفرح قال لها: «امسكي دموعك شوية دي انتي اللي بتضحكينا».

 وحصلت على عدة جوائز عن بعض أدوارها الثانوية بالأفلام التي شاركت فيها، وشاركت في خمسة أفلام بقائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام 1996م هما: سواق الأتوبيس «8»، يوميات نائب في الأرياف «63»م، خلي بالك من زوزو «79»، حدوتة مصرية «84»، «أبي فوق الشجرة «88»م.

رحيل  وأثر باق 

ورحلت نبيلة السيد في 20 يونيو 1986م، بعد رحلة امتدت لعقود طويلة أثرت بها الحركة الثقافية والفنية وأصبحت نجمة من نجمات الفن المصري.