الثلاثاء 2 يوليو 2024

ثورة 30 يونيو.. سجل أسود لجرائم الجماعة الإرهابية واستهداف الشعب المصري

الجماعة الإرهابية

تحقيقات30-6-2024 | 11:40

قبل 11 عاما، وقف الشعب المصري يدا واحدة في ثورة 30 يونيو ضد حكم الجماعة الإرهابية معلنا رفضه لاستمرارهم في السلطة مطالبين بشعار واحد "يسقط حكم المرشد"، كان هذا بعد عام من الحكم من منتصف 2012 وحتى 30 يونيو 2013، كان كافيا وشاهدا على إجرام الجماعة الإرهابية وفشلها ومحاولتها طمس هوية الوطن وجره إلى براثن الفوضى والعنف والاقتتال الداخلي.

وعلى مدار تاريخها ارتكبت الجماعة الإرهابية عددا من الجرائم بحق الشعب المصري، لكن عام حكمهم كان من الفترات الأكثر عنفا وشهد جرائم الاعتداء على الشعب المصري، مثل أحداث مكتب الإرشاد وأحداث الاتحادية، وكذلك العنف كوسيلة ضد كل من عارضهم بعد 30 يونيو من خلال أحداث متعددة من أبرزها مذبحة كرداسة وأحداث بين السرايات وحرق الأقسام وغيرها.

أحداث الاتحادية 2012

في 5 ديسمبر 2012، وقعت أحداث قصر الاتحادية، في محيط القصر الرئاسي، حيث طالب متظاهرون ومحتشدون في محيط القصر، بإلغاء الإعلان الدستورى الذي أعلنه الرئيس الإخواني حينها، وحصن فيها قراراته، فأطلقت القوى السياسية دعوى للاعتصام رافضين تجاهل مرسي لمطالبهم لإلغاء الإعلان الدستوري.

لكن بعض أفراد الجماعة هددوا المعتصمين وبدأت الاشتباكات الدامية حينها، في ليلة شهدت سقوط عدد من الضحايا بين قتلى ومصابين إثر هجوم أنصار المعزول على المحتجين، وكان من أبرز ما شهدته تلك الأحداث استشهاد الكاتب الصحفي الحسيني أبو ضيف وسادت حالة من السخط والغضب القوى المدنية والشبابية وتواصلت ردود الفعل العالمية والدولية على الأحداث الدامية.

وفي صباح اليوم، خرجت جموع من الشعب المصري في ميدان التجرير في تظاهرات المنددة بالأحداث الدامية وقرروا تنظيم مسيرات إلى الاتحادية تحت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، قابلها احتشاد شباب الإخوان في ميدان رابعة العدوية يوم الجمعة السابع من ديسمبر، مهددين بالاشتباك حال قرر مرسي تعديل الإعلان الدستوري، وتظاهر الآلاف من المواطنين في ميدان التحرير ضمن ما سموه مليونية " الكارت الأحمر"، المطالبة برحيل مرسي، وإسقاط الاستفتاء على الدستور الذي أعدته اللجنة التأسيسية، والإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس.

أحداث مكتب الإرشاد

تعد أحداث مكتب الإرشاد في 30 يونيو من الجرائم الأكثر عنفًا في هذا الوقت، إذ بدأت الاشتباكات بين أنصار مرسي والإخوان من ناحية، والمطالبين برحيله من الحكم آنذاك من ناحية آخرى، أمام مقر مكتب الإرشاد في المقطم؛ وهو ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين حينها.

أحداث بين السرايات

بعد بيان مهلة الـ48 ساعة لحل الأزمة السياسية في مصر، الذي أعلنته القوات المسلحة في 1 يوليو، بدأت الجماعة الإرهابية والجماعات المتحالفة معها في تنظيم اعتصامهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وكانت منطقة بين السرايات شاهدا على واحدة من تلك الجرائم، حيث اعتدت عناصر من الإرهابية بالأسلحة الآلية والخرطوش على المواطنين لإرهابهم، واعتدوا على المواطنين من أهالي منطقة بين السرايات وكذلك قوات الشرطة، بعد أن قطعوا الطريق بالقرب من كوبري ثروت، فضلا عن استهداف قناص للعقيد الشهيد ساطع النعماني مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور آنذاك، الذي أصيب في وجهه حينها وأسفرت الأحداث عن سقوط عدد من الأهالى ببين السريات، واستشهد العقيد ساطع النعماني بعد سنوات من العلاج.

مجلس حرب في سيناء

مع بيان عزل مرسي والإخوان عن الحكم في 3 يوليو 2013، واعتصام الجماعة في ميداني النهضة ورابعة العدوية، أعلنت منصاتهم تأسيس أسموه بمجلس الحرب لقتال الجيش والشرطة وتوعدوا بالقتل والعنف ضد كل من يعارضهم، وقال القيادي الإخواني محمد البلتاجي في تصريح شهير له إن الإرهاب فى سيناء سيتوقف إذا عاد مرسي للحكم.

أحداث البحر الأعظم

فى 15 يوليو 2013، وبعد أيام من عزل الجماعة عن الحكم، واصلت الجماعة أعمالها الإرهابية من خلال تنظيم مسيرات تجوب شوارع محافظة الجيزة بغرض استخدام العنف وفرض السطوة وترويع المواطنين، ووقعت اشتباكات حينها في شارع البحر الأعظم، مما تسبب فى قتل 5 من المواطنين وإصابة 100 آخرين.

أحداث مسجد الاستقامة

في 22 يوليو 2013 تواصلت وتيرة أعمال العنف في إطار مخطط الإرهابية لنشر الفوضى حينها، فخرج عدد من عناصر اعتصام في ميدان النهضة، واتجهوا باتجاه ميدان الجيزة، وقطعوا الطريق العام وأشعلوا النيران في إطارات سيارات ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 21 آخرين.

وبالتزامن مع هذه الأحداث مسجد الاستقامة، قطعت عناصر الإخوان بمحافظة القليوبية الطريق الزراعي في اليوم ذاته، في محاولة منهم لوقف حركة التنقل بين المحافظات تنفيذا لمخطط نشر العنف، وحاولوا وقف حركة القطارات، لكن الأهالي اعترضوا وانتهت الأحداث بمقتل اثنين من المواطنين وإصابة 7 بينهم ضابط شرطة.

أحداث سيدي جابر

وفي الإسكندرية، في 1 يوليو 2013 هاجم الإخوان المواطنين الذين تظاهروا رفضا للجماعة، أمام مقر الجماعة بمنطقة سيدى جابر، وهاجمت عناصر الإرهابية المواطنين بوابل من الرصاص ما تسبب في وفاة 4 أشخاص هم: أحمد متولى، محمود سليمان، وناردين لويس، والمصور الأمريكى أندرو ديكسويل.

وتواصلت الأعمال الإرهابية ضد المواطنين في محافظات أخرى مثل بورسعيد والفيوم وغيرهما من المحافظات.

وتجددت الاشتباكات في الإسكندرية، وتحديدا في 5 يوليو 2013، حيث شهدت المدينة اشتباكات عبر الأسلحة النارية والبيضاء وزجاجات المولوتوف، واعتدى عناصر الجماعة الإرهابية على المواطنين ما أسفر عن 12 قتيلا و18 مصابا في الأحداث التي عرفت حينها باسم أحداث سيدي جابر.

مذبحة كرداسة

في يوم فض اعتصام رابعة والنهضة، تحركت عناصر الإرهابية لترتكب واحدة من أكثر جرائمها عنفا باستهداف وحرق أقسام الشرطة وبعض الكنائس، وكانت الحادثة الأبرز حينها، هي اقتحام قسم شرطة كرداسة وارتكاب مذبحة فيه، أسفر عن قتل مأمور القسم ونائبة ونحو 12 ضابطا وفرد شرطة وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، حيث قتل عناصر الإرهابية اللواء محمد جبر مأمور مركز شرطة كرداسة، وكذلك الشهيد النقيب هشام شتا، والعقيد عامر عبدالمقصود نائب مأمور المركز، وغيرهم من أفراد وقوات قسم كرداسة، الذين استشهدوا دفاعًا عن وطنهم رافضين إخلاء القسم وتسليمه للعناصر الإرهابية.

مذبحة رفح الثانية

وكذلك في 19 أغسطس 2013، نفذت العناصر الإرهابية بشمال سيناء مذبحة رفح الثانية، والتي أدت لمقتل نحو 25 شهيدًا من مجندي القوات المسلحة رمياً بالرصاص، كانوا يستقلون حافلتين في طريقهم لتسلم شهادات إنهاء خدمتهم العسكرية، وقاد الهجوم على المجندين مجموعة من المسلحين، أبرزهم عادل حبارة، الذي نفذ فيه حكم الإعدام 15 ديسمبر 2016، بعد 3 أعوام من المحاكمة.

اغتيال النائب العام

ومن حوادث الاغتيالات والسجل الأسود للجماعة الإرهابية، يأتي حادث اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، في 29 يونيو 2015، بسيارة ملغومة أثناء توجهه إلى عمله، وهو على بعد 200 متر من منزله، حيث كان قد بدأ التحرك بموكبه الخاص.

تنظيمات إرهابية 

وبعد ثورة 30 يونيو 2013 تشكلت عددا من التنظيمات الإرهابية التي ينتمي أعضاؤها للجماعة الإرهابية، من بينها ما عرف بتنظيم لواء الثورة، والذي كان أحد أذرع جماعة الإخوان التي شكلها القيادي الاخواني محمد كمال تحت اسم الحركات النوعية، وكذلك حركة حسم الإرهابية التي تركزت هجماتها على رجال الشرطة والقضاء، تحت شعار "بسواعدنا نحمي ثورتنا"، وبدأت في يناير 2014، كما تأسست حركات أخرى مثل مولوتوف” في ‏فبراير 2014 وكتائب أنصار الشريعة بأرض ‏الكنانة، وغيرهم من التنظيمات، وفقا لدراسة نشرها المركز المصري للفكر والدراسات.

واستهدفت هذه التنظيمات الإرهابية الدولة المصرية بعدد من العمليات، من أبرزها استهداف مديريات الأمن، ومنها عملية تفجير مديرية أمن الدقهلية في 24 ديسمبر 2013، عن طريق سيارات مفخخة والذي أسفر عن سقوط 16 شهيدًا، و150 مصابًا، وحينها أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس تبنيها للحادث الإرهابي.

وفي 24 يناير 2014، تعرض مبنى مديرية أمن القاهرة لانفجار أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة ما يقرب من 100 شخص، وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس وقتها، مسؤليتها عن الحادث الإرهابي.

ومن بين عمليات استهداف أقسام الشرطة التي نفذتها الجماعة الإرهابية، كان تفجير قسم أول شرطة المنصورة، وذلك في 24 يوليو 2013، استشهد مجند أمن مركزي بالمنصورة متأثرًا بإصابته بالإضافة إلى إصابة عشرات المجندين والأفراد، وكشفت الأجهزة الأمنية بعد ذلك أن وراء ارتكاب ذلك الحادث، سبعة عناصر إرهابية منتمين لجماعة الإخوان.

كما نفذت عمليات أخرى على مدار السنوات التالية منها استهداف كمين العجيزى بمدينة السادات في المنوفية في الحادي والعشرين من أغسطس 2016، عبر إطلاق اعيرة نارية، ما أسفر عن استشهاد 2 من رجال الشرطة، وإصابة 3 آخرين و2 مدنيين.

وكذلك في أول إبريل 2017، أعلنت جماعة لواء الثورة مسؤوليتها عن استهداف مركز تدريب للشرطة بمدينة طنطا، وذلك عبر زرع عبوة ناسفة قرب المركز ما أسفر عن استشهاد ضابط شرطة، وإصابة 13 شرطيا و3 مواطنين، وفي العام نفسه وقعت عملية استهداف كمين مدينة نصر، وكان ذلك في الأول من مايو 2017، حيث أعلنت الحركة مسئوليتها عن اغتيال 3 من رجال الشرطة، وذلك باستهداف سيارة شرطة بمدينة نصر بطريق الواحة، وكذلك في التاسع عشر من يوليو2017، تبنت الحركة تفجير سيارة أمنية بمنطقة المعادي، ما أسفر عن مقتل ضابط شرطة وإصابة آخر و3 مجندين، وفي 8 يونيو 2017، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن استهداف الملازم أول إبراهيم عزازي في حادث إطلاق نار أثناء خروجه من محل إقامته متوجها للمسجد لأداء صلاة الجمعة.

هذا بجانب استهداف عددا من المنشآت الحيوية، منها انفجارات بمحيط جامعة القاهرة، حين ضربت ثلاثة انفجارات محيط جامعة القاهرة في 2 إبريل 2014، مما أدى لاستشهاد ضابط شرطة وإصابة خمسة آخرين، فيما أعلنت جماعة «أجناد مصر» وقتها، مسؤوليتها عن التفجير الذي أدى إلى مقتل رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة العميد طارق المرجاوي، وإصابة 5 آخرين.

وبعد أقل من شهر، وقع انفجار أخر أمام كلية الفنون التطبيقية بجامعة القاهرة، في 28 أبريل 2014، وجاء ذلك عقب العثور على قنبلتين في الإشارة المرورية التي تربط كلا من شارعي ثروت والجامعة، وانفجرت إحداهما.

وفي 2 مارس 2015، وقع انفجار بمحيط مقر دار القضاء العالي، أسفر عن مقتل شخص، وإصابة ثلاثة ضباط ومجندين اثنين وأربعة مواطنين، وأعلنت جماعة «العقاب الثوري» وقتها مسؤوليتها عن التفجير.

تفجير معهد الأورام

انفجرت سيارة مفخخة في عام 2019 أمام معهد الأورام وذلك أثناء سيرها عكس الاتجاه أمام المعهد هربًا من المطاردة الشرطية، وأسفر الحادث عن وفاة 19 شخصًا وإصابة 30 أخرون والحاق أضرار جسيمة بمبنى معهد الأورام.

استهداف المسيحيين

كما تم الاعتداء على نحو 70 كنيسة ومنشأة قبطية في محافظات القاهرة، والجيزة، والفيوم، والمنيا، وسوهاج، والسويس، وأسيوط، وبنى سويف، والعريش، بعد 30 يونيو 2013 من بينها حرق دير العذراء والأنبا إبرام بالمنيا، وذلك في 4 يوليو 2013، عقب بيان عزل مرسي، إذ تم حرق دير العذراء والأنبا إبرام، وما بداخله من محتويات كنيسة العذراء الأثرية، وكنيسة مارجرجس، ومبنى خدمات ومقر إقامة الأسقف، وحرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس، إضافة إلى مهاجمة كنيسة مارمينا بمنطقة أبوهلال في مدنية المنيا، ومهاجمة كنيسة الأنبا موسى الأسود، وقذفها وإلقاء زجاجات المولوتوف بمنطقة أبوهلال، وحرق كنائس ماريوحنا بشارع السوق والانجيلية بأبو هلال والمعمدانية بمركز بنى مزار.

ومن أبرز الأحداق أيضا في 9 أبريل 2017، عندما استهدف هجومين إرهابيين كنيستي مارجرجرس في طنطا ومارمرقس بالإسكندرية، خلال تفجيرات أحد السعف، حيث تزامن التفجير مع توافد المسيحيين لصلاة الأحد والاحتفال بعيد السعف، استهدف الإرهابيون كنيسة مار جرجس قبل الساعة العاشرة صباحًا، ونجم عن انفجار عبوة ناسفة شديدة الانفجار وفاة 29 شخصًا وإصابة 76 آخرين، بينما أسفر تفجير كنسية مارمرقس الانتحاري والذي وقع قرابة الثانية عشر ظهرًا عن وفاة 17 شخصًا وإصابة 48 آخرين.

وفي 29 ديسمبر 2017، استهدف هجوم إرهابي كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان، أسفر عن استشهاد 10 أشخاص وإصابة 5 آخرين، وكشفت الأجهزة الأمنية أن منفذ الهجوم «إبراهيم إسماعيل»، أحد العناصر المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، استقل دراجة بخارية وبحوزته سلاح آلى وأطلق النيران على قوة تأمين الكنيسة، وعددا من المواطنين، لكن تمكن مأمور قسم شرطة حلوان من إصابة المتهم والقبض عليه.