الثلاثاء 2 يوليو 2024

متلازمة 30 يونيو

مقالات30-6-2024 | 14:42

 كلمة "متلازمة" في الأمراض تشير إلى مجموعة من الأعراض والعلامات التي تظهر معا وتدل على حالة مرضية معينة تختلف وقد لا تشير إلى سبب محدد ولكنها تصف نمطا معينا من الأعراض.

وفي هذه الأيام تنتشر متلازمة 30 يونيو والتي يعانيها مطاريد الشعب المصري طوال العام وتشتد أعراضها قبل المناسبات القومية أو حين الأزمات حيث يتخيل المصاب بها أن المصريين ساعة ما يواجهون أزمة ما سيرجعون عما خرجوا من أجله في الثلاثين من يونيو.

ويأتون بهؤلاء المطاريد الذين منعهم المصريون من الاستمرار في العبث بمقدراتهم ليبدوا لهم الأسف والندم وينتظرون منهم العقاب والثأر من خطيئتهم بإزاحة دراويش الأمريكان الذين ضموا الإخوان وتوابعهم من التيارات التي اتفقت جميعها على خديعة المصريين للوصول على الحكم. ويمكن لـ أي مصري طبيعي أن يكتشف المصابين بتلك المتلازمة وسأسرد بعضا من هذه العلامات تجنبا للعدوى حيث تجد المصاب بها كاتما مرضها ولا يعلنه لكنه يحاول بث أعراضه بين الناس ومن الأعراض أن يتلاعب بالعملة الأجنبية ثم يتهم الدولة بالفشل حين تنخفض قيمة الجنيه ولو ارتفعت قيمته سيصف ذلك بأنها لعبة تمارسها السلطة.

ويرسل المصاب بهذا المرض أبناءه للانضمام إلى داعش وحين يفضحون سيقول إنهم ما فعلوا ذلك إلا نتيجة للسياسات القائمة سيمارسون التحريض ضد الدولة عبر وسائل التواصل وإن وضعوا تحت المساءلة سيبثون الاتهامات بتكميم الأفواه ولو تصدى الإعلان لهذه الشائعات سيرفعون له تهمة "التطبيل" وسيتلقفون بلهفة أي حديث سلبي عن مصر في الإعلام الأجنبي وإن نش ذات الإعلام كلاما إيجابيا سيقولون اشتروا وسائل الإعلام التي باعت ضميرها سيستغلون الفقراء في المناطق العشوائية ويصرخون على سلم نقابة الصحفيين أين العدالة الاجتماعية.

وإن قامت الدولة ببناء مساكن حديثة لهم سيقولون إن الدولة تمارس التهجير القسري للأهالي وتفسد حياتهم وحين تبني الدولة مسجدا سيصرخون بطون الفقراء أولي وإن هدمت الدولة مسجدا لتوسعة طريق سيقولون أرأيتم كيف يحاربون الإسلام.

هكذا هو المنهج الذي يسير به المصاب متلازمة 30 يونيو وهو منهج قائم على شيطنة أي محاولة إصلاح وتلبيس ثوب الثورة والرغبة في التغيير لكل محاولاته الشيطانية فالهدف واحد لم يتغير وهو إرباك هذه الدولة وهز أركانها بشتى السبل وبكل الأدوات ولا يعنيهم أبدا مصير هذا الشعب وانظروا حولكم أي شعب جني الخير حين قرر الاستسلام إلى تلك الدعايات الخبيثة والتي لن تنطوى مرة أخرى على المصريين وهنا يمكن فهم كيف يظهر هؤلاء على وسائل التواصل ليسبوا هذا الشعب ويتهمونه بالسلبية وأنه خانع وراض بأحواله.

وهنا نقطة فارقة يجب أن ننتبه إليها جميعا أن هؤلاء حين يتكلمون بلسان مشاكلنا أو أزمة نواجهها فما يفعلون ذلك إلا لاستخدامنا لتمرير ما فشلوا في تمريره إبان ثورة 25 يناير التي ركبوا أهدافها وجنوا ثمارها لتحقيق هدفهم الأكبر وهو الاستيلاء على الحكم عبر حالة فوضى يتم افتعالها بأي أسباب وتحت أي ظرف لإسقاط هذه الدولة وإنهاء مؤسساتها فهم لا يجيدون العيش إلا كالأمراض التي لا تقوى إلا إذا ضعف الجهاز المناعي للجسم فينهار تحت هجمات المرض الذي يسعى دوما للسيطرة على الجسد. ونحن في ذكرى الثلاثين من يونيو لنجدد العهد مع إرادتنا بالتمسك بمسارنا وأننا قادرون على الدوام على تعديله أو تصويبه حين يحتاج الأمر لكن بنية وطنية خالصة متجردة تعمل لصالح هذا الشعب الذي لا يلدغ من جحر مرتين وليعلم هؤلاء المرجفون أنهم مفضوحون فالمصريون.

أدركوا لعبة المتاجرة بظروفهم وسيبقون ملتفين حول مصيرهم يحمونه من هجمات وخبث وسوء طوية هؤلاء الذي يظهرون لنا المودة ويبطنون لنا خناجر الغدر والانتقام والشماتة لأننا طردناهم يوما ما وعجز عن نصرتهم أسيادهم في الخارج الذين أوهموهم بانهم قادرون على إبقائهم في الحكم رغم إرادة المصريين ويوما سنعيد قص تلك الأيام الصعبة التي نعيشها اليوم على الأجيال اللاحقة التي بلا شك سيكون مستقبلها أفضل طالما تمسكنا بإرادتنا وأبقيتنا يقظتنا على أعلى درجات التأهب والرصد..

وكل عام ومصر وأهلها بخير وسيبقى المرجفون ناكسي روؤسهم يتجرعون المهانة والخزي.