احتفاءً بمرور 11 عامًا علي ثورة 30يونيو التي تحل ذكراها اليوم أكد الناقد والشاعر عبد الحافظ بخيت لبوابة "دار الهلال" أن 30 يونيو لعبت الدور الأهم في إنقاذ مصر من الضياع وأسست لمفهوم جديد نحو بناء الإنسان بناءً عصريًا يتناسب وطبيعة المرحلة للحظة التاريخية الراهنة.

وأشار بخيت إلى أن ما فعله المثقفون من انتفاضة ضد جماعة الإخوان، التي حاولت أن تبتلع وزارة الثقافة بتعيين علاء عبد العزيز وزيرًا للثقافة حينذاك، ورفض هذا الأمر والوقوف في مواجهة تغوُّل هذه الجماعة كان الشرارة الأولى التي انطلقت لتزيح جماعة الإخوان وكانت تأسيسًا مهمًا لقيام 30يونيو.

وأضاف: "لعبت 30يونيو دورًا مهمًا أيضًا في تطوير الوعي الثقافي والفني، ما جعل هناك تحولات في الرؤية الوطنية لصناعة فنون هادفة تؤكد روح الانتماء، وتعيد على واعية الشعب لحظات التحول الخطيرة التي أحدثتها هذه الجماعة في جعل مصر وطنًا مشاعًا يتجاوز تاريخه الحضاري وخصوصيته الجغرافية، وذلك حين تحالفت النخبة المثقفة مع النخبة الحاكمة لإنقاذ مصر، ومن هنا حدث تحول على المستوي الإبداعي، فاتجهت الإبداعات الأدبية بأشكالها المختلفة إلى استلهام روح الثورة، والتأكيد علي معطياتها الثقافية، والاجتماعية، لتدعم تلك الثورة وتضع يدها على امتدادتها المختلفة في تحولات الوعي المصري تجاه معركة الداخل الذي كان يحتاج إلى إعادة تخطيط، وهو ما يحدث الآن من عمل البنيات التحتية وغيرها لبناء الإنسان، ومعركة الخارج في تلك المؤامرات التي كانت تدار ضد مصر، وكان العقل المثقف المصري واعيًا لتلك المعركة تمامًا ودافعًا إلى دعم الدولة في استرداد ريادتها وموقفها الإقليمي والعالمي".

ولفت الناقد والشاعر عبد الحافظ بخيت إلى أنه في كل هذا كان المثقفون يحلمون بوطن قوي قادر على مواجهة كل التحديات، خاصة قوى الشر التي تتربص بمصر وحربها ضد الإرهاب، وقد استطاعت مصر أن تتحمل الحرب بالوكالة ضد الإرهاب الذي فشل في أن يضعف قوة مصر، أو يفسد عليها الداخل، وبالرغم من أن مصر دفعت فاتورة باهظة في ذلك، لكنها استطاعت أن تحافظ علي كيانها الداخلي، وموقعها الجغرافي، وموقفها الإقليمي، وريادتها باعتبارها أحد أهم القوى الفاعلة في المنطقة، ورغم ما تواجهه مصر الآن من تحديات لكن دعم النخبة المثقفة لها يقوّي من موقفها وتأكيد هويتها الوطنية وتنامي دورها في المنطقة داخليًا وخارجيًا.