عانى المصريون قبل قيام ثورة 30 يونيو، من أوضاع مضطربة وعدم استقرار وتردي الأوضاع المعيشية والخدمات، ولعل أبرز ما غاب عن المصريين في تلك الفترة كان فقدان الأمان، ومع كل هذه الأوضاع غير المسبوقة خرج الشعب المصري ليقول كلمته، بثورة تاريخية كانت نقطة فاصلة ليس في تاريخ البلاد وحسب بل في تاريخ المنطقة ككل، فخرج المصريون جميعا إلى الشوارع والميادين، ليرفضوا استمرار حكم جماعة التطرف والإرهاب للبلاد.
ومع الذكرى الـ 11 لقيام هذه الثورة، أشاد الدعاة ورجال الدين بتلك الثورة التي غيرت مجرى مستقبل البلاد، فقال أمين الفتوى بدار الإفتاء الدكتور خالد عمران "إن الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو يأتي من منطلق ما أحدثته من تغيير في حياة هذا الشعب الكريم، فكانت يوما تاريخيا فاصلا في تاريخه، وبها أنهى الشعب حكم دعاة الظلام ودعاة التخريب والذين يدعون للتطرف".
وأضاف عمران - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن خروج الشعب بهذه الأعداد الغفيرة إنما بعث رسالة للعالم أجمع بأن هذا الشعب يرفض التطرف، ويرفض أي محاولة من أجل تخريب الدولة وطمس هويتها، مؤكدا أن الشعب ماض في طريق البناء والتعمير والتنمية ليعوض ما فاته، ويخلق مستقبلا أفضل.
وتابع أن الاحتفال بهذه المناسبة إنما يأتي لتذكيرنا بالوقوف في وجه التحديات، كما أنه مناسبة لنجدد واجبنا نحو الدولة والجمهورية الجديدة، وأننا نستلهم من هذه الذكرى الواجب المفروض علينا نحو التجديد والعمران والتعمير في الأرض كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأن مصر دائما قادرة على مواجهة التحديات، والعبور إلى بر الأمان، داعيا الله أن ينعم على مصر دائما بالسلام والأمان.
فيما، أكد شيخ مشايخ الطرق الصوفية الدكتور عبدالهادي القصبي أن ثورة 30 يونيو كانت شعبية ليس لها مثيل في التاريخ، وامتد أثرها ليس على طول التراب المصري وتاريخ الدولة وحسب، بل كان لها أثرها الكبير على المنطقة ككل.
وأضاف القصبي - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن ثورة 30 يونيو حافظ من خلالها الشعب المصري على عزيمته وشجاعته من أجل الحفاظ على مصر وهويتها وثقافتها وأمنها واستقرارها في مواجهة قوى التطرف، وأن الإنجاز العظيم يعد حدثًا فارقًا ونقطة انطلاقة كبيرة نحو بناء الجمهورية الجديدة، مشددا على أن الثورة كانت بداية طريق الإصلاح والتنمية وتنفيذ مشروعات قومية عملاقة ستضع الدولة في مكانة عالمية قريبا.
بدوره، أكد السيد محمود الشريف نقيب الأشراف، أن الشعب المصري ضرب أروع الأمثلة في التحضر والرُقي خلال ثورة 30 يونيو، التي استطاعت أن تعيد لهذا الوطن كرامته، وأن تكتب له النجاة من مصير غامض كان ينتظره.
وقال الشريف إن الدولة المصرية قيادة وشعباً لا تعرف الانكسار أو الانهزام، وقادرة على تمييز رجالها الذين يبذلون التضحيات حبًا وعرفانًا وإخلاصًا من أجل رفعة وطنهم، مطالبا جموع الشعب المصري بالتكاتف خلف قيادته الحكيمة، وقواته المسلحة الباسلة، ومؤسساته الوطنية الرشيدة، والإصرار والعمل والإنتاج، من أجل رفعة وطننا الغالي وتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات لتحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار في مختلف ربوع وطننا الغالي.
ودعا نقيب الأشراف، المولى عز وجل أن يديم نعمتي الأمن والأمان على مصر وشعبها، وأن يحفظها وقائدها وجيشها ورجال أمنها من كل مكروه وسوء، وأن يحفظ وطننا من كيد الكائدين، لاستكمال مسيرة التقدم والرخاء، وأن يعم الأمن والسلام على العالم أجمع".