أوضاع مأساوية يتعايش فيها الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ يحرمون من الطعام والعلاج، في حين يلجأ الاحتلال إلى بتر أقدم الأسرى الذين يعانون من مرض السكري بدلاً من علاجهم، مما أدى إلى تردي حالتهم الصحية والنفسية، وعلى الصعيد الميداني، واصلت المقاومة الفلسطينية استهداف جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في القطاع، فضلاً عن قصف البلدات الإسرائيلية برشقات صاروخية مركزة.
العدوان على غزة
في اليوم الـ269 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرتين، وصل منها للمستشفيات 23 شهيداً، إلى جانب 91 مصاباً، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 37.900 شهيداً، بالإضافة إلى إصابة 87.060 آخرين بجراح مختلفة.
إلى ذلك، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن مدير مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة، الدكتور محمد أبو سلمية بعد اعتقال دام أشهر، بسبب الاكتظاظ في سجونه.
وأسال الإفراج عن "أبو سلمية" الكثير من الحبر في الأوساط الإسرائيلية، إذ تبرأ مسؤولون في الجيش والمخابرات وسلطة السجون ووزارة الأمن القومي اتهامات بشأن المسؤولية عن اتخاذ القرار، في حين طالبت المعارضة الإسرائيلية بإقالة المسؤول عن اتخاذ القرار.
وجاء الإفراج عن أبو سلمية، نظراً لحالة الإكتظاظ في السجون الإسرائيلية، وفقاً لـ"الشاباك" الإسرائيلي، الذي حمل وزارة الأمن القومي، برئاسة إيتمار بن جفير، المسؤولية عن عدم اتخاذ خطوات لزيادة الأماكن في السجون.
من جهته، اعتبر بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، أن إطلاق سراح أبوسلمية خطأ جسيم وفشل أخلاقي، وهذا القرار اتخذ دون علم المستوى السياسي.
أوضاع مأساوية للأسرى
وكشف أبو سلمية، عن الكثير من المعاناة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حيث قال:"إنهم يتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب"، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال يتعامل معهم، كأنهم جمادات، متابعاً:"والأطباء الإسرائيليين كانوا يعتدون علينا بالضرب".
وأردف:"الطواقم الطبية التابعة لإدارة السجون تعتدي على المعتقلين والأسرى ضرباً في مخالفة للقواعد الإنسانية، ويقومون ببتر أقدام أسرى يعانون من مرض السكري بدلاً من تقديم العلاج لهم، ويحرم جميع الأسرى من حقوقهم وأدويتهم".
وأضاف:"لم تزرنا أي مؤسسة دولية في السجون الإسرائيلية، وكنا ممنوعين من الالتقاء بأي محام، وتركنا الكثير من المعتقلين خلفنا وهم في حالة صحية ونفسية سيئة جداً".
وأوضح، أن أي المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال لم يتناول أكثر من رغيف خبز واحد يومياً منذ شهرين كاملين.
في غضون ذلك، قالت حركة حماس، إن حالة الأسرى المفرج عنهم اليوم وشهاداتهم تؤكد السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال.
وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بحماية المعتقلين، داعية اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى كشف مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من قطاع غزة، ويعمل على إخفائهم قسراً في ظروف لا إنسانية.
التطورات الميدانية
ميدانياً، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت بقذائف "هاون" جنود وآليات الجيش الإسرائيلي المتوغلين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط استمرار المعارك في المنطقة.
وذكرت السرايا، أن مقاتليها استهدفوا دبابة ميركافا صهيونية بقذيفة "آر بي جي"، موضحة أنهم اشتبكوا مع الجنود في الموقع ذاته جنوب غربي مدينة رفح.
وأضافت، أن مقاتليها قصفوا "بصواريخ 107" مقراً لقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في قاعدة "أميتاي" العسكرية قرب موقع كرم أبو سالم، مشيرة في الوقت ذاته أنها قصفت بقذائف الهاون تمركزاً لجنود وآليات الاحتلال على خط الإمداد في محور نتساريم جنوب غزة.
وأشارت إلى أنها قصفت مستوطنات كيسوفيم والعين الثالثة ونيريم وصوفا وحوليت، والمستوطنات في المناطق المحاذية لغزة، برشقات صاروخية مركزة.
فيما قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين من نوع "ميركافا" بعبوتين من نوع شواظ في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأردفت القسام، أنها قنصت جندياً إسرائيلياً داخل أحد المنازل في حي الشجاعية، مضيفة إنها استهدفت قوة إسرائيلية متحصنة داخل أحد المنازل في الشجاعية شرق مدينة غزة، مشيرة إلى إيقاعها بين قتيل وجريح.
وأعلنت عن تفجير دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا 4" بعبوتي "العمل الفدائي" جنوب شارع الطيران بحي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي القطاع.
في المقابل، أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي وإصابة آخر من لواء ناحل في معارك بجنوب قطاع غزة، وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجندي قتل بانفجار مبنى مفخخ في رفح.