لا انفراجة في المشهد الفلسطيني المتأزم، حيث تواصلت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وسط تحذيرات من موجة نزوح جديدة تخرج من خان يونس، تزامنًا مع تكبيد الاحتلال خسائر فادحة في المعدات والأفراد.

العدوان على غزة

في اليوم الـ270 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر، وصل منها للمستشفيات 25 شهيدًا، إلى جانب إصابة 81 آخرين، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، 37.925 شهيدًا، بالإضافة إلى إصابة 87.141 آخرين.

إلى ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية، بأن 270 مريضًا غادروا مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد أوامر إخلاء إسرائيلية، موضحة أن 270 مريضًا، إلى جانب الطواقم الطبية، غادروا المستشفى ذاتيًا، مشيرة إلى أن عمليات الإخلاء بالمستشفى استؤنفت صباح الثلاثاء.

وأكدت على أن انعدام الأمن قرب أي مستشفى، وعدم إمكانية وصول المرضى والعاملين الصحيين والعاملين الإنسانيين لإمدادات الوقود والإمدادات الطبية والمياه والغذاء، يمكن أن يجعل المستشفيات غير قادرة على العمل بسرعة كبيرة.

وأشارت إلى أن مستشفى غزة الأوروبي لم يتبقى فيه سوى 3 مرضى، و3 آخرين في المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، لافتًا إلى أن معظم المرضى تم تحويلهم إلى "مجمع ناصر الطبي" غربي مدينة خان يونس.

وقد يضطر 250 ألف فلسطيني إلى النزوح مجددًا من مدينة خان يونس، رغم عدم وجود مكان آمن في قطاع غزة المحاصر من الجهات كافة، بحسب وكالة وغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا).

وذكرت الأونروا، أن بعد أسابيع فقط من إجبار الناس على العودة إلى خان يونس المدمرة، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة للمنطقة.

اتصالًا، أعربت سيجريد كاج، كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، عن قلقها حيال أوامر الإجلاء للفلسطينيين من خان يونس، موضحة أنه بعد الهجوم الإسرائيلي على رفح نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى، وبذلك يكون 1.9 مليون شخص حتى الآن اضطروا للنزوح في مختلف أنحاء غزة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أنذر عدة مناطق شرق خان يونس بالإخلاء الفوري بزعم أنها مناطق قتال خطيرة، لتشهد المناطق التي أنذرها بالإخلاء حركة نزوح واسعة.

وفي إطار أوامر الإخلاء الإسرائيلية، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عزمها نقل فريقها الطبي ومرضاها من مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس إلى مستشفاها الميداني في منطقة المواصي بمدينة رفح الفلسطينية.

وأضافت، أنه بمجرد أن تسمح الظروف، سيعود الطاقم إلى مستشفى غزة الأوروبي لاستئناف العمل.

التطورات الميدانية

وعلى وقع معارك ضارية، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين من طراز "ميركافا 4" بقذائف "الياسين 105" في منطقة المخيم الغربي برفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدة رصد هبوط مروحيات للإجلاء.

وأضافت القسام، إن عناصرها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية راجلة، موضحة أنهم أوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

وذكرت أنها استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا 4" بقذيفة الياسين 105 في حي الشجاعية، مبينة أنها استهدفت قوة إسرائيلية من 14 جنديًا تحصنت في منزل بحي الشجاعية بقذيفة "تي بي جي"، مشيرة إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.

في الموازة، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت بوابل من قذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال في محور التقدم في حي الشجاعية، مضيفة أنها قصفت بقذائف الهاون مقرًا للقيادة والسيطرة تابعًا لقوات الاحتلال في موقع أبو عريبان بمحور نتساريم.

في الوقت نفسه، قالت إن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية خاصة متحصنة داخل مبنى بحي الشجاعية بقذيفة "تي بي جي"، مشيرة إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.

في المقابل، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل اثنين من عناصره، بالإضافة إلى إصابة 11 آخرين، في هجوم للمقاومة الفلسطينية على محور نتساريم بغزة.