في الثالث من يوليو عام 2024، نحتفل بالذكرى الـ 141 لميلاد أحد أعظم الكتّاب في تاريخ الأدب العالمي، في القرن العشرين، فرانس كافكا، هذا الكاتب التشيكي الذي كتب باللغة الألمانية، ويعد واحدًا من أفضل الأدباء الألمان في فن الرواية والقصة القصيرة وتُصنف أعماله بكونها واقعية عجائبية، ورغم مسيرته الأدبية القصيرة لكنها مليئة بالإبداع، وما زالت أعماله تثير الدهشة والتأمل حتى يومنا هذا.
ولد كافكا في 3 يوليو 1883 في براغ، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، نشأ في عائلة ألمانية من الطبقة الوسطى، وعمل موظفًا في شركة لتأمين حوادث العمل، مما أتاح له قضاء وقت فراغه في الكتابة.
استطاع هذا الكاتب التشيكي، الذي كتب باللغة الألمانية، أن يخلق مصطلحًا جديدًا في الأدب - "الكافكاوية" - ليصف المواقف العبثية والمربكة التي نواجهها في حياتنا اليومية من مواضيع نفسية مثل الاغتراب الاجتماعي والقلق والذعر والشعور بالذنب، من "المسخ" إلى "المحاكمة" و"القلعة"، ليعبر عن القلق الإنساني والاغتراب في العصر الحديث بطريقة فريدة ومؤثرة.
قدم كافكا روايات وقصصًا قصيرة تتميز بطابعها الغريب والمربك، حيث صوّر غالبًا شخصيات تواجه عوالم بيروقراطية لا منطقية وظروفًا عبثية، عادةً ما تضمنت قصصه أبطالا غريبي الأطوار يجدون أنفسهم وسط مآزق في مشاهد سرياليّة.
نُشرت أول أعماله في مجموعة قصصية بعنوان "تأمل"، مكونة من ثماني قصص ظهرت في العدد الأول من المجلة الأدبية "هايبيريون"، بعدها توالى نشر قصصه مثل "وصف معركة" و"الحكم"، التي أهداها لخطيبته فيليس باور، و"التحول" و"فنان الجوع" و"في مستعمرة العقاب"، وكانت آخر قصصه "جوزيفينه المغنية، أو شعب الفئران".
من أبرز رواياتاته "المسخ"، التي نشرت لأول مرة عام 1915، و"القضية"، التي نشرت عام 1925، وتترجم أحيانا تحت عنوان "المحاكمة"، بالإضافة إلى "القلعة"، و"طبيب ريفي" و" رسائل إلى والدي"، و"سور الصين العظيم" وغيرها.
رحل فرانس كافكا عن عمر يناهز أربعون عامًا وأحد عشر شهرًا، كان الجوع الشديد سببا في وفاته، حيث أصاب المرض حنجرته مما جعل الأكل مؤلمًا جدًّا، ونظرا لعدم وجود حقن التغذية آنذاك لم تكن هناك طريقة لتغذية جسده، لم يتزوج كافكا قط في حياته، لكنه ترك لنا أعمالًا أدبية عظيمة.