في الرابع من يوليو عام 1804، وبينما كانت أمريكا تحتفل بيوم استقلالها، ولد في سالم بولاية ماساتشوستس طفل كان مقدرَا له أن يصبح من أهم الروائيين في عالم الأدب الأمريكي إنه ناثانيال هاوثورن، الروائي والكاتب الذي نحتفي اليوم بذكرى ميلاده الـ 220.

نشأ هاوثورن، ضمن تاريخ عائلي ثقيل - فجده كان من القضاة المشاركين في محاكمات ساحرات سالم الشهيرة - استطاع أن يحول هذا الإرث المظلم إلى إلهام أدبي فريد، من خلال رواياته وقصصه القصيرة، نسج هاوثورن عوالم أدبية تمزج بين الرومانسية والظلام، مستكشفا أعماق النفس البشرية وتعقيداتها.

تدور معظم أعمال هوثورن وقصصه في بيئة بيوريتانية إصلاحية في نيو إنغلند، ووصف بأنه "الرومانسي المظلم"، لأنه كان قادرًا على المزج بين الواقع والخيال بطريقة ساحرة، خالقا أجواءً أدبية فريدة تجمع بين الغموض والجمال، من خلال استكشافه للتاريخ الأمريكي وتعقيدات الروح البشرية، قدم هاوثورن لقرائه رحلة أدبية عميقة في أغوار الذات والمجتمع.

وتعتبر "الحرف القرمزي" من أشهر أعماله الروائية حيث قدم "هاوثورن" من خلالها صورة حية ومعقدة للمجتمع الأمريكي، التي باتت الصورة الكلاسيكية لأمريكا الإصلاحية، كانت كتاباته بمثابة مرآة تعكس التوترات الأخلاقية والدينية التي شكلت الهوية الأمريكية المبكرة.

من أبرز أعماله الأدبية، فانشاو، وهي رواية نُشرت بشكل مجهول عام 1828، و"المنزل ذو الجملونات السبعة"، و" رومنسية بليثديل"، و" سر الطبيب غريمشاو"، بالإضافة إلى المجموعات القصصية، "قصص رويت مرّتين"، و"كرسي الجد"، و" طحالب من أولد مانس"، و" كتاب العجائب للبنات والبنين"، وغيرهم.

رحل  ناثانيال هاوثورن عن عالمن في يوم 19 مايو عام 1864، عن عمر يناهز 59 عاما.