السبت 6 يوليو 2024

حياة كاملة من تزاوج بين الكائنات المختلفة.. ماذا تحتوي قطرات المياة المأخوذة من المحيطات؟

جانب من حياة الكائنات البحرية

ثقافة4-7-2024 | 08:28

إسلام علي

لا يستطيع الغواصون الذين يسبحون ليل نهار بين الشعاب المرجانية، معرفة ما الذي تحتويه كل قطرة في مياه البحار والمحيطات والأنهار، فلا يمكن اكتشاف ما تخبئ لنا تلك القطرة من المياه من عوالم أخرى لم نكن ندرك وجودها إلا تحت المجهر.

ونكتشف تحت المجهر العديد من العوالق الصغيرة، منها القشريات التي تعرف باسم "الكوبيات"، بما في ذلك فصائل مثل الياقوت الأزرق المتلأليء  إلى ديدان تشبه النودلز، فضلا عن مجدافيات الأرجل التي تنتشر في كل قطرة مياه على هذا الكوكب.

تعد هذه الكائنات "مجدافيات الأرجل" من أكثر الكائنات عددا على كوكبنا، فهي تعيش في جميع المحيطات والبحيرات، حتى في الطحالب الرطبة ونفايات الأوراق المبللة، ويمكننا رؤيتها في القارة القطبية الجنوبية.

عمل باحث ومصور أسباني يدعى "أنجيل فيتور" في تتبع هذه العوالم الغير مرئية، في البحار، فقرر ذات يوم يستقل قاربا في البحر الأبيض المتوسط ويغوص لجمع العينات من المياه، وكان ذلك على أعماق متفاوتة ما بين 30 إلى 50 قدما تحت سطح البحر.

أراد فيتور أن يصور طريقة  حياة ومعيشة تلك الكائنات داخل الفقاعات البحرية، كما يمكن أن نصور الكائنات البحرية في الهواء الطلق، وكان كلما يأتي بعينة يذهب بها مباشرة إلى الأستوديو الخاص به في فالنسيا، ويتحدث فيتور عن تصوير هذه الكائنات داخل فقاعات البحر، بأنه كان يمضي ثماني ساعات في محاولة الحصول على صورة واحدة لتلك الكائنات.

ونجح في الأخير في التقاط صور مضاءة بشكل رائع وبألوان نابضة بالحياة لمجدافيات الأرجل، التقط فيتور هذه المخلوقات وهي تقوم بمجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك الأكل والتزاوج وتحرير نفسها من الحيوانات المفترسة.

 ويقول: "كان الأمر بمثابة نافذة على عالم جديد تمامًا بالنسبة لي"، مضيفًا: "إنه مشروع لا أريد له أن ينتهي، وربما لن ينتهي أبدًا، لأنني في كل مرة أذهب فيها إلى البحر أجد شكلًا جديدًا"، وذلك طبقا لما نشرته مجلة "سميثسونيان" العلمية.