السبت 6 يوليو 2024

تجسيدًا لمراحل نزول الرسالة المحمدية.. المعاني الروحية والرمزية في القباب الإسلامية

قبة صحن السلطان حسن

ثقافة4-7-2024 | 08:11

إسلام علي

تتميز القباب الإسلامية، بتواجدها في مساجد العالم الإسلامي، سواء المساجد الأولى في الإسلام في القرون الوسطى أو في العصر الحديث، حيث يكاد لا يخلو مسجد من المساجد من تصميم قباب تتنوع أشكالها وهندستها بمرور الوقت.

تطور تصميم القباب الإسلامية عبر الزمن حتى بلغ أرقى التشكيلات المعمارية والزخرفية في العصور المملوكية، أي منذ حوالي 700 عام، وتتنوع بحسب الأغراض التي بنيت من أجلها، فبعضها خصص للجوانب الجنائزية، وأخرى لاحتواء أسرار علم الهندسة والزخرفة لنقلها للأجيال اللاحقة، إضافة إلى ذلك، ساهمت القباب في ضبط درجات الحرارة داخل المباني الإسلامية، وأظهرت مهارة التلاعب بالظل والضوء داخل هذه المباني.

المعاني الرمزية والروحية للقباب

تعكس القباب عشرات المعاني الروحية والرمزية، والتي تتغير بإختلاف شكلها الخارجي ومضمون زخارفها، ويمكن أن نضمن بعض من تلك المعاني الأكثر شهرة والتي من بينها: رمزية لعين البصيرة داخل المسلم، والتي يصل إليها عن طريق درجات روحية متنوعة والتي كان أولها الخلاص من العالم المادي.

في أحد فصول كتابه "الفتوحات المكية"، يطرح ابن عربي مفهومًا عميقًا في الدين الإسلامي، وهو "الوحدة والتعددية" يوضح ابن عربي أن الخالق، في خلقه للكون بجميع عوالمه وأشكاله المتنوعة، يوجه رسالة إلى جميع المخلوقات بوجود العودة إليه مرة أخرى.

وقد جسد المعماريون هذا المفهوم في تصميم القباب، حيث تمثل الزخارف جميع المخلوقات في رحلة روحية تنطلق من الأرض وترتفع نحو السماء، رمزا للعودة إلى الخالق، فتعكس القباب الإسلامية رمزية العودة إلى الوجدة الإلهية مرة أخرى.

فتتميز جميع القباب في شكلها الخارجي والداخلي، بأنها تنطلق من قاعدة التي عادة ما تكون مكعبة "رمز الأفلات من العالم المادي" مجسدة رحلة غير مادية في هيئة معمارية تنتهي نحو معرفة الخالق.

وعلى الجانب الآخر، يفسر سيد حسين نصر، وهو أستاذ في جامعة واشنطن، القباب الإسلامية بمنظور أخر في كتابه The garden of the thruth”" عن أن  القبة الإسلامية بنيت في الأساس على ثلاثة مراحل وهي المكعب السفلي، والجزء المثمن الذي يضمن الوصول إلى الجزء الأخير وهو القبة الأسطوانية.

يرمز "حسين" الجزء الثالث "الإسطواني" إلى منبع الحكمة الإلهية التي تأتي من الخالق سبحانه وتعالى، أما الجزء الإسطواني نفسه فيجسد العالم الملكوتي، ويرمز به إلى جبريل عليه السلام الذي يتلقى الوحي الإلهي وينقله إلى قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأخيرا، يمثل المكعب السفلي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسل رحمة للعالمين في العالم المادي لنشر الهداية والإرشاد.